نيقوسيا، القدسالمحتلة - أ ف ب - اعتبر كل من هانس فون سبونيك المنسق السابق لمساعدات الاممالمتحدة الانسانية الى العراق وريتشارد بتلر الرئيس السابق للجنة الخاصة التابعة للأمم المتحدة المكلفة نزع اسلحة الدمار الشامل العراقية أونسكوم ان الحظر على العراق المفروض منذ عشر سنوات تقريباً يشكل "فشلاً"، واتهم بتلر الرئيس العراقي صدام حسين باعادة بناء ترسانته من اسلحة الدمار الشامل. وقال سبونيك ان "عشر سنوات من الحظر اثبتت ان العقوبات التي تفرض على ديكتاتورية تفشل تماما". وكان المنسق السابق يتحدث في مؤتمر مغلق في نيقوسيا في شأن "مستقبل العراق" جمع طوال ثلاثة ايام نحو ثلاثين باحثاً بينهم عراقيون وكويتيون تحت رعاية المركز الدولي للحوار، وذلك قبل اسبوعين من الذكرى العاشرة للغزو العراقي للكويت في الثاني من آب اغسطس. واضاف: "يجب ان نكون نزيهين وان نعطي فرصة لأي احتمال آخر" غير العقوبات، مؤكداً ان من الضروري ان تعيد المجموعة الدولية التفكير في المسألة العراقية من دون ان تستبعد العراقيين عن ذلك. واكد تأييده عقد مؤتمر دولي يشارك فيه العراقيون، مشيراً الى ان "معارضته العقوبات لا تعني انه يؤيد الرئيس العراقي صدام حسين". ورأى ان برنامج "النفط للغذاء" الذي يسمح للعراق ببيع كميات من نفطه لتمويل مشترياته من الاغذية والادوية تحت اشراف الاممالمتحدة ليس كافيا، وحذر من ان الوضع في العراق وصل اليوم الى "مرحلة حرجة". وعدد مختلف الامراض التي يعاني منها الاطفال العراقيون الاسهال ومشكلات التنفس وسوء التغذية واعتبر ان في العراق "جيلا ضائعا"، موضحاً "لا يمكننا ابدا ان نعيد اليهم ما فقدوه". واستقال سبونيك من منصبه في شباط فبراير الماضي احتجاجا على استمرار العقوبات على العراق. ومن جهته، اتهم ريتشارد بتلر الرئيس العراقي صدام حسين بإعادة بناء ترسانته من اسلحة الدمار الشامل، وأقر بأن عقوبات الاممالمتحدة ضد العراق "فشلت". وقال بتلر خلال مؤتمر عقد في القدس مساء أول من أمس ان "صدام حسين اعاد بناء ترسانته من اسلحة الدمار الشامل، ومن الواضح ان بغداد تحاول تطوير صواريخ بعيدة المدى". وحسب بتلر فإن "التجربة التي أجرتها ايران السبت الماضي على صاروخ من نوع "شهاب-3" ستشجع العراقيين على تطوير صواريخ طويلة المدى". واضاف: "انا متأكد من انهم يحاولون مجدداً انتاج اسلحة كيماوية وبيولوجية". وأعلن الديبلوماسي الاسترالي من جهة ثانية ان العراق تمكن خلال السنة الماضية من اعادة تشكيل فريق من الخبراء في المجال النووي. والتقى بتلر أمس اعضاء لجنة الدفاع في الكنيست الاسرائيلية ليعرض معهم موضوع السلاح العراقي. وكان فريق "أونسكوم" غادر العراق في كانون الاول ديسمبر 1998 عشية عمليات القصف الجوي التي قامت بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا. وحلت مكانه هيئة جديدة تابعة للامم المتحدة كلفت مراقبة السلاح العراقي الا ان بغداد لا تزال ترفض حتى الآن استقبالها.