تعرضت طموحات هيلاري كلينتون السياسية، بالوصول الى مجلس الشيوخ، لنكسة خطيرة اثر اتهامها بتوجيه اهانة عرقية قبل 26 عاماً لمدير حملة انتخابية سابقة لزوجها. وتوقع مراقبون ان تثير الاهانة المزعومة المناهضة للسامية غضب الجالية اليهودية في ولاية نيويورك، اكبر تجمع لليهود في اميركا، التي سبق لهيلاري ان اغاظتها عندما عبّرت عن تأييدها لاقامة دولة فلسطينية مستقلة. ويدعي كتاب ينشر هذا الاسبوع عن الحياة الزوجية المضطربة لعائلة كلينتون ان السيدة الاولى شتمت بول فراي الذي تولى إدارة محاولة بيل كلينتون الاولى الفاشلة في اركنسو للوصول الى الكونغرس في 1974، قائلة "يا ... ابن الزنا اليهودي". ونقلت صحيفة "صنداي تايمز" عن هيلاري، امس، انها وصفت الادعاء الذي تضمنه كتاب "حال اتحاد زواج" State of a Union الذي ألّفه جيري اوبنهايمر، بأنه "كذبة شنيعة". وقالت في بيان اصدرته السبت انها كرست حياتها لتعزيز التسامح، وان "هذا لم يحدث أبداً". لكن فراي تمسك بروايته عما حدث. وقالت زوجته ماري لي: "حدث هذا بالتأكيد. سيتعيّن على هيلاري ان تدفع ثمن تصرفاتها". واضافت ان زوجها "كان فخوراً دائماً بجذوره، وكانت روابطه الثقافية معروفة. وعندما عنّفته هيلاري حزّ ذلك كثيراً في نفسه". وعلى رغم ان فراي بروتستانتي، الاّ ان والده كان يهودياً. وعلى رغم ان اكثر من ربع قرن مضى على هذا التصريح المزعوم، يبدو مؤكداً انه سيثير غضب الناخبين الديموقراطيين اليهود في نيويورك حيث تخوض سباقاً انتخابياً صعباً مع منافسها الجمهوري ري لازيو للفوز بمقعد في مجلس الشيوخ. ومن شأن هزيمتها هذا السباق ان ينهي تكهنات بأنها تخطط للوصول في المستقبل الى البيت الابيض. وكان استطلاع للرأي اُجري الاسبوع الماضي اظهر ان حجم التأييد الذي تحظى به هيلاري وسط الناخبين اليهود في نيويورك لا يزيد على 54 في المئة، ما يعني ان عليها ان تبذل جهداً اضافياً لكسب 67 في المئة من اصواتهم وضمان الفوز وفقاً لمؤشرات الديموقراطيين التقليدية في الولاية. فعلى رغم ان اليهود لا يمثلون سوى 9 في المئة من سكان نيويورك، فإنهم يتوجهون الى صناديق الاقتراع بكثافة تفوق اي جماعة اخرى، ويشكلون نسبة تصل الى 30 في المئة من المشاركين بالتصويت. وحسب كتاب اوبنهايمر فإن جدة هيلاري من جهة الاب كانت تعرف بكراهيتها لليهود والكاثوليك. كما يقال ان والدتها، دوروثي رودهام، كانت تحمل حقداً طيلة حياتها ضد احد اقربائها من اليهود واعتادت ان تؤدبه دوماً. واحد المستفيدين المحتملين من هذا التطور هو مارك ماكماهون 39 عاماً، الطبيب الذي تلقى دراسته في بريطانيا ويدير عيادة في مانهاتن، اذ يتوقع ان يدخل السباق للوصول الى مجلس الشيوخ هذا الاسبوع كمرشح ديموقراطي متمرد. وهو يصف هيلاري بأنها "طارئة على السياسة". وقال ماكماهون، الذي يعرف بتأييده القوي لاسرائيل ويحظى بدعم اللوبي اليهودي في نيويورك، ان هيلاري "لم تدرك ابداً مدى اهمية اسرائيل بالنسبة الى عدد كبير من سكان نيويورك". واضاف "لكن هذا قد يكون مدمراً" لفرصها الانتخابية. واعتبر ان هيلاري تملك طموحات شخصية خرقاء بشأن الوصول الى البيت الابيض الاّ انها لا تملك ادنى فكرة عن حاجات 9،4 مليون من الديموقراطيين في الولاية. وعلى رغم ان فرص ماكماهون ضئيلة في دحر هيلاري في سباق تمهيدي في ايلول سبتمبر المقبل، فان مجرد تمكنه من حشد التأييد لترشيحه سيعتبر ضربة مهينة لحملتها الانتخابية التي يبلغ تمويلها 10 ملايين دولار ويعد الرئيس كلينتون كبير مستشاريها. ويشار الى ان كتاب اوبنهايمر يتضمن ايضاً ادعاءات اطلقتها موظفة سابقة في حملة بيل كلينتون الانتخابية بأنه كاد يتزوجها بدلاً من هيلاري.