"مهرجان التحرير" عنوان مهرجان تحييه المطربة الشابة جوليا بطرس في قلعة أرنون في الجنوب المحرر والدعوة مفتوحة والدخول مجاني، فلا شباك تذاكر ولا بطاقات... والمهرجان تقيمه المطربة مع فرقتها الموسيقية في 28 الجاري ويرعاه الرئيس اللبناني إميل لحود. تقول جوليا بطرس عن المهرجان:"من خلال المهرجان أتيت لأسلط الضوء على هذا الانتصار، فأخاف أن يأتي يوم ننسى ظلم العدو الذي لم يترك شيخاً وطفلاً وأماً وعائلة إلا وعرضها للتعذيب والذل والقهر والقتل والأسر، وأرغب ألا تمر فرصة إلا ونستغلها ونحكي ونغني ونرسم ونكتب ونصور، وبأي وسيلة أخرى، إعلامية وثقافية وتربوية وغيرها، إلا ونتحدث ونشدد على همجيتهم ووحشيتهم وإجرامهم بحق الإنسانية، ونأمل أن يصل صوتنا الى المجتمع العالمي لإظهار العدو على حقيقته". وتضيف: "يوم 28 تموز وفي "مهرجان التحرير" سوف تكون الدعوة مفتوحة للجميع ليشاركوا ويسمعوا أغاني قديمة كانوا سمعوها وجديدة تتحدث عن الأسر والمقاومة والتحرير والفرحة بالنصر". ولعل شهرة الفنانة جوليا تعود الى أغنية "غابت شمس الحق" إبان الاحتلال وقالت في هذا الصدد: "طلبوا مني أغنية بعنوان "شرقت شمس الحق"، أنا أحب أن أعمل أغنية فيها الأمل والفرح لكنني لم أستطع غض النظر عن ذكر المعاناة التي عاناها أسرانا وأهاليهم والتي سوف تعيش معهم لسنوات طويلة". وأشارت الى أنها قامت بتحضير أغنية للأسرى في عنوان "نشيد الحرية" كتبها نبيل أبو عبدو ولحنها زياد بطرس، وتم تصوير جزء منها في معتقل الخيام والجزء الأكبر منها عبارة عن صور واقعية ومشاهد حية. وأوضحت جوليا أموراً عدة منها أن عدد المقاعد المقرر خمسون ألفاً. وأكدت ان الرئيس لحود كلف الوزارات المعنية والجيش اللبناني ومديرية التوجيه بأن تكون المنطقة جاهزة لإقامة هذا المهرجان بدءاً من إزالة الألغام، الى الناحية التنظيمية التي تتولاها الجهات الأمنية، وصولاً الى الإعلام حيث سيبث المهرجان مباشرة عبر وسائل الإعلام المرئية كافة. أما التجهيزات من إضاءة وفرقة موسيقية فهي تقدمة منها. والأمور التقنية المكلفة فهي من جهات رسمية وزارة الدفاع وغير رسمية. وقالت إن البرنامج يتضمن 18 أغنية بينها ثلاث جديدة. أما عن اختيار "أرنون" فيقول زياد بطرس، شقيق الفنانة وملحن معظم أغانيها: "... لموقعها تحت قلعة الشقيف مباشرة ولأن المساحة كبيرة تتسع لهذا العدد من المقاعد وهذا غير متوافر في مناطق محررة أخرى". إلا أن أخذ جوليا بطرس مهرجاناً تحريرياً على عاتقها وحدها أثار كثيراً من الاسئلة. فهل تستطيع وحدها أن تحيي مهرجاناً؟ ولماذا لم تسمّ المهرجان حفلة غنائية؟ صحيح أن جوليا تملك جمهوراً شبابياً خاصاً في لبنان وخصوصاً بعد نجاح أغنيتها الجنوبية الشهيرة التي توافقت مع حركة المقاومة ضد الاحتلال، لكن اغنية واحدة لا تصنع تجربة ولا مدرسة، وتحتاج جوليا الى المزيد من العطاء والبحث والغناء، كما تحتاج دوماً الى أن تعيد النظر في غنائها وصوتها والموقع الذي تحتله. وعلى رغم غنائها وصوتها الجميل وحفاظها على مستوى فني لائق فهي لم تستطع أن تكون في طليعة المطربات الجديدات ولا أن تؤسس حالة خاصة. لكن هذا الكلام لا يعني أنها مطربة عادية وغير موهوبة، بل هي تملك موهبة مهمة وحضوراً لطيفاً حتى وإن كانت في حاجة دائمة الى التطور وإلى ترسيخ هويتها الغنائية. ويجب ألا ننسى أن المطربين والمطربات يعانون اليوم كثيراً ندرة الألحان الجميلة وندرة الملحنين القادرين على مد المطربين بالجديد والباهر.