وارسو - أ ف ب - تبنت اكثر من مئة دولة أمس، باستثناء فرنسا، "إعلان وارسو" الذي يعطي طابعاً شمولياً للديموقراطية في ختام مؤتمر دولي للديموقراطية نظم في العاصمة البولندية. وجاء في الوثيقة التي تم تبنيها برفع الأيدي ان "مجموعة الديموقراطيات تؤكد تصميمها على العمل معا لتطوير وتعزيز الديموقراطية مع الاعتراف في الوقت نفسه بوجودنا على مستويات متفاوتة". وقررت فرنسا بعد جدل مع الولاياتالمتحدة التفرد بموقفها من خلال رفض تبني الوثيقة، آخذة عليها كونها تشكل تعهداً سياسياً ملزماً، ولأن الديموقراطية ليست "ديناً". وأكد السفير الفرنسي في وارسو بينوا دابوفيل ان فرنسا تعارض فكرة انشاء مجموعة محددة داخل الأممالمتحدة تتحدث باسم "مجموعة الديموقراطيات"، ما دفعها الى رفض تبني الوثيقة. وقال إن "الفكرة القائلة بأن إعلان وارسو يخلق مجموعة تتحدث أمام الأممالمتحدة أو أمام هيئات دولية أخرى بصفتها مجموعة ديموقراطيات لا توافق عليها جميع الوفود". وكان السفير أعلن في وقت سابق ان بلاده قررت عدم تبني اعلان وارسو. وبرز الجدل بين الولاياتالمتحدةوفرنسا طوال فترة انعقاد هذا المؤتمر الذي بدأ الاثنين. فبينما اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ونظيرها البولندي ان جميع دول العالم مستعدة لاتباع طريق الديموقراطية، أصر وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين على ميل الغربيين إلى تحويل الديموقراطية الى "دين" والسعي إلى فرض اعتناقه على الآخرين. وأوضح بيان صادر عن السفارة الفرنسية في وارسو رفض باريس تبني "إعلان وارسو" الذي اختتم به المؤتمر اليوم بالتأكيد على أن فرنسا "لم ترغب في الانضمام الى اعلان نهائي يعتبر بمثابة التزام سياسي من الدول المشاركة". وشدد البيان على وجوب اعتبار المؤتمر بمثابة "بداية مناقشة وليس برنامج عمل". يشار إلى أن فرنسا على غرار دول الاتحاد الاوروبي لا تدخل في عداد مجموعة الدول المنظمة لهذا المؤتمر وهي الولاياتالمتحدة وبولندا وجمهورية تشيخيا وكوريا الجنوبية والهند وتشيلي ومالي.