يحاول المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة رئيس الحزب علي قانصو حسم الموقف في شأن تسمية مرشحه عن دائرة الشمال الأولى عكار، بشري، الضنية بعدما توصل الى اتفاق على اختيار مرشحيه في بقية المناطق اللبنانية. ودفع تأخر الحزب في اختيار مرشحه عن دائرة الشمال الأولى، الى اجراء اتصال بين قانصو والنائب عصام فارس، اتفقا خلاله، من حيث المبدأ، على ترك المقعد الثاني شاغراً عن قضاء الضنية، في انتظار القرار النهائي الذي سيتوصل اليه الحزب في اجتماع المجلس الأعلى الذي عقد امس، لليوم الثاني على التوالي، بعدما تعذر عليه في الاجتماع الأول تسمية مرشحه. وفي معلومات "الحياة" ان فارس ابلغ قانصو، بالإنابة عن رفاقه على اللائحة، انهم قرروا ترك احد المقاعد في الضنية شاغراً، على أن ينضم مرشح الحزب اليها، في حال تم التوصل الى تفاهم داخل الحزب على اسمه، للحؤول دون تكرار التجربة التي حصلت في انتخابات العام 1996، اذ ان النائب السابق حسن عزالدين استمر في خوض المعركة منفرداً على رغم ان رفيقه عبدالناصر رعد اختير مرشحاً عن قضاء الضنية في اللائحة الشمالية المدعومة آنذاك من رئيس الحكومة السابق عمر كرامي والوزير سليمان فرنجية والنائب فارس، علماً ان الانتخابات كانت أجريت على اساس اعتماد الشمال دائرة انتخابية واحدة. اجتماع تحضيري واستناداً الى المعلومات، عقد أمس اجتماع تحضيري في دارة فارس في بينو، استعداداً لإعلان اعضاء اللائحة في مؤتمر صحافي ظهر اليوم في البلدة المذكورة. وبات في حكم المؤكد انها ستضم عن عكار، الى فارس، رياض رحال ارثوذكسي طلال المرعبي ووجيه البعريني وجمال اسماعيل سنة، مخايل الضاهر ماروني عبدالرحمن عبدالرحمن علوي، وعن بشري قبلان عيسى الخوري وبطرس سكر مارونيان، وعن الضنية أسعد هرموش سني. وسيترك المقعد السني الثاني شاغراً، ريثما يتبلور الموقف النهائي للحزب القومي. وكان المجلس الأعلى للحزب تابع امس اجتماعه، للتوصل الى حل لعقدة المرشح الحزبي عن دائرة الشمال الأولى، بعدما حسم في اجتماع أول من أمس استمر نحو سبع ساعات اسماء مرشحيه عن الدوائر التي سيخوض فيها الانتخابات، وهم: مروان فارس عن المقعد الكاثوليكي في دائرة بعلبك الهرمل، غسان الاشقر عن المقعد الماروني في دائرة المتن الشمالي، سليم سعادة عن المقعد الارثوذكسي في قضاء الكورة دائرة الشمال الثانية، اسعد حردان عن المقعد الارثوذكسي في قضاء مرجعيون دائرة الجنوب، غسان مطر عن المقعد الماروني في دائرة بيروت الأولى، جوزف العلم عن المقعد الماروني في قضاء كسروان في دائرة كسروان جبيل، فارس ذبيان عميد الدفاع عن المقعد الدرزي في دائرة الشوف، محمود عبدالخالق درزي وانطوان خليل ماروني عن دائرة عاليه بعبدا المتن الجنوبي. وفي هذا السياق، قالت مصادر الحزب ل"الحياة" انه يدعم التوصل الى ائتلاف في دائرة عاليه بعبدا. أما في حال تعثره، فانه سيتحالف مع النائبين طلال ارسلان وإيلي حبيقة، اضافة الى "حزب الله" اذا قرر الانضمام الى هذا الحلف. وأكدت ان بعض حلفاء الحزب في هذه الدائرة بدأوا يتصرفون على ان "حزب الله" سيكون حليفاً اساسياً، بعد ان يتم التوصل الى مخرج في شأن ترشح حبيقة والتعاون معه، انطلاقاً من عدم التصويت لخصومه في قضاء بعبدا. وأضافت ان الحزب، وإن كان يتمنى التوصل الى صيغة اكثر فاعلية للتعاون الانتخابي في اللائحة المنافسة للائحة المدعومة من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، فان ما تبلغه على ذمة حلفائه بالنسبة الى موقف "حزب الله"، لن يكفي وسيبادر شخصياً بالاتصال بقيادته للوقوف على قراره النهائي، في هذا الشأن، ليكون على بيّنة من كل المعطيات والتطورات الانتخابية التي ستتحكم بتركيب التحالف. على صعيد آخر، ذكرت مصادر حزبية ان فروع الحزب القومي ومنفذياته في عكار والضنية وبشري عقدوا امس اجتماعاً طارئاً انتهى الى اتفاق يقضي بترشيح عبدالناصر رعد عن الضنية، مشيرة الى ان فارس تبلغ هذا الاتفاق، وقد تمنت عليه ادراج اسمه على اللائحة لتأتي مكتملة من 11 مرشحاً بدلاً من عشرة. واللافت ان المجتمعين استبقوا رغبتهم التي ابدوها النتائج التي سيسفر عنها الاجتماع الحزبي المركزي المخصص لحسم مسألة تسمية المرشح عن دائرة الشمال الأولى. متفرقات وفي المتفرقات الانتخابية، قال النائب السابق حبيب صادق خلال لقاءات شعبية في النبطية الفوقا وشقرا ومجدل سلم، أن "فعل التزوير بدأ قبل إجراء الانتخابات بإصدار قانون اعتباطي استنسابي لا دستوري". وأضاف "ان هذا الفعل يتكامل بتركيب لوائح فوقية في الردهات المقفلة وفرضها على الناس بكل أساليب الترغيب أو الترهيب. ولكن على رغم هذا الوضع المحبط، أعلن "فريق العمل الديموقراطي" عزمه خوض المعركة الانتخابية، معتمداً الإرادة الشعبية وملتزماً مبادئ راسخة، في مقدمها اعتبار الانتخابات ممارسة ديموقراطية في سياق نضال سياسي شامل من أجل تحقيق مشروع وطني عام". وتعليقاً على قرار المكتب السياسي الكتائبي تسمية نبيل حكيّم مرشحاً للحزب الكتائبي عن البترون دائرة الشمال الثانية، اعتبرت السيدة ليلي سعادة، أرملة رئيس الحزب السابق جورج سعادة، "أن نهج رئيس الحزب منير الحاج اليوم يتناقض كلياً والنهج الذي أرساه سلفه داخل الحزب وفي الحياة السياسية العامة". وأبدت خشيتها "أن يواجه الحزب السقوط الكبير" بسبب ذلك. وأكدت أنها مستمرة في ترشحها، مشيرة الى أن "تذرع رئيس الحزب وبطانته أني غير كتائبية ردت عليه القاعدة الكتائبية في البترون بالوقوف الى جانبي وشد أزري". وحذرت من "شرخ كبير داخل القاعدة الكتائبية في إقليم البترون". وأعلنت في حلبا عكار نواة "لائحة التقدم والديموقراطية" التي تضم الدكتور غسان الأشقر مرشح الحزب الشيوعي والمحامي أحمد عارف الرجب والدكتور علي ماما. ولاحظ "المكتب المركزي للتنسيق الوطني" "حال غضب ونقمة في أوساط النخب اللبنانية المثقفة، خصوصاً في بشري وجزين، اذ يسود شعور قاتل بالدونية والتهميش والالحاق، لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان. فلولا التوزيع الطائفي في نظام الانتخابات، لما أتى الى الندوة النيابية مسيحي واحد في الجنوب مثلاً، الا اذا وهبوا مقعداً كما هو جار مع اقباط مصر وغيرهم، وهذا يضيف الى الاهانة المباشرة لكرامتهم، حرمانهم حق اختيار ممثلين فعليين لهم، ومنطقتا بشري وجزين تذخران بالأدمغة القانونية والوطنية".