قالت مصادر في وزارة التخصيص والقطاع العام المغربية ل"الحياة" إن المغرب سيطرح مناقصة دولية لتخصيص 35 في المئة من رأس مال شركة اتصالات المغرب ماروك تليكوم خلال النصف الأول من شهر أيلول سبتمبر المقبل بعد تأجيلها من شهر تموز يوليو الماضي. وأضافت المصادر ان الشروط التقنية والمالية باتت متوافرة لإطلاق المناقصة التي سترعاها مصارف تجارية ومكاتب خبرة دولية، منها "جي. بي. مورغن" و"البنك الشعبي"، التي كانت اسندت إليها مهمة تقويم اصول الشركة وتحديد اجراءات فتح رأس مال الشركة الذي يقدر بنحو تسعة بلايين دولار، بعد ارتفاع أعداد الزبائن إلى 5.2 مليون مشترك. وقالت إن ثلاث مجموعات دولية قدمت ملفات متكاملة للمشاركة في المناقصة المنتظرة هي "فرانس تليكوم" و"ايطاليا تليكوم" و"فيفاندي" الفرنسية بعد انسحاب "دوتشه تليكوم" وتخلف مجموعة "سي. ام. اس" الاميركية عن مواصلة السباق. وحسب المصادر المغربية، فإن فرص الشركتين الفرنسيتين والايطالية تبدو متقاربة جداً، وسيكون عنصر العرض المالي حاسماً في الاختيار بين المتنافسين الأوروبيين الذين باشرت حكوماتهم اتصالات في الموضوع مع الجهات المغربية المسؤولة. وتقدر الجهات المعنية عائدات تخصيص ثلث رأس مال "ماروك تليكوم" ما بين 5.2 إلى ثلاثة بلايين دولار. واعتبرت المصادر ان الشركات الثلاث قدمت ملفات جدية تستجيب فيها للشروط التقنية والمالية للمشاركة في المنافسة مثل أن تكون قيمتها السوقية تفوق 20 بليون دولار وما يزيد على مليوني مشترك مع امكانية عرض جزء من أسهم "ماروك تليكوم" في إحدى البورصات العالمية مثل "باريس ار ليلانر". وتقدر عائدات "فرانس تليكوم" عام 1999 ب6.26 بليون دولار و"ايطاليا تليكوم" ب27 بليون دولار مع امتياز خفيف للشركة الايطالية التي لها تجربة أوسع على المستوى الدولي، إذ تعمل في جنوب القارة الأميركية ووسط أوروبا واسبانيا وروسيا وتركيا والهند وإسرائيل. وكانت عائدات الشركة المغربية بلغت بليون دولار عام 1999 وحققت أرباحاً صافية فاقت 200 مليون دولار، جعلها تتفوق على مجموعة "أونا" الخاصة التي حققت مبيعات فاقت 9.1 بليون دولار. وأشارت المصادر المغربية إلى أن الحليف الاستراتيجي الذي سيقود اتصالات المغرب مستقبلاً سيكون عليه استثمار مبالغ ضخمة متضمنة في دفتر الشروط لرفع حجم عدد المشاركين في الهاتف - الثابت والنقال - إلى خمسة ملايين شخص خلال السنوات الأربع المقبلة. وتقدر قيمة تلك الاستثمارات بين ستة وسبعة بلايين دولار، الجزء الأكبر منها تجهيزات تكنولوجية قد تستفيد فيها من أنظمة الاستثمار الخاصة في المغرب التي تمنحها امتيازات جمركية وضريبية بعد توقيع اتفاق مع الحكومة في هذا الصدد. ويتقاسم سوق الاتصالات في المغرب شركتا "ميدي تليكوم" الحديثة العهد التابعة لمجموعة "تيليفونيكا" الاسبانية، التي تملك الخط الثاني للهاتف النقال ب1.1 بليون دولار واستطاعت في أقل من نصف سنة بلوغ 220 ألف مشترك، بينما ضاعفت "ماروك تليكوم" زبناءها في الهاتف النقال إلى مليون مشترك، إضافة إلى 7.1 مليون مشترك في الهاتف الثابت. وسيكون على الشركة الثالثة العمل ضمن سوق مفتوحة للاتصالات وتطوير الخدمات وتوسيع مجالات استعمال الانترنت 130 ألف مشترك فقط، وادخال الجيل الجديد من الهاتف النقال المعروف ب"يو. ام. اس. تي" ومواصلة مشروع شبكة الاتصالات العربية "الثريا" الإماراتية التي تشارك "ماروك تليكوم" في رأس مالها.