قالت منظمة "العمل لمكافحة الجوع" الفرنسية ان عناصر ميليشيا صومالية خطفت فجر امس فرنسية وبريطانياً من موظفيها وان مفاوضات جارية لإطلاقهما. وأكدت مصادر قريبة الى المنظمة ان الرهينة البريطاني يدعى جون وات وكان يدير العمليات اللوجستية، في حين كانت الرهينة الفرنسية، التي لم يكشف اسمها، مسؤولة عن الشؤون الادارية والمالية. وجرت عملية الخطف بعد هجوم نفذته ميليشيات تابعة لزعيم "المؤتمر الصومالي الموحد" عثمان حسن علي الملقب ب"عاتو" على مقر المنظمة وسط مقديشو في منطقة الكيلومتر اربعة قرب "فندق الصحافي العالمي". وعبر عاتو عن اسفه إزاء عملية الخطف، واعلن استعداده المساهمة في اطلاقها. وأكد عدد من الحراس المكلفين حماية مقر المنظمة الفرنسية الانسانية عددهم 15 حارساً ل"الحياة" أمس، ان مجموعة مسلحة من حوالى عشرين شخصاً تساندها سيارات تحمل مدافع ثقيلة ارضية ومضادة للطائرات، حاصرت مقر منظمة "مكافحة الجوع" فجراً وسيطرت على حركة الحراس قبل ان تقتحم المقر وتقتاد الرهينتين خارجه، فيما استطاع موظف غربي ثالث النجاة بعد اختبائه في مكان معزول داخل المقر، ونقل لاحقاً الى نيروبي. وأضاف حراس المقر، ان المسلحين نهبوا ايضاً اجهزة الكترونية ومعدات واجهزة كومبيوتر قبل فرارهم. واكد شهود من سكان المنطقة حصول عملية النهب. وعلمت "الحياة" في وقت لاحق، ان احد المسؤولين في مستشفى بنادر - شيخ دون، زار الرهينتين في مكان اعتقالها قرب مقر اقامة عاتو. وأكد انهما في حال صحية جيدة، وتسلم منهما رسائل موجهة الى عائلتيهما تؤكد عدم اصابتهما بأي جروح من جراء الهجوم على المقر. ولا تُعرف حتى الآن دوافع عملية الخطف ومطالب الخاطفين. لكن من المعروف في عمليات مماثلة، ان الخاطفين عادة ما يطالبون بفدية مالية. إلا أن مراقبين لتطور الأوضاع السياسية والأمنية في الصومال، يعتقدون بأن عملية الخطف الأخيرة "عمل سياسي مدبر" موجه ضد مؤتمر المصالحة الوطنية المنعقد في جيبوتي منذ نحو ثلاثة شهور. وذلك في إطار تأكيد المعارضين للمؤتمر بأنهم موجودون على الأرض ويستطيعون فرض قوانينهم بعيداً عن أي قرارات قد يتخذها مؤتمر جيبوتي. إلى ذلك، نددت كل منظمات المجتمع المدني الصومالي بعملية الخطف، ووصفها مسؤول الشؤون الخارجية في نقابة الاطباء الصومالية الدكتور صلاة فارح جوتالي بأنها "عمل ارهابي ويجب معاقبة مرتكبيه". وأشاد بدور المنظمة الفرنسية في مجال الخدمات الصحية للصوماليين. يذكر ان حوالى خمسين موظفاً محلياً يعملون لدى منظمة "العمل لمكافحة الجوع" في مجالات إغاثة متنوعة. وتعتبر المنظمة من بين هيئات الاغاثة الدولية القليلة التي واظبت على تقديم خدماتها في الصومال، والتي ابقت على موظفين اجانب في العاصمة.