كشف مسؤول الاستخبارات السوفياتية السابق في لبنان تفاصيل عن عملية خطف الديبلوماسيين الأربعة في بيروت قبل 15 سنة. وقال ان موسكو "وجهت تهديداً مبطناً" باطلاق صاروخ على مدينة قم إن لم يطلقوا. ونشرت صحيفة "ترود" مقابلة طويلة مع العقيد يوري بيرفيلييف الذي ترأس شبكة الاستخبارات السوفياتية حين كان يحمل صفة مستشار في السفارة في بيروت، وكان من الأطراف ذوي الصلة الوثيقة بحادث اختطاف أربعة ديبلوماسيين سوفيات عام 1985 قتل احدهم وأطلق الآخرون. وأكد بيرفيلييف ان خطة الخطف اعدها فلسطينيون مناوئون لسورية بغية اجبارها على وقف هجومها على "حركات اسلامية متطرفة" في شمال لبنان. وأضاف ان المختطفين سلموا الى "حزب الله"، لذا التقى نحو مرتين السيد محمد حسين فضل الله لتأمين الافراج عن المختطفين. وفي حديثه الى "ترود"، قال الضابط انه أبلغ فضل الله ان "لصبر الاتحاد السوفياتي حدوداً، ترى ماذا سيحصل لو ان صاروخاً لأحد الدول ذات التسليح الجيد انحرف فجأة اثناء التدريبات وسقط على مكان غير متوقع، مثل مدينة قم؟". وذكر بيرفيلييف ان الرهائن "افرج عنهم بعد يومين من هذا اللقاء". الا انه أشاد بدور الحزب التقدمي الاشتراكي برئاسة النائب وليد جنبلاط الذي قام مسلحوه ب"عمليات استخدمت فيها القوة" لتأمين الافراج عن الرهائن. وأشار بيرفيلييف الى "تعقيد" دور الزعيم الفلسطيني ياسر عرفات الذي كان تعهد للسوفيات الافراج عن رهائنهم، فيما التقطت "ك جي بي" اتصالات اجراها مع مسؤول مخيم كان يحتجز فيه الرهائن وطلب عرفات عدم الافراج عنهم قبل "الحصول على ضمانات". وبعد تسليم الرهائن الى طرف لبناني، أكد عرفات للسوفيات انه دفع فدية 100 ألف دولار لاطلاقهم، في حين ذكر بيرفيلييف ان الأمر "خرج" من يد عرفات وصار في يد "حزب الله". الا ان ديبلوماسياً روسياً رفيع المستوى تحدثت اليه "الحياة" شدد على أن السيد فضل الله قام ب"مساعٍ حثيثة ومؤثرة لمعالجة المشكلة". وذكر أن السفير السوفياتي في حينه فاسيلي كولوتوشا زاره لينقل اليه شكر القيادة السوفياتية لدوره في إنقاذ الرهائن. وأشار الديبلوماسي الى أن بيرفيلييف "لم يكن منصفاً" في حق ياسر عرفات الذي بذل أيضاً جهوده في هذا المجال. يذكر أن حادث الاختطاف في بيروت كان الأول من نوعه بالنسبة الى الديبلوماسيين السوفيات، وقد أعقبته عشرات من حوادث الاعتداء والخطف، ما دفع موسكو الى تشكيل جهاز خاص لحماية رعاياها في الخارج. وأشار بيرفيلييف الى أن صراعاً نشب في موسكو بعد عودة الرهائن على "اقتسام أكاليل الغار" إذ قدمت وزارة الخارجية قائمة بمئة اسم من موظفيها طلبت منحهم أوسمة لدورهم في الإفراج عن الرهائن. لكن القيادة السوفياتية أعادت القائمة واقتصرت على منح اوسمة لعدد محدود من موظفي الخارجية وعشرات من ضباط الاستخبارات. ويروي بيرفيلييف تفاصيل أحداث عام 1985 في كتاب بعنوان "بيروت: تشرين الأول الساخن" يصدر قريباً.