} فولكسفاكن بورا الجديدة ليست مجرد مركبة جديدة أخرى، إنها سيارة ألمانية تستحق الوقوف عندها، نظراً إلى عوامل النجاح التي تجمعها فتضعها على رأس لائحة المنافسة ضمن فئتها أو حتى ضمن فئة أكبر منها. وبورا، بشكلها الكلاسيكي، مع صندوق أمتعة تقليدي، تعتبر حلاً مثالياً لمن يرغب في شقيقتها الكبرى باسات، لكنه غير قادر على دفع مهرها. أبرز ما يميز بورا دفء يجده المرء في مقصورتها التي نالت عناية لازمة تتوافر عادةً في سيارات تكبرها فئة وتزيد عنها سعراً، ليفاجأ المرء بسعرها البالغ نحو 50 ألف ريال سعودي في السوق السعودية، ويقابله عدد من التجهيزات القياسية الموجودة اختيارياً لدى منافساتها. مقصورة متكاملة تصميم المقاعد في بورا يجمع بين الرياضي والمريح، وتبطينها بنسيج عالي الجودة يرفع من مواصفات الراحة خلال الرحلات الطويلة: لوحة القيادة محشوة بالرغوة المطاطية العميقة ومبطنة بخليط من المواد البلاستيك والجلد المختلفة عن المواد الرخيصة المستعملة في هذه الفئة من السيارات. وطريقة التحكم بمخارج هواء جهاز التكييف ووضعية مفاتيح تشغيل مختلف أجهزة السيارة العملانية والتكامل في عدادات لوحة القيادة وطريقة إنارتها ليلاً، والمقود الجلد الفاخر القابل للتعديل والتحكم بوضعية جلوس السائق الجيدة، وعملانية الجيوب المخصصة للحاجات الصغيرة المنتشرة في لوحة القيادة وبطانات الأبواب، إضافةً إلى التصميم المبتكر لحاملات الأكواب في لوحة القيادة والجزء الخلفي من الكونسول الأوسط، والنوافذ والمرايا الكهربائية والقفل المركزي وجهاز الإنذار ضد السرقة، وجهاز التحكم عن بعد بقفل السيارة وفتحها، وصندوق الأمتعة الكبير الذي يبلغ حجم تحميله 455 دسم3 والعملانية التي يتمتع بها لجهة إمكان رفع حجمه إلى 785 دسم3 بعد طي المقعد الخلفي كلياً أو جزئياً وتجهيز ظهره بقفل يعمل بمفتاح السيارة لمنع الوصول إلى صندوق الأمتعة من داخل المقصورة، وتجهيزات السلامة الغنية من علبة الإسعافات الأولية القياسية وأكياس الهواء الأمامية والجانبية مروراً بمساند الرأس المتحركة وأحزمة الأمان التي تتحلى بقدرة شد تدريجي، وصولاً إلى زيادة صلابة الهيكل وتزويده مناطق هشة في المقدم والمؤخر مهمتها التشوه لامتصاص قوة الصدمة وإبعادها عن مقصورة الركاب المزودة جهازاً متطوراً للاستماع الموسيقي مع قارئ كاسيتات، وجهازاً فاعلاً لتكييف الهواء... كلها تفاصيل تجعل من بورا سيارة فريدة في فئتها، خصوصاً أن شركات صناعة السيارات تعمد مع هذه الفئة من العربات إلى خفض الإضافات والتجهيزات إلى الحدود الدنيا لتوفير سيارة بسعر متدن تصيب من خلالها شريحة كبيرة من المستهلكين. وهذه التفاصيل تميز بورا أيضاً عن منافساتها لجهة السعر الذي يعتبر منافساً إلى درجة ستضطر المنافسين إلى إعادة حساباتهم في ما يتعلق بأسعار سياراتهم التي تنتمي إلى هذه الفئة. تنوع في المحركات من مجموعة محركاتها الواسعة، اختارت فولكسفاكن لسيارتها هذه ثلاثة محركات تعمل بالبنزين ستوفرها لأسواق منطقة الشرق الأوسط عموماً، وأسواق دول مجلس التعاون الخليجي خصوصاً. ويقوم اثنان من هذه المحركات على تقنية الأسطوانات الأربع المتتالية لتبلغ سعتاهما 6،1 و0،2 ليتر، تولدان قوة 100 حصان و115 على التوالي. اما المحرك الثالث، فهو محرك فولكسفاكن الشهير "في 5" المؤلف من خمس أسطوانات على شكل 7، سعة 3،2 ليتر، والمزود جهاز بخاخ إلكترونياً ترتفع معه القوة إلى 150 حصاناً. والملاحظ في هذه المحركات التي قررت معها فولكسفاكن الابتعاد عن تقنية الصمامات المتعددة لتبسيط صيانتها الدورية، خضوعها لتعديل هدف إلى زيادة مرونتها عبر توفيرها عزم دورانها، على دوران مخفوض للمحركات، الأمر الذي رفع من مرونتها خلال السير البطيء في المدن المزدحمة، وخصوصاً عند اختيار أحد هذه المحركات مع علبة التروس الأوتوماتيكية ذات النسب الأربع الأمامية. ولنجد أن محرك ال 6،1 ليتر يعطي عزم دوران يبلغ 15 م كلغ عند 3800 دورة في الدقيقة، مع توفير نحو 70 في المئة من هذا العزم عند مستوى 2000 دورة في الدقيقة، ترتفع إلى 2400 مع محرك الليترين الذي يوفر عزم دوران يبلغ 5،17 م كلغ، ما جعله يتحلى بمرونة تشغيل عالية، خصوصاً عند البحث عن التسارع على الطرق المتجهة صعوداً، ويدعمه توفيره 85 في المئة من عزمه هذا عند 1800 دورة في الدقيقة. أما محرك الأسطوانات الخمس، فلا يقل شأناً إذ يوفر 21 م كلغ من عزم الدوران عند 3200 دورة في الدقيقة. تأدية مميزة الأمر المميز في بورا، يتمثل في تفوق مهندسي فولكسفاكن في نقل قوة الدفع إلى العجلات الأمامية الدافعة وإعطاء العجلات الأمامية التماسك المطلوب، خصوصاً بعد تزويد بورا المجهزة محركي ال 0،2 و3،2 ليتر ترساً تفاضلياً أمامياً بقدرة حجز إلكتروني لتوزيع القوة الدافعة بين طرفيه، فيعمل على الحد من انزلاق العجلات الدافعة حول نفسها، تحت تأثير عزم الدوران المرتفع أو التسارع المفاجئ على الطرق الزلقة، ويؤمن بالتالي انطلاقاً مستقيماً بعيداً من الانزلاقات الجانبية التي تعانيها عادةً السيارات المندفعة بالعجلات الأمامية. ومع هذه المعطيات، توفر بورا في مختلف فئاتها تأدية مميزة إذ تنطلق من الصفر إلى سرعة 100 كلم/س في 7،10 ثوان مع محرك ال 6،1 ليتر، تنخفض إلى 3،10 ثوان مع محرك الليترين، وإلى 4،9 ثوان مع محرك ال 3،2 ليتر الذي يمكنه جر السيارة إلى سرعة قصوى تبلغ 216 كلم/س، في مقابل 195 و188 كلم/س لمحركي الليترين وال 6،1 ليتر على التوالي. تماسك متقدم توزيع الوزن بين محوري السيارة الأمامي والخلفي، الذي يعتبر من أهم عوامل التماسك في السيارات، متوازن في بورا، بفضل وزن صندوق الأمتعة الناتج عن اعتماد مفهوم الأحجام الثلاثة في بناء السيارة. وهذا ما أمن لبورا قدرة تماسك متقدمة، خصوصاً في المنعطفات السريعة، أسهم فيه جهاز المقود المزود مساعداً بقوة معتدلة يوفر شعوراً بالطريق وقدرة تحكم مستمرة في مختلف ظروف القيادة. وتزيد من هذا الشعور، انحناءات الهيكل المخفوضة تحت تأثير قوى الجاذبية الجانبية التي يلاحظها المرء عادةً عند دخول المنعطفات بسرعة عالية، أو عند تجاوز الشاحنات الطويلة في ظل طقس عاصف. وهنا لا يمكن نكران فضل مصاصات الصدمات العاملة بضغط الغاز والقضبان المقاومة للانحناء الموجودة في الأمام والخلف. وعلى رغم قساوة التعليق الذي يعتمد في الأمام قائمة ماكفرسون الانضغاطية ومبدأ المحور الإلتوائي في الخلف، حرصت فولكسفاكن على تأمين راحة تعليق متقدمة، خصوصاً في الجزء الخلفي من المقصورة الذي يخفي تحته نوابض معدناً حلزونية بمراحل نبض طويلة ومتدرجة. كذلك عُزز ثبات بورا عبر تزويد فئاتها الثلاث قياسياً جهاز أيه بي أس لمنع غلق المكابح الذي دعم بنظام إي بي دي الذي يتحكم إلكترونياً بقوة الكبح، تبعاً للضغط الذي يتعرض له كل إطار على حدة، الأمر الذي يمنع انزلاق السيارة جانبياً تحت تأثير الكبح المفاجئ، وخصوصاً في المنعطفات. أما طراز القمة من بورا، أي ذلك المزود محرك ال 3،2 ليتر، فجهز نظام إي أس بي للتحكم بالتماسك الذي يعمل تلقائياً على إعادة السيارة إلى خط سيرها الصحيح، في حال تعرض أي من محوريها للانزلاق. وهذا النظام يتوافر عادةً للسيارات العائلية الأكبر حجماً من بورا والمزودة محركات بتأدية رياضية متقدمة.