صعد الدكتور حسن الترابي زعيم حزب "المؤتمر الوطني الشعبي" السوداني حملته ضد رفاقه السابقين في الحكم، ولم يستبعد حظر نشاطه واعتقاله، وقال انه تلقى "اشارات من السلطات تعكس ضيقها" بنشاط حزبه الجديد، محذراً الحكم الحالي من المصير الذي انتهى اليه الرئيس السابق جعفر نميري، ومؤكداً ان حركات اسلامية في العالم موّلت الصناعة العسكرية في السودان. دعا الدكتور حسن الترابي في ندوة في مدينة أم درمان، ثاني مدن العاصمة الثلاث أول من امس، حضرها نحو عشرين ألف مواطن الى "انتفاضة شعبية تشمل كل مدن البلاد لإعادة الحرية والديموقراطية". وتابع: "لا بد من ثورة جديدة، ومن دون كفاح وثورات كما فعلت أوروبا لن يبني الشعب قيمه ويطلق حريته". وعلى رغم ان الندوة التي سمحت السلطات بالاعلان عنها في الصحف اليومية تجاوزت الزمن المحدد لها بنصف ساعة الا ان قوات الشرطة التي كانت تراقبها عن بعد لم تتعرض للحضور. وبدا أنصار الترابي اكثر حماساً وتنظيماً ورددوا شعارات مناهضة للحكومة تدعو الى تغيير قياداتها. وشكل الشباب والنساء والطلاب السواد الأعظم من الحضور. وقال الترابي ان الرئيس عمر البشير ومساعديه في السلطة أبعدوه عن قيادة الحزب الحاكم "استجابة لضغوط اجنبية"، مشيراً الى ان مسؤولاً عربياً أبلغه بذلك. وشبه ممارسات الحكومة الحالية بممارسات حكومة الرئيس السابق جعفر نميري في آخر عهدها عندما أودعته ومعاونيه المعتقلات. وزاد: "اذا سلكوا طريق النميري فسينتهون الى مصيره". ورأى ان "سياسة السودان الخارجية باتت تدار من الخارج". واتهم الحكومة بتوقيع اتفاق سري مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في نيروبي على فصل الدين عن الدولة، واستجابة كل شروط صندوق النقد الدولي. ورأى ان الحزب الحاكم "بات مثل الاتحاد الاشتراكي الذي أسسه نميري وذهب مع حكومته". وأعلن تخليه عن مقرات حزب المؤتمر الوطني وأمواله التي استولت عليها الحكومة بواسطة قوات الأمن. وذكر الترابي ان الحركات الاسلامية في العالم هي التي مولت الصناعة العسكرية في السودان. وقال ان حزبه "موصول بهذه الحركات التي طردت الحكومة في فترة سابقة بعض المنتسبين اليها الذين كانوا يقيمون في البلاد". ودعا الى حوار ندي مع القاهرة وواشنطن. واضاف: "لا ندعو الى قطيعة مع مصر واميركا ولكن ندعو الى حوار وليس فرض ضغوط وينبغي التعامل بالمثل لا علاقة عن مذلة". وحمل بشدة على البشير، وقال انه "مزق دستور البلاد بعد ان نقضه باباً باباً، ومول حملته الانتخابية من مال الشعب ودافعي الضرائب، وأراد ان يرهن السودان كله لإرادته بعد ان ضاق بالحريات والشورى". وجدد اتهامه لرئاسة الجمهورية بخرق الاتفاق الذي وقعته مع فصائل جنوبية في العام 1997، وتابع: "نريدها ثورة سلمية وانتخابات وحرية لنا ولغيرنا. أما اذا أبوا السلام وحولوا الخصام الى صدام فالشعب سيجدد تجاربه في تغيير الجبابرة ولن تستطيع سلطة ان تحكمه بالقوة". ودعا الترابي الاحزاب السودانية الى التمسك بتحقيق "مصالحة وطنية على أساس حوار سوداني - سوداني"، وان تسعى لاتمام ذلك عبر "حوار داخلي". وقلل من فرص نجاح المبادرات الخارجية للتوسط بين الفرقاء السودانيين، وقال ان حزبه هو "أولى الاحزاب بالتوافق مع الاحزاب الأخرى لأنه يدعو الى الحريات والديموقراطية والتداول السلمي للسلطة". ووصف المساعي التي بذلت للتوصل الى تسوية سلمية مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" من خلال التفاوض الخارجي بأنها "فاشلة بينما نجحت مساعي الحوار في الداخل في التوصل الى اتفاق" مع مساعد رئيس الجمهورية السابق الدكتور رياك مشار.