عند قراءتي قصة سفاح جامعة صنعاء وارتكابه الكثير من الجرائم في مشرحة كلية الطب ضد العشرات من الطالبات، توقفت عائداً الى عصر الجاهلية وتحديداً وأد البنات عندما كان الآباء يأخذون بناتهم صغاراً يدفنونهن أحياء خوفاً من العار، وقد يبدو للقارئ من الوهلة الأولى أن العلاقة المشتركة أو العامل المشترك هو الخوف من العار. قد نجد لهذا السلوك مبرره في العصر الجاهلي قبل الإسلام ولكن ماذا يبرر سلوك أسر ضحايا الطالبات اليوم؟ والمتتبع لقصة هذا السفاح يجد أن كثراً من أهالي الضحايا تجنبوا عن التبليغ وفضلوا الصمت والسكوت ظناً منهم أن بناتهم ارتكبن الفاحشة وهربوا فهذا التجنب عن التبليغ والسكوت قد يجنبهم الفضيحة. وفي الموضوع نفسه نلاحظ أن شجاعة "أم زينب" العراقية كشفت شخصية المجرم السفاح وجرائمه التي تشمئز منها النفوس وتقشعر لها الأبدان وهنا أتساءل أين الذكور؟... وأين الآباء؟. ومن المضحك المبكي أن التظاهرات التي وقعت في صنعاء جاءت تطالب بمعاقبة المجرم ومعاونيه والكشف عن شخصياتهم ولكن الأهم من ذلك وما كنت أتمناه أن تكون هذه التظاهرات تستهجن السلوك السلبي من قبل أسر الضحايا في تجنبهم التبليغ والتزامهم الصمت خوفاً من الفضيحة لأن هذا سبب في تفاقم المشكلة وزاد من أعداد القتيلات .... إن ما حدث في جامع صنعاء مأساة يتحملها كل فرد في المجتمع فهي لا تقتصر على أفراد الأمن في الجامعة وإنما تشمل المجتمع بأسره لأن قضية الأمن لا تهم الفرد بذاته وإنما قضية اجتماعية تتطلب تعاون الجميع. خالد سعيد الغامدي