افتتح ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء الأمير عبدالله بن عبدالعزيز امس كلية "دار الحكمة" الاهلية للبنات في مدينة جدة، التي تعد أحد أوائل المشاريع التربوية التي نفذها القطاع الاهلي السعودي لمراحل مابعد الثانوية العامة منذ اقرار القواعد المنظمة لانشاء مؤسسات اهلية للتعليم فوق الثانوي والترخيص لها والاشراف عليها، والذي اشترط نظامها "ألا يكون هدفها الربح". وتعد الكلية الثانية من نوعها للبنات في مدينة جدة فيما يقول السعوديون ان هناك ما يزيد على سبعة مشاريع من النوع نفسه قيد الدرس حالياً وأن معظمها يتركز في المنطقة الغربية من البلاد. وكانت السعودية ترفض لسنوات خلت دخول القطاع الاهلي مراحل التعليم ما بعد الثانوي وتشترط الحصول على اذن مسبق من الراغبين في مواصلة تعليمهم في الخارج . وتعتبر "دار الحكمة" احدى مخرجات "مؤسسة العلم الخيرية". والاخيرة منشأة ذات شخصية اعتبارية غرضها الاساسي تقديم خدمة تعليمية من دون ان تهدف الى تحقيق الربح المادي، ويعتمد انشاؤها ونموها على التمويل الذاتي المستمر من قبل مجموعة من رجال الاعمال السعوديين. وتضم الكلية حتى الآن ثلاثة تخصصات لدرجة البكالوريوس في مقدمها الاعمال ونظم المعلومات والتصميم الداخلي والتعليم الخاص. وبلغ عدد دارسيها للسنة الاولى 128 طالبة منهن 89 سعودية و23 عربية، تضاف اليهن اربع من الولاياتالمتحدة، وثلاث كنديات، وبريطانية وغيرهن، وتتجه الكلية الى تقديم دبلوم في الاعمال والتجارة اعتباراً من السنة الدراسية المقبلة التي تقدمت للتسجيل فيها 152 طالبة. وحسب معلومات حصلت عليها "الحياة" تبلغ كلفة الطالبه للسنة الدراسية الواحدة 28 الف دولار، الا ان ما تدفعه الطالبه رسمياً يصل الى 15 الف دولار فقط موزعة على فصلين دراسيين، وتعتمد الكلية اللغة الانكليزية لتدريس مناهجها بمشاركة اللغة العربية في مواد محددة فيما بلغت كلفة المشروع التقديرية حتى الآن نحو 90 مليون دولار. ويقول المراقبون ان القطاع الاهلي يخطو خطوات جادة في اتجاه توطين أموال السعوديين التي تحول الى الخارج بهدف تغطية تكاليف التحصيل العلمي سواء في الدول العربية او الاوروبية أو الولاياتالمتحدة الاميركية اضافة الى الدول الاسكندنافية، ويبرر سعوديون التقتهم "الحياة" اسباب ميل كفة التعليم الاهلي لمرحلة ما بعد الثانوية لصالح البنات الى ضيق الفرص التعليمية امامهن. وتشير احصاءات غير رسمية في السعودية الى ان عدد المقبولين في الجامعات السعودية العام الماضي بلغ 90 الفاً فقط من اصل 150 الف خريج ثانوي، واتجه 20 في المئة من البقية الى الخارج فيما وجد 12 في المئة من البقية الباقية فرصاً للدراسة في كليات ومعاهد حكومية مختلفة. وحسب احصاءات العام الماضي فاق عدد الحاصلات على الثانوية العامة من البنات اعداد البنين ب19.56 الف طالبة، اذ أظهرت النتائج السعودية الرسمية ان عدد خريجي الثانوية العامة العام الدراسي الماضي بلغ 149.9 الف طالب وطالبة البنات 84.733 الفا، الصبيان 65.173 الفا علماً ان 70 في المئة من سكان السعودية دون 20 عاماً.