كثر يعرفون، بالطبع، النجمة الهوليوودية ميلاني غريفيث، لكن قلة بينهم تعرف أن هذه النجمة الاستثنائية ذات القامة التي تفوق المتوسط، هي ابنة تيبي هدرن، التي اشتهرت خصوصاً ببطولة فيلمين لألفرد هيتشكوك هما "العصافير" و"مارني"، وبكونها بالتالي الأكثر برودة بين نساء "هتش" الباردات. في الماضي كانت تيبي تبدي استياءها من هوليوود التي غدرت بها، ورمت بها الى النسيان وهي في عز صباها، معتبرة إياها ممثلة أكثر مما يجب. ومن هنا رأى كثر في اقدام ميلاني، الابنة، على تمثيل دور البطولة أخيراً في فيلم جون واترز "سيسيل ب. ديمانتد"، ثأراً للأم من هوليوود، علماً أن ميلاني سبق لها أن سخرت من النجومية، في هوليوود، في فيلم وودي آلن "الشهرة". ولكن هنا في فيلم واترز الحاد والمرير، أوصلت السخرية الى حدودها العليا، إذ مثلت، تحت ادارة هذا المخرج الغريب الأطوار، دور نجمة يختطفها متمردون كانوا قرروا تحطيم كل شيء من كاليفورنيا السينما تلك. وفي الفيلم، لا تتوانى النجمة عن الرضوخ لكل مطالب الخاطفين، بما فيها المطالب الأكثر غرابة. حين سئلت ميلاني عن دورها هذا، قالت ضاحكة: "ان هوليوود مكان لا دين له ولا قانون يحكمه. مكان يتمكن فيه بعض الناس من انتاج قاذورات سرعان ما تدر عليهم مئات الملايين من الدولارات. وعلى كل حال، أحب أن أعتقد أن ما أفعله هناك عمل فني، وان هوليوود يمكن أن تكون شيئاً آخر غير آلة تدرّ المال ولا شيء غير المال. وما فيلمي الأخير هذا سوى برهان لما أقول".