انتقد تقرير للجنة جديدة شكلها الكونغرس الأميركي السياسة الأميركية المتبعة في مكافحة الارهاب، محملاً وكالة الاستخبارات المركزية سي. آي. اي ومكتب التحقيق الفيديرالي اف. بي. آي جزءاً من مسؤولية "عدم فاعلية" هذه السياسة. ففي تقرير صدر امس عن "اللجنة الوطنية بشأن الارهاب"، توجه اللجنة اللوم ل"سي. آي. اي" كونها "تتجنب المخاطر في نشاطاتها ضد الارهاب"، كما تنتقد البيروقراطية واسلوب العرقلة السائدين في عمل ال"اف. بي. آي". وكان الكونغرس شكل هذه اللجنة قبل سنتين لتقويم سياسة الولاياتالمتحدة في مكافحة الارهاب بعد تفجير سفارتي نيروبي ودار السلام. وضمت اللجنة عدداً من الخبراء والديبلوماسيين السابقين، في مقدمهم بول بريمر، وهو مسؤول سابق في وزارة الخارجية عن مكافحة الارهاب. يقول التقرير إن اللجنة أجرت مقابلات مع 130 شخصاً حول العالم خلال 6 أشهر، واستخلصت ان مجموعات ارهابية ممولة جيداً ومتشددة مثل منظمة "القاعدة" التي يتزعمها أسامة بن لادن، تشكل الخطر الأكبر على جهود الأجهزة الأمنية الأميركية لمكافحة الارهاب. ويضيف انه يوجد "مناخ" داخل وكالة الاستخبارات يدعو إلى "تجنب المخاطرة، ما أدى إلى عدم تجنيد عملاء داخل صفوف الارهابيين والاعتماد على أجهزة المخابرات الأجنبية". ودعت اللجنة في تقريرها إلى إضافة أفغانستان إلى لائحة وزارة الخارجية للدول التي تساند الارهاب، بسبب استضافتها ابن لادن. وطلبت من الرئيس كلينتون عدم القيام بأي خطوات ايجابية تجاه إيران قبل التأكد من أنها توقفت عن دعم الارهاب وتعاونت مع التحقيقات الجارية حول تفجير الخُبر عام 1996. كذلك طلبت اللجنة ابقاء سورية على لائحة الدول المساندة للارهاب "حتى تتوقف عن دعم المنظمات الارهابية المعادية لعملية السلام" في الشرق الأوسط. ودعت إلى تشديد الرقابة على الطلاب الأجانب الذين يتابعون دراستهم في الولاياتالمتحدة "نظراً إلى تورط أقلية منهم في نشاطات ارهابية". كما شجعت اللجنة على التفكير في فرض حظر عسكري وديبلوماسي محدود على اليونان وباكستان لعدم "تعاونهما الكامل في مجال مكافحة الارهاب". ويقول التقرير إن منظمة "القاعدة" وأسامة بن لادن لا يشكلان حالة فريدة وبؤرة وحيدة للارهاب، إذ "لو اختفى ابن لادن وتنظيم القاعدة غداً، فستبقى الولاياتالمتحدة تواجه خطراً متصاعداً من عدد من المنظمات المعارضة لما تعتبره هيمنة أميركية". وتعتقد اللجنة ان الحكومة الفيديرالية غير مستعدة بشكل "مناسب" لمواجهة كوارث قد تنجم عن عمليات ارهابية، خصوصاً تلك التي تشكلها مخاطر الأسلحة الكيماوية والبيولوجية والنووية. ودعا التقرير إلى تعديل بعض الاجراءات التي تمنع ال"سي. آي. اي" تجنيد عملاء سريين قبل الحصول على موافقة من السلطات العليا، "لأن هؤلاء العملاء كانوا قاموا بنشاطات غير شرعية بما فيها انتهاكات لحقوق الإنسان". ومن غير المعروف ماذا سيكون تأثير اللجنة في الكونغرس، وإلى أي مدى سيتم الأخذ بنتائج عملها. ومن الواضح في التقرير ان توصيات اللجنة تسعى إلى تقليص صلاحيات ال"اف. بي. آي" و"سي. آي. اي" لمصلحة البيت الأبيض. وتقول مصادر أميركية متابعة للتجاذب الحاصل بين الأجهزة الاستخباراتية الأميركية وصانعي السياسة في البلاد، ان "اف. بي. اي." و"سي. آي. اي" لا يزالان يتمتعان بحد أدنى من الاستقلالية عن نشاطات اللوبيات، خصوصاً "اللوبي الإسرائيلي" وجماعات المصالح الخاصة، ما يزعج مسؤولي البيت الأبيض ووزارة الخارجية والكونغرس الذين تنتمي أكثريتهم إلى تلك الجماعات.