جنيف، مقديشو، بارديرا الصومال - أ ف ب - تفاعلت امس قضية الرهائن من عمال الاغاثة المحتجزين في الصومال منذ الأربعاء الماضي، اذ هدد الخاطفون بتصفية الرهائن 9 أجانب وصومالي اذا لم يحصلوا على مليون دولار، في حين دعت وكالة اغاثة دولية في الصومال الى عدم دفع اي فدية لمحتجزي الرهائن. وكانت محطة التلفزيون السويسرية الناطقة بالفرنسية عرضت مساء الأحد صوراً جديدة للرهائن يهددهم فيها محتجزوهم بالاسلحة. وكانت المحطة نفسها عرضت خلال نشرة اخبار الظهيرة مشاهد صامتة التقطتها شبكة "دبليو.تي.ان" تُظهر رهائن عدة وهم في صحة جيدة. ويُظهر التحقيق الذي عرض مساء الأحد رهائن في ممر خارجي ضيق بين حائطين. ويبدو على الشريط احد الحراس وهو يجبر احدى الرهينتين السويسريتين على رفع يديه في الهواء مهدداً اياه ببندقية. واجبر الجندي ذاته الرهائن الاخرى على الركوع. وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان الخاطفين هددوا بتصفية رهائنهم "في ما يبدو" اذا لم يحصلوا على مليون دولار. وقال الناطق باسم اللجنة الدولية ميكايل كلاينر ان صوراً التقطها أول من أمس فريق تلفزيوني اميركي تظهر احد المسلحين الذين يحرسون الرهائن وهو يقول باللغة الصومالية "سنعدمهم اذا لم نتسلم مئة الف دولار عن كل واحد منهم خلال 24 ساعة". وأضاف كلاينر: "اننا نأخذ هذا التهديد على محمل الجد". يذكر ان اللجنة الدولية للصليب الاحمر لم تتلق مباشرة او بصورة غير مباشرة اي مطالبة بالفدية من الخاطفين او اي شيء يؤكد المعلومات عن هذا الانذار الاخير. وتجهل اللجنة هوية الشخص الذي وجه الانذار في الشريط التلفزيوني او اهميته. وكانت اللجنة الدولية للصليب الاحمر والاتحاد الدولي للصليب الاحمر والهلال الاحمر عبرت في بيان صدر اثر عملية الخطف ونشر شريط مصور عن الرهائن عن "قلقها الشديد على مصير الاشخاص العشرة المخطوفين في الصومال". ويظهر الشريط المصور "مسلحاً يهدد احد المخطوفين العاملين فى اللجنة بسلاحه وهو يطالب مع الانذار بفدية مالية". وكانت احدى العشائر فى شمال مقديشو خطفت سبعة من العاملين فى اللجنة الدولية للصليب الاحمر واثنين من العاملين في الاتحاد الدولي للصليب الاحمر، اضافة الى عاشر يعمل في الهلال الاحر الصومالي واحتجزتهم رهائن منذ الأربعاء الماضي في مقديشو. الى ذلك أكدت المديرة التنفيذية لصندوق الاممالمتحدة لرعاية الطفولة يونيسيف كارول بيلامي أمس في بارديرا مجدداً، مبدأ عدم دفع اي فدية لمن يحتجز رهائن. ورداً على سؤال اثناء زيارة قصيرة قامت بها الى بارديرا جنوب غربي الصومال قالت كارول بيلامي لوكالة "فرانس برس" ان دفع فدية سيفتح الطريق امام اعمال اخرى من هذا النوع. واعتبرت انه اذا اتخذت الاجراءات الامنية اللازمة فيجب "ان لا نقبل بالخروج من البلاد". وأضافت انه "ينبغي ان نواصل تقديم مساعدات يحتاج السكان اليها بشدة". من جهة اخرى، ذكرت صحيفة اسبوعية صومالية أول من أمس ان فصيل علي مهدي محمد اعلن ان خصمه عثمان حسن علي عاتو شخص غير مرغوب فيه في قطاع مقديشو الشمالي الذي يخضع لسيطرته والذي يُحتجز فيه موظفو وكالات الاغاثة الدولية. وأوضحت صحيفة "سانا" الاسبوعية ان "المؤتمر الصومالي الموحد - التحالف الصومالى للانقاذ" بقيادة علي مهدي اتخذ السبت الماضي قراراً يقضي باعتبار عثمان عاتو شخصاً غير مرغوب فيه في شمال مقديشو. وزار عاتو الجمعة قطاع مقديشو الشمالي حيث تحتجز ميليشيات أحمد عدلي العاملين مع المنظمات الانسانية. ويعتبر عدلي من المقربين لعاتو مع انهما ينتميان الى فصائل مختلفة. وأمر علي مهدي ميليشياته بتكثيف الدوريات داخل المنطقة الخاضعة له في محاولة، في ما يبدو، لتحسين الظروف الامنية بعد عملية الخطف. وشددت المراقبة، خصوصا في مفترق الطرق المؤدي الى جنوب مقديشو الذي يخضع لسيطرة حسين عيديد وعثمان عاتو. ويلقي قرار علي مهدي القاضي بتشديد وجود ميليشياته في مقديشو ظلالاً من الشك على امكان تطبيق الاتفاق الذي وقعه في القاهرة مع عيديد وعاتو والقاضي برفع حواجز المراقبة داخل العاصمة. وكان قادة الفصائل الثلاثة اتفقوا في نيروبي الاسبوع الماضي على انشاء ادارة مشتركة للعاصمة الصومالية المقسمة.