} يُقدر حجم الاستثمار في نحو 600 قاعة للزفاف في السعودية بأكثر من 500 مليون دولار. وتستضيف كل قاعة قصور الافراح نحو 70 احتفالاً بزفاف العرسان في موسم الاعراس صيفاً. وقدر القائمون على هذه القاعات مردود الاستثمار فيها بنسبة 25 في المئة. ينتهي هذا الأسبوع في السعودية آخر ارتباط للناس بالمدارس والمعاهد والجامعات لتبدأ الاجازة الصيفية الطويلة لمدة ثلاثة اشهر تقريبا كموسم ليس مهماً فقط لمكاتب السفر وشركات الطيران، بل أيضاً للأفراح وحفلات الزواج في مختلف المناطق . وتبدأ قاعات الاحتفالات الخاصة في الفنادق، وأخرى يطلق عليها "قصور الافراح" أو "بيت العرس" تسليم القاعات لمدة 24 ساعة لعائلات قام بعضها بالحجز منذ الشتاء الماضي لإتمام الحفل الذي يفضل السعوديون ان يكون ليل الاربعاء او الخميس تزامناً مع العطلة الاسبوعية، ما يرفع بدلات الاستئجار في هاتين الليلتين بما يعادل 30 في المئة عن السعر الاصلي الذي يراوح بين الفي دولار للقاعات العادية أو الشعبية و20 ألف دولار للقاعات من فئة خمس نجوم او قاعات الفنادق الفاخرة. ويقول مدير إحدى قاعات الأفراح في حي الشفا جنوب العاصمة السعودية السيد عبدالاله العجيمي ان السوق شهدت هذه السنة تراجعاً طفيفاً "إذ اعتدنا ان تكون القاعة محجوزة لمدة 70 ليلة على الاقل خلال الصيف، لكن حتى الآن لا نزال في حدود 50 ليلة". ويعزو العجيمي التراجع الى أسباب عدة يذكر منها ازدياد عدد القاعات في الرياض، ودخول فنادق من فئة اربع نجوم كمنافس قوي على قطاع القاعات المتوسطة، وارتفاع الطلب على القاعات المجهزة الكترونياً بإمكانات الصوت والليزر والدخان والمنصات المتحركة التي تستخدم اثناء زفة العروس. كما ان هناك ما يسميه "ازدياداً في الوعي الاقتصادي ورغبة بعض العائلات في خفض النفقات الباهظة للعرس بإقامة الحفلات في المنازل او الاستراحات، وهذه الأخيرة تتقاضى أجوراً لا تتجاوز في حدها الاعلى 500 دولار لليلة". ومعلوم ان تكاليف الزواج في السعودية لا تزال الأعلى بين الدول العربية، إذ يصل متوسطها الاجمالي إلى ما بين 25 و50 ألف دولار تبعاً للمنطقة وعادات الأسرة او القبيلة وتقاليدها. ولا يستطيع العجيمي حصر عدد قاعات الاحتفالات في الرياض، إلا أنه يقدرها بنحو 40 إلى 50 قصر احتفالات من النوع "المتوسط"، ونحو عشر قاعات من الطراز الفاخر، إضافة إلى 15 قاعة موزعة بين فنادق من فئتي اربع وخمس نجوم، إضافة إلى مئات الاستراحات التي بدأت تنافس بقوة. وقدر حجم الاستثمار في القاعات المتوسطة بما بين 300 و600 ألف دولار تبعاً للحجم والمساحة، ترتفع إلى نحو خمسة وعشرة ملايين دولار للقاعات الفاخرة، فيما يقدر متوسط العائد على الاستثمار سنوياً بين 20 و25 في المئة، "علماً أن كثيراً من المستثمرين يقومون باستئجار الأراضي لمدة طويلة لاستثمارها كقاعة احتفالات ومن ثم اعادتها لاصحابها مع ما عليها من مبان". من جهته، اعتبر مستثمر سعودي في قاعة فاخرة، طلب عدم ذكر اسمه، ان متطلبات الاستثمار في قاعات الاحتفالات تغيرت، إذ باتت الحاجة ملحة إلى الاستعانة بشركات عالمية للتجهيزات "المسرحية" بعد ازدياد الطلب على الامكانات الصوتية وعروض الليزر والدخان التي تقدم أجواء احتفالية لزفة العروس، إضافة إلى المنصات المتحركة. وأضاف: "لعل من أغرب ما صادفت في هذا المجال ان إحدى القاعات صممت ممراً طويلاً متحركاً من حجرة العروس وحتى منصة "الكوشة" يشبه الممرات المتحركة في المطارات يقف عليه العروسان حتى يمرا من خلال المدعوات وصولاً إلى مكان جلوسهما". وتقدم قاعات الاحتفالات في السعودية خدمات مختلفة، حسب الطلب، منها تأمين الطعام، وفريق "الصبابات" وهن مجموعة من النساء يقمن بتقديم المشروبات والحلويات للمدعوات ويرتدين زياً موحداً، ومثلهن "المباشرين" لتقديم الخدمات نفسها للمدعوين، إضافة إلى تأمين "الطقاقة"، وهي مطربة شعبية تحيي الحفلة على الدفوف بمقابل يراوح بين ألفين وأربعة آلاف دولار، أو المطربة التي تقدم وصلات غنائية بمشاركة فرقة نسائية صغيرة على بعض الآلات الموسيقية وهذه أسعارها ترتفع إلى ما بين أربعة وثمانية آلاف دولار. وتنقسم معظم قاعات الاحتفالات في السعودية الى قسمين، الاول للنساء وهو عادة الأكثر اتساعاً وتجهيزاً، وآخر للرجال ويكون عادة في واجهة القاعة. ويتوقع العاملون في قاعات الاحتفالات المتوسطة والشعبية تراجعاً هذه السنة يقدر ب10- 15 في المئة نتيجة ازدياد المنافسة وتراجع الدخل العام في السعودية، فيما يستبشر اصحاب القاعات الفاخرة والمجهزة بازدياد الطلب عليهم بنسبة 20 في المئة سنوياً. ولا يستبعد العقاريون والاقتصاديون انتشار القاعات الفاخرة، لأنها تستخدم طوال السنة من قبل الشركات والمصارف والجهات الحكومية لإقامة مناسباتها الاحتفالية او ندواتها ومؤتمراتها بعد ان تجهزت هذه القاعات بكل الامكانات اللازمة لتنفيذ لقاءات العمل جنباً إلى جنب مع لقاءات الفرح بالزواج أو النجاح.