أنهى أكثر من 360 ألف طالب وطالبة في السعودية المرحلة الثانوية العام الماضي، والتحق أكثر من 50 في المئة منهم بمرحلة البكالوريوس ليستعدوا للتوجه إلى مرحلة التعليم الجامعي أو أي من الخيارات التي يسعون إليها، سواء في الجامعات داخل المملكة وخارجها أو الكليات والمعاهد التخصصية، وذلك بعد إجازة طويلة نسبياً كانت كفيلة بأن تعيد ترتيب أوراق الطالب المنتقل إلى مرحلة جديدة. وتمثل الدراسة الجامعية بالنسبة إلى الكثير من الطلاب عبئاً نفسياً، خصوصاً المبتعثين منهم الذين يغادرون أوطانهم بحثاً عن العلم، وما يواجههم من مشكلات أكاديمية أو قانونية ناجمة عن الغربة وتبعاتها، وتغيير البيئة الاجتماعية، والبعد عن الأهل. يقدر عدد الدارسين المبتعثين إلى خارج السعودية ب126 ألف و692 مبتعثاً في 32 دولة بحسب الإحصاءات الأخيرة، وتستقبل الولاياتالمتحدة نحو 60 في المئة منهم. تقول هالة عبدالله، ربة منزل وأم لطالبين التحقوا بالمرحلة الجامعية خارج المدينة في وقت واحد: «التحقت ابنتي ببرنامج الابتعاث العام الماضي في أميركا، واضطر والدها للذهاب معها، وهذا العام يغادر ابني الثاني إلى المنطقة الشرقية ملتحقاً بإحدى جامعاتها، وعلى رغم شعوري بالفرح والاعتزاز بالتحاق أبنائي بالجامعات وبدء حياتهم الجامعية، إلا أن الحزن لا يفارقني، إذ أصبح المنزل خالياً منهم ولن نجتمع إلا في وقت قصير من العام، نظراً إلى ظروف كل منهم». وترى الطالبة شهد غسان، المبتعثة في الولاياتالمتحدة، أن الطالب الذي تخرج للتو من المرحلة الثانوية عليه أن يفهم طبيعة المرحلة الجامعية، وكذلك بيئة البلد الذي يدرس فيه، وهذا من التحديات الأساسية التي لا تختلف كثيراً عن تحدي الدراسة نفسها والرغبة في التحصيل العلمي والتفوق، معتبرة أن عليه تكوين بيئة أصدقاء جدد في المحيط الدراسي أو ضمن نشاطات النادي السعودي بحسب البلد. ويرى المبتعث خالد الشهري أن الطالب الملتحق حديثاً بالجامعة سواء كانت في السعودية أو خارجها بدأ مرحلة جديدة كلياً، وعليه الاعتماد على نفسه بعيداً من عائلته، وقال: «تفاجأت تماماً باختلاف نمط العيش بعيداً من وطني، وبدأت أجدول حاجاتي ومشترياتي، وأحدد أولوياتي بحسب ما أتلقاه من دخل». يارا النعمي تحدد موازنة مبسطة لحاجاتها لبدء عامها الجامعي ب4 آلاف ريال كمتطلبات مبدئية لملابس جامعية رسمية إضافة إلى الحاجات الأولية من كتب الفصل الأول من الجامعة. ويلتحق هذا العام نحو 197 ألف طالب وطالبة بمرحلة البكالوريوس، وفي الدبلوم المتوسط من المتوقع أن يصل الإجمالي إلى 21 ألفاً و885 طالباً وطالبة، وهو ما يعني أن الجامعات الحكومية ستبلغ طاقتها الاستيعابية من خريجي الثانوية للعام الدراسي الحالي نحو 219 ألفاً و280 طالباً وطالبة. وتأتي نسبة توزيع خريجي الثانوية السعوديين لهذا العام بحسب المقاعد المتوافرة في مؤسسات التعليم بعد الثانوي 55 في المئة لمرحلة البكالوريوس، 19 في المئة للكليات التقنية، و11 في المئة للكليات التقنية العالمية، و6 في المئة لكليات المجتمع، و2 في المئة لمعاهد الشركات الاستراتيجية، فيما يتوجه البقية ونسبتهم 7 في المئة إلى جهات أخرى تشمل التعليم الأهلي وكليات الهيئة الملكية للجبيل وينبع ومعهد الإدارة العامة وبرنامج الابتعاث أو إلى سوق العمل مباشرة بحسب ما صدر عن وزارة التعليم.