أكد نائب الرئيس الأميركي المرشح الديموقراطي للرئاسة آل غور لوفد من المعارضة العراقية التزام الولاياتالمتحدة العمل لإطاحة الرئيس العراقي صدام حسين ومحاكمته ب"جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية" ارتكبها هو والحلقة الخاصة من حوله، فيما نقل عنه أحد أعضاء المعارضة العراقية تأكيده رفع الحصار ومراجعة العقوبات فور إطاحة نظام صدام. وجاء في بيان صدر عن مكتب نائب الرئيس بعد اجتماعه بوفد "المؤتمر الوطني العراقي" ان "إطاحة صدام هي الأساس لأي تحول ايجابي في العلاقة بين العراق والمجتمع الدولي، خصوصاً الولاياتالمتحدة". وأضاف البيان ان الولاياتالمتحدة تنظر إلى "المؤتمر الوطني العراقي" ك"ممثل موثوق به لصوت الشعب العراقي في نضاله من أجل التحرر من ظلم صدام". وجاء في البيان ان الطرفين الأميركي والعراقي ناقشا السبل لجعل "المؤتمر" أكثر تمثيلاً لإرادة الشعب العراقي داخل العراق وخارجه. ورحب غور بالتزام الزعماء الأكراد قضية "التحرير الوطني العراقي" ودفع الوفاق بين الحزبين الكرديين، وقال: "إن نجاحهما يدل مرة ثانية إلى قدرة الشعب العراقي على تدبير شؤونه الخاصة والحفاظ على الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي العراقية". وأجرت الأطراف الكردية محادثات جانبية في وزارة الخارجية لإحياء "اتفاق واشنطن" الذي توصل إليه سابقاً الحزبان وتعثر تنفيذه. ممثل تركماني! وعلمت "الحياة" ان تركيا أجرت اتصالات بالخارجية الأميركية لتأمين وجود ممثل تركماني ضمن الوفد اثناء الاجتماع مع غور. إلا أن قيادة "المؤتمر" رفضت ذلك. وقال مصدر عراقي شارك في الاجتماع ل"الحياة" إن "المؤتمر ليس لديه أي شيء ضد الممثل التركماني مصطفى ضياء، إنما الاعتراض كان على الطريقة التي اتبعتها تركيا لفرض ممثل على المؤتمر". وأكدت مصادر المعارضة ان غور أبدى تأييداً لدعوات أعضاء الوفد إلى العمل على إطاحة صدام ومقاضاته بجرائم الحرب. وقالت ان غور عبر عن أسفه لقيام النظام العراقي بالقضاء على "الحضارة القديمة" في منطقة الأهوار. ويحاول وفد "المؤتمر" إحياء الثقة بينه وبين الإدارة الأميركية بعدما تعرضت المعارضة العراقية عموماً لانتقادات أميركية لعدم قدرة أطرافها على تجاوز خلافاتهم. وفي حوار مع الصحافيين بعد الاجتماع، قال مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية، رفض الكشف عن اسمه، إن "المؤتمر العراقي خطا خطوات تنظيمية مهدت الطريق لتلقيه مساعدات مادية". وأضاف ان هذه السنة ستكون سنة تفعيل "المؤتمر" بعدما كان العام الماضي عام التنظيم السياسي وحشد الاجماع. وأوضح ان "المؤتمر" قدم خطة قائمة على الشفافية توضح كيفية صرفه المساعدات، وان محاسبين محترفين وضعوا هذه الخطة. وفي شأن مواقف بعض الدول العربية بالنسبة إلى الحصار المفروض على العراق، قال المصدر إن مصالح الولاياتالمتحدة "يحميها حوار مع الشعب العراقي وليس مع من يضطهد هذا الشعب". وأضاف ان الولاياتالمتحدة لا ترى في قيادة "المؤتمر" حكومة في المنفى، وأنها تعتقد "ان حكومة العراق تأتي من داخل العراق، ويعود ذلك إلى الشعب العراقي ومن ساهم بتغيير النظام، ونأمل بأن يكون المؤتمر الوطني جزءاً من هذه العملية". وكشف المسؤول ان وزارة الدفاع الأميركية ستدرب 145 عضواً من المعارضة العراقية على مسائل غير عسكرية مثل الطب الميداني وأجهزة الكومبيوتر والاتصالات والاذاعة وتوليد الطاقة. وأوضح ان "المؤتمر" قدم قائمة بأسماء 145 مرشحاً لتلقي تدريبات، وأعرب عن أمله بتقديم المزيد من المتدربين. وقال الشريف بن علي، العضو في قيادة "المؤتمر" ل"الحياة" إن غور أكد لقيادة "المؤتمر" ان الحصار المفروض على العراق سيرفع فور إطاحة نظام صدام حسين وستتم مراجعة العقوبات المفروضة على العراق من قبل مجلس الأمن. وأضاف ان المعارضة طلبت من غور ان توحد الإدارة الأميركية رسالتها بالنسبة إلى موضوع دعم المعارضة العراقية، وتجنيب التشكيك الذي يصدر أحياناً عن بعض "الموظفين الصغار". إلى ذلك، أكد الجنرال انطوني زيني قائد القوات الأميركية المركزية أن "الحصار على العراق ما زال ضرورياً لأن صدام سيقوم مجدداً بتهديد جيرانه إذا اعطي الفرصة"، وأضاف في لقاء مع بعض الصحافيين في وزارة الدفاع البنتاغون: "إذا سمح له بإعادة بناء قواته العسكرية وأسلحة الدمار الشامل، فسيعيد مجرى الأحداث التي شاهدناها في 1990 في عاصفة الصحراء"، في إشارة إلى استعداد الولاياتالمتحدة لضرب العراق مجدداً. جلسة استماع في الكونغرس الى ذلك، وصل قيادي عراقي في المقاومة في جنوبالعراق إلى واشنطن أمس لاجراء محادثات مع المسؤولين الأميركيين إلى جانب وفد "المؤتمر الوطني العراقي". وسيقوم السناتور لوت رئيس الغالبية الجمهورية بتقديم السيد كاظم البطاطي الذي يرأس إحدى مجموعات المقاومة في جنوبالعراق، في جلسة الاستماع التي تجري اليوم في مجلس الشيوخ، حيث سيدلي الدكتور أحمد الجلبي بإفادة أمام لجنة فرعية في المجلس.