اكتسح الاسماعيلي منافسه المقاولون العرب وفاز عليه 4- صفر. في المباراة النهائية لكأس مصر لكرة القدم، ليتوج بطلاً للمسابقة للمرة الثانية في تاريخه، فعاشت مدينة الاسماعيلية ليلة من ليالي ألف ليلة حيث انتظر أكثر من 50 ألف شخص أقرانهم القادمين من القاهرة، وسهروا جميعاً حتى الصباح في ظل انضباط أمني. قدم الاسماعيلي عرضاً ممتعاً كعادته في الأشهر الأربعة الأخيرة، وانتزع فوزاً كبيراً، وهي المرة الثالثة على التوالي خلال عشرة أيام فقط التي يفوز فيها الاسماعيلي بأربعة أهداف، وكان هزم دوارف الغيني 4- صفر في كأس الاتحاد الافريقي، والأهلي 4-2 في نصف نهائي كأس مصر. واجه الاسماعيلي مقاومة هائلة من المقاولون العرب في الشوط الأول، وخاض المقاولون المباراة بتنظيم دفاعي جيد مع تكثيف لعدد اللاعبين في خط الوسط وإغلاق المساحات داخل منطقة جزائهم. وتعّرض لاعبا الاسماعيلي محمد بركات والنيجيري جون أوتاكا رقابة مزدوجة في معظم الأوقات للحد من خطورتهما. تمكن المقاولون العرب من الصمود بشجاعة أمام هجوم الاسماعيلي طوال الشوط الأول، ولاحت فرصة واحدة لأوتاكا حين كان مندفعاً والمرمى خالٍ امامه في الدقيقة 17 عندما ارتدت الكرة من يدي الحارس طارق سليمان، لكن الهداف النيجيري "نطح" الكرة برأسه عالياً وضاعت فرصة سهلة. ورد المقاولون العرب بهجمة أخطر في الدقيقة 30 من انفراد كامل لمحمد عادل بمرمى الحارس المغربي عبدالقادر البرازي، ولكنه تباطأ كثيراً وتدخل المدافع رضا سيكا بقوة وأنقذ الموقف. نقطة التحول وكانت نقطة التحول في المباراة في الدقيقة 50 حين نزل محمد صلاح أبو جريشة كابتن وهداف الاسماعيلي بدلاً من أيمن الجمل، والغريب ان نزول ابو جريشة في مباراة الأهلي كان سبباً في تغيير النتيجة من 1-2 الى الفوز 4-2، وكرر أبو جريشة الأمر في نهائي الكأس. اذ لم تمر دقائق على تحركّه في الميدان حتى اتسعت المساحات الخالية في دفاع المقاولون وتحرر جون اوتاكا من الرقابة، وسرعان ما انهمرت الأهداف كالمطر. في الدقيقة 57 تلقى اوتاكا الكرة بالقرب من وسط الملعب، وانطلق متخلّصاً من رقابة محمود العارف الذي حاول الإمساك به وابتعد اوتاكا عن مواجهة مصطفى مارين قلب الدفاع وسدد من مسافة 25 ياردة كرة قوية في الشباك، معلنة الهدف الأول للاسماعيلي والهدف الرقم 30 له مع الفريق هذا الموسم. وكاد الظهير محمد عودة أن يحقق للمقاولون العرب التعادل في الدقيقة 62 من تسديدة بعيدة المدى، ولكن يقظة البرازي ورشاقته حولاها الى ضربة ركنية. وعزز الاسماعيلي تقدمه سريعاً بهدف ثاني لمحمد بركات أحسن لاعب كرة قدم في مصر في الموسم الحالي حيث خطف الكرة قبل مدافع المقاولون خارج منطقة الجزاء وراوغه ثم تجاوز مدافعاً آخر، وسدد بيمناه بقوة في الشباك محرزاً الهدف الثاني في الدقيقة 64، وهو الهدف الخامس له في المباريات الثلاث الأخيرة. لم يفق لاعبو المقاولون من الصدمة لأن محمد أبو جريشة عاجلهم بهدف ثالث في الدقيقة 67 وسط هجوم جارف من فريقه، وجاء الهدف من كرة عرضية لمحمد بركات وحولها أبو جريشة برأسه من الوضع طائراً في المرمى، فكان الهدف الأول للنجم الكبير بعد صيام طويل استمر أكثر من شهرين. ولم يتأخر الهدف الرابع كثيراً، وكان من توقيع ابو جريشة ايضاً في الدقيقة 71 اثر متابعة لكرة عرضية لعماد النحاس على مسافة 4 ياردات فقط امام المرمى، وهي المرة الأولى لأبو جريشة التي سجل فيها هدفين في مباراة واحدة خلال العام 2000. كما انه أول لاعب يهز الشباك في نهائي كأس مصر في عامين متتاليين منذ 16 عاماً، وكان سجل هدف فريقه الوحيد في مرمى الزمالك العام الماضي عندما خسر 1-3. الغريب أن لاعبي المقاولون العرب اعترضوا كثيراً على الحكم الدولي جمال الغندور بعد احتساب الهدف بدعوى تداخل أبو جريشة مع الحارس طارق سليمان، ولكن الغندور تمسك بقراره واحتسب الهدف الذي لم يؤثر على النتيجة. هدأ لاعبو الاسماعيلي كثيراً بعد الاطمئنان الى النتيجة، واكتست مدرجات ملعب القاهرة الدولي باللونين الأصفر والأزرق - شعار الاسماعيلي - من قبل 40 الف متفرج زحفوا من معقل الدراويش. ولم تشهد الدقائق الأخيرة سوى فرصة واحدة لرضا سيكا مدافع الاسماعيلي المتقدم مع بعض اللمحات الفردية الفنية من اوتاكا بهدف اثارة الهتافات في المدرجات. وعقب صفارة النهاية تسلم محمد صلاح ابو جريشة كابتن الاسماعيلي الكأس من ممثل الرئيس حسني مبارك. وعاش اللاعبون ومدربهم محسن صالح فرحة اسطورية في ملعب القاهرة وعبر الطريق الطويلة الى مدينة الاسماعيلية. حفاوة بالتوأمين على صعيد آخر عقد التوأم حسن وابراهيم حسن مؤتمراً صحافياً مساء في نادي الزمالك، وارتديا خلاله القميصين الأبيضين رقم 9 و2، وهما الرقمان اللذان اشتهرا بهما دائماً مع الأهلي ومنتخب مصر، وأكد الشقيقان احترامهما الكامل لناديهما السابق الأهلي ولكنهما عازمان على بذل قصارى الجهد مع الزمالك وتحقيق البطولات له. وفوجئ الجميع بأكثر من 50 الف متفرج من عشاق الزمالك ملأوا مدرجات ملعب زامورا الخاص بالفريق لمشاهده المران الأول للتوأمين، ونال الشقيقان حفاوة منقطعة النظير من الحضور الذي لم ينقطع عن الهتاف لهما لأكثر من 20 دقيقة متواصلة وسط ذهول الألماني أوتو بفستر المدير الفني للفريق، والذي أكد أن هذا الجمهور الضخم لم يشهد اي مباراة للزمالك طوال الموسم، وأن انضمام التوأم للزمالك سيعطي الفريق حافزاً ضخماً للإجادة. وحرص محمد صبري نجم الزمالك على أصطحاب التوأم الى المدرجات والأيادي متشابكة للتأكيد على وحدة الصفوف بين اللاعبين وعدم صحة الاشاعات التي انطلقت حول غضب البعض من انضمام حسام وابراهيم الى الفريق.