اختتم رئيس الحكومة الاسبانية خوسيه ماريا اثنار أمس زيارة رسمية لموريتانيا أجرى خلالها محادثات تناولت التعاون الموريتاني - الاسباني والموريتاني - الأوروبي، ووقع عدداً من الاتفاقات. والتقى اثنار الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع. كما اجتمع مع وزير الصيد والاقتصاد البحري وعدد من رجال الأعمال العاملين في مجال الصيد. وتناولت المحادثات إمكان توسيع عدد سفن الصيد وكميات الأسماك المصطادة في المياه الاقليمية الموريتانية، وهما شرطان أساسيان يبدو ان الحكومة الموريتانية في صدد الموافقة عليهما. ويعمل في المياه الاقليمية الموريتانية نحو 120 سفينة صيد اسبانية. كما تطرقت المحادثات إلى اتفاق الصيد الموريتاني - الأوروبي الموقع في العام 1996 والذي ينتهي العمل به بعد أشهر، وتحصل بموجبه موريتانيا على 267 مليون يورو في مقابل حرية بواخر الصيد الأوروبية في الاصطياد في المياه الموريتانية. وتشكل اسبانيا الشريك الرابع لموريتانيا من حيث الواردات والصادرات. ووقع اثنار في نواكشوط على اتفاق تمويل خمسة مشاريع للأمن الغذائي في موريتانيا. وستستلم موريتانيا خلال السنة الجارية مساعدات قيمتها 570 مليون بيزيتاس نحو ثلاثة ملايين دولار. وتعهد المسؤول الاسباني في مؤتمر صحافي عقده قبل مغادرته نواكشوط تطوير التعاون الثنائي. وقال إنه سيسعى إلى ارساء التعاون الموريتاني - الأوروبي على أسس قوية. وتطرق إلى عدد من الموضوعات السياسية ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى دور اسبانيا في اقناع موريتانيا بإقامة علاقات مع إسرائيل. وكانت الحكومة الاسبانية ربطت بين دعم انضمام موريتانيا للمجموعة المتوسطية وقبولها إقامة علاقات مع الدولة العبرية. وكرر اثنار ان بلاده لا تطرح صيغاً جديدة للحل في الصحراء الغربية، مستعمرتها السابقة، مؤكداً دعم اسبانيا لخطة الأممالمتحدة الهادفة إلى تنظيم استفتاء لتقرير المصير في الاقليم. وعرفت علاقات التعاون الاسباني - الموريتاني تطوراً مهماً منذ الزيارة التي قام بها العاهل الاسباني خوان كارلوس لموريتانيا العام 1994. ويتركز التعاون بين الحكومتين في ميادين المياه والطاقة والصيد البحري والزراعة والصحة، ويرتبط رجال الأعمال الموريتانيون والاسبان باتفاقات تجارية مهمة. ويحتل السياح الموريتانيون مكانة مهمة ضمن السياح في جزر كناري الاسبانية وفي اقليم الاندلس.