نقل الموفد الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، جيمس بيكر، ملف نزاع الصحراء الغربية الى مرحلة جديدة في ضوء تقرير بالغ الصراحة رفعه كوفي أنان الى مجلس الأمن وتضمن إقراراً بوصول خطة التسوية الى طريق مسدود بعد تسع سنوات من الجهود لحل النزاع الصحراوي عبر تنظيم إستفتاء لتقرير المصير. واقترح بيكر العمل من أجل التوصل الى "حل سياسي" يقع بين خيار دمج الصحراء كلياً في المغرب وبين خيار الإستقلال الكامل. راجع ص 6 وفي حين أسرعت جبهة "بوليساريو" الى الرد بإعلان تمسكها بخطة التسوية والإستفتاء، لم يصدر عن المغرب حتى مساء أمكس أي موقف من تقرير أنان - بيكر الذي فتح الباب أمام خيارات أخرى غير الإستفتاء، من خلال التلميح باحتمال النظر في إقامة حكم ذاتي كحل وسط بين الإستقلال والإندماج في المغرب. ولم يستخدم التقرير عبارة "حكم ذاتي". وأقر التقرير بأن إجتماع أطراف النزاع في لندن الشهر الماضي لم يؤد الى أي تقدم، بل أدى الى "تراجع الى الوراء" بعد إصرار طرفي النزاع على "عدم التراجع قيد أنملة" عن مواقفهما العدائية من بعضهم بعضاً. ويُتوقع ان يبدأ أعضاء مجلس الأمن الأسبوع المقبل مناقشة التقرير في أجواء وصفتها أوساط المجلس بأنها تتميز ب "ديناميكية جديدة". وقالت الناطقة باسم الأمين العام ماري أوكابي ان أنان يأمل بإحراز تقدم في إجتماعات جنيف المقبلة التي تُعقد على مستوى الخبراء في 20 الشهر الجاري. وبعث مندوب "بوليساريو" لدى الأممالمتحدة السيد أحمد بخاري برسالة الى رئيسة مجلس الأمن للشهر الجاري مندوبة جاميكا السفيرة باتريشا دورانت، شدد فيها على تمسك جبهته ب "خطة التسوية" رافضاً أي "أسلوب آخر" لحل نزاع الصحراء. وجاء في الرسالة: "إن الأسلوب الوحيد الذي يمكن ان ينتج عنه حل عادل ودائم للنزاع في الصحراء الغربية هو الأسلوب المتماشي مع خطة التسوية والاتفاقات التي فاوض عليها الطرفان لتنفيذ خطة التسوية بهدف إجراء إستفتاء حر وعادل لتقرير المصير". وتابع ان جبهة "بوليساريو" لا يمكنها ان تدعم "أي أسلوب آخر من شأنه ان يُقرر مصير الشعب الصحراوي نيابة عنه".