مقديشو - أ ب، رويترز - أعلن وزير الدفاع الصومالي محمد عبدي غاندي أن السلطات الحكومية اعتقلت مشتبهاً بهم في خطف مستشارين أمنيين فرنسيين في مقديشو، فيما نفت باريس انتحال المخطوفين صفة صحافيين بعد احتجاج شديد اللهجة لمنظمة «مراسلين بلا حدود». وكان مدير فندق «صحفي» حيث خُطف الفرنسيان قال إن المستشارين وصفا نفسيهما بأنهما مراسلان فرنسيان، ما أثار احتجاجاً شديد اللهجة من منظمة «مراسلين بلا حدود» التي اعتبرت أن استخدام عملاء حكوميين الصحافة غطاء لهم يعرض الصحافيين إلى الخطر. وفي باريس، أكدت وزارة الخارجية الفرنسية أن الفرنسيين المحتجزين هما مستشاران مكلفان بمهمة لدى الحكومة الصومالية بطلب من الأخيرة، وشككت في انتمائهما إلى مهنة الصحافة، وفقاً لما تردد. وقال الناطق المساعد باسم وزارة الخارجية فريدريك ديزانيو إن عمل المستشارين يندرج «في إطار سياستنا الشاملة الهادفة الى تعزيز حكومة الرئيس شيخ شريف في المجال الأمني». وأقر ديزانيو بأن هذه المهمة تضمنت شقاً يقضي بإعداد فيلق أمني صومالي في جيبوتي. وعن ادعاءات بانتمائهما إلى مهنة الصحافة، أجاب أنهما توجها الى الصومال في مهمة رسمية «وكانت صفتهما أيضاً رسمية وليست صحافية»، و «ليس لدينا أي عنصر يؤكد ما قيل محلياً» بأنهما انتحلا صفة أخرى غير صفتهما. ورفض التكهن في هوية الجهة التي تحتجز الفرنسيين، والتي ذكر أنها مجموعة «حزب الإسلام» المتشددة، وأكد أن «من الأفضل عدم الإدلاء بتعليق حول الموضوع حرصاً على سلامتهما». وأثار خطف الفرنسيين نوعاً من الإحراج لدى السلطات المعنية، وفي مقدمها وزارتا الخارجية والدفاع اللتان تتكتمان حول ما إذا كانا مدنيين أو عسكريين وأيضاً في شأن الطبيعة المحددة لمهمتهما وهدفها. كما أثارت الحادثة استياء في الوسط الإعلامي الفرنسي بعدما ذُكر عن انتحال المستشارين الأمنيين مهنة الصحافة، ما جعل الأمين العام لمنظمة «مراسلون بلا حدود» يعبّر عن شعوره بالصدمة حيال هذا التصرف. وقال جوليار إن الصحافة «ليست غطاء وإنما مهنة» وإنه لم يكن للمستشارين «اللذين نتمنى بالطبع إطلاقهما التستر وراء هذه المهنة». ولفت الى أن هذا التصرف في بلد مثل الصومال الذي يعد الأكثر خطورة في العالم للصحافيين «يعزز استهداف الصحافة ويعرضها إلى مزيد من الخطر». إلى ذلك، أوضح وزير الدفاع الصومالي عبدي غاندي في مقابلة مع إذاعة فرنسا الدولية (أر أف إي) أن جنوداً صوماليين ذهبوا إلى مناطق قد يكون المخطوفان فيها. وقال إن السلطات الصومالية «تحاول اللجوء الى وسائل عدة» من أجل تحرير الرهينتين، مشيراً إلى أن «هناك اتصالات مباشرة وغير مباشرة» مع الخاطفين. وأضاف: «لا نعلم أسماءهم (الخاطفين) لكن نعلم انتماءهم ومجموعتهم»، لافتاً الى أن «هؤلاء مسلحون وينفذون عمليات خطف للمطالبة بفديات، لكنها ليست عمليات خطف سياسية». وقال أحد قادة الشرطة الصومالية عبدالقادر عدويني لوكالة «رويترز» إن مسلحين من فصيل اسلامي ضمن قوات الأمن التابعة للرئيس الحالي شيخ شريف أحمد احتجزوا الفرنسيين من فندق «صحفي» أول من أمس، ثم سلمتهما الى متمردي «حزب الاسلام». وأضاف أن هناك خلافات بين «حزب الاسلام» وميليشيا «الشباب المجاهدين» المتحالفة معه، على مصير الرهينتين، لافتاً الى أن الأخيرة تريد «أخذ الفرنسيين من الحزب وقتلهما، لكنه يرفض وهما على وشك القتال في ما بينهما». واتهم هذا المسؤول في الشرطة وزيراً على ارتباط بالمتمردين بالوقوف وراء عملية الخطف، وهو اتهام ردده أيضاً سكان في المدينة ومنظمة غير حكومية. وكانت فرنسا أعلنت في وقت سابق من هذا العام خططاً لتدريب قوات الأمن الصومالية على أيدي جنود من قاعدة عسكرية فرنسية في جيبوتي المجاورة. ورفض الناطق التعليق على هوية الخاطفين أو تفاصيل تتعلق بمكان وجود المستشارين، مبرراً ذلك بالحفاظ على أمن «مواطنينا».