اعرب الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات امس عن رغبته في نقل المحادثات السرية مع اسرائيل بشأن الوضع النهائي الى العاصمة السويدية ستوكهولهم حيث انتقلت في شهر ايار مايو الماضي. وقال عرفات في مؤتمر صحافي في رام الله اف ب مع رئيس الوزراء السويدي غوران بيرسون: "بذلت السويد جهوداً كثيرة في المحادثات التي اتفقنا ان تكون سرية، لكن الاسرائيليين وبخاصة وسائل الاعلام ليس لديها شيء سري". وخاطب ضيفه قائلاً: "على رغم ذلك نرجو يا سيادة رئيس الوزراء ان توافق على استمرار هذه المحادثات في ستوكهولم". وأكد عرفات رداً على طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك من مفاوضيه عدم ادراج القدس على اجندة المحادثات حول الوضع النهائي ان "القدس على رأس اجندة المرحلة النهائية" فقال: "القدس الشريف عاصمة الدولة الفلسطينية شاء من شاء وابى من ابى". وكان باراك قال خلال الاجتماع مجلس الوزراء إنه "اعطى تعليمات للفريق الاسرائيلي المفاوض بأن لا يدخل في مناقشات حول القدس في هذه المرحلة"، مكرراً أن القدس ستبقى عاصمة الشعب اليهودي الموحدة إلى الأبد. ونفى الفلسطينيون والاسرائيليون على حد سواء، امس، أن تكون المفاوضات الجارية بين الطرفين في شأن "الوضع النهائي" للأراضي الفلسطينية المحتلة أحرزت تقدماً ملموساً. وقال رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني احمد قريع ابو علاء الذي يقود المفاوضات الجارية مع الاسرائيليين ان "الفجوات لا تزال كبيرة" بين مواقف الطرفين من القضايا التي تشكل مفتاح حل القضية الفلسطينية وهي قضايا القدس واللاجئين والارض، مضيفاً ان الموقف من قضية الارض يشهد "تحركاً بطيئاً". وقال "ابو علاء" ان الموقف الفلسطيني في شأن القدس "واضح وهو أن المدينة المقدسة بحدودها ما قبل الخامس من حزيران يونيو عام 1967 عاصمة الدولة الفلسطينية"، مجدداً التمسك بحقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة على أساس القرار 194. من ناحيته، اتهم باراك الفلسطينيين ب"المماطلة"، نافياً حصول تقدم ملموس في المفاوضات، وقال إن السلطة الفلسطينية تسعى إلى الخوض مباشرة في المرحلة الأخيرة لإعادة انتشار الجيش الاسرائيلي من دون التوصل الى اتفاق اطار. ونفى باراك أن يكون توصل الى اتفاق مع الفلسطينيين يتضمن اخلاء 50 ألف مستوطن يهودي يقيمون في اراضي الضفة الغربية او ابقاءهم تحت السيادة الفلسطينية، أو أن يكون وافق على عودة نحو 100 ألف لاجئ فلسطيني، أو ان يعيد للفلسطينيين ما نسبته 92 في المئة من اراضي الضفة الغربية. وعزز جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي الحراسة على باراك بعد صدور تهديدات من بعض عناصر اليمين باغتياله إذا سلم أراضي في الضفة الغربية للفلسطينيين.