أكد مصدر في فريق الخبراء في الجيش اللبناني، ان ما من موعد حدد لقيامه والفريق التابع للأمم المتحدة، بجولة على طول الحدود اللبنانية مع اسرائيل، للتأكد من أن الأخيرة ازالت خروقاتها داخل الأراضي اللبنانية. وقال ل"الحياة" ان رئيس الفريق الدولي الجنرال جيم شرينن وهو نائب قائد قوات الطوارئ الدولية عقد ظهر أمس، بناء على طلبه، اجتماعاً عاجلاً مع رئيس الفريق اللبناني العميد الركن أمين حطيط، واطلعه على حصيلة عمل فريقه في اليومين الماضيين، وكان يفترض ان تتقرر في ضوئه الخطوات اللاحقة للتحقق المشترك من الخروفات ال 17 التي سجلها الفريق اللبناني في الجولة المشتركة على الحدود، الخميس الماضي، مع الفريق الدولي. وتبين، استناداً الى المصدر من خلال اللقاء الذي استمر أكثر من ساعتين ونصف الساعة، ان اسرائيل لم تبادر بإزالة غالبية الخروقات، وان شرينن سيتابع الموضوع مع المسؤولين الاسرائيليين الذين لم يحددوا حتى الساعة الموعد النهائي لتسوية هذا الأمر. واتفق الجانبان الدولي واللبناني على متابعة التشاور في انتظار ان تزيل اسرائيل الانتهاكات ليتسنى لهما التثبت منها ميدانياً. وقال المصدر إن عملية التثبت من ازالة الخروقات مؤجلة وان الكرة الآن في الملعب الاسرائيلي، نافياً ما اذاعته وسائل اعلام، ان الفريقين اللبناني والدولي باشرا أمس التثبت، ومؤكداً ان الجانب اللبناني لمس من نظيره الدولي كل تفهم لموقفه. وكان الناطق الرسمي باسم قوات الطوارئ الدولية تيمور غوكسيل قال: "إن هناك بعض النقاط على الحدود لم نتلقَ أجوبة عنها من الاسرائيليين، ونحن في انتظار ذلك". الى ذلك، ذكرت صحيفة "يديعوت احرونوت" أمس أن "حزب الله" نفذ عدداً من عمليات التسلل الى اسرائيل عبر الحدود، منذ الانسحاب الاسرائيلي. ونقلت عن مصادر عسكرية ان هدف هذه العمليات "جمع معلومات استخباراتية عن اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي ووتيرة عمل الجنود، اضافة الى دراسة تدريباته العسكرية وردود فعله على النشاطات العدائية من الجانب اللبناني". ولاحظت "ان وحدات حزب الله المتسللة التقطت ايضاً صوراً فوتوغرافية". وتابعت "خلال الأسبوعين الآخيرين لوحظ ارتفاع في حجم قوات حزب الله بالقرب من الحدود مع اسرائيل". وأعربت عن اعتقادها "ان الهدف من نشاط حزب الله هذا خطف جندي اسرائيلي من الحدود، وهو يترافق مع محاولة الحزب اطلاق الاسيرين الشيخ عبدالكريم عبيد ومصطفى الديراني". ولاحظت المصادر ان زيادة نشاط "حزب الله" ووجوده على طول الشريط الشائك جاءا عقب تحديد المحكمة الاسرائيلية العليا موعداً لاتخاذ قرارين في شأن عبيد والديراني اما باطلاقهما وإما بتشريع ابقائهما محتجزين من دون محاكمة وربطت المسألة بتصريحات متكررة للأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله ان "الحرب مستمرة ما بقي عبيد والديراني قيد الاحتجاز". وذكرت الصحيفة ان تحذيرات من امكان خطف جندي على الحدود الشمالية وجهت الى القادة في الميدان، وهيئ الجيش لمثل هذا الاحتمال. وكتبت صحيفة "معاريف" ان الجنود على الحدود يرشقون بالحجارة وبكرات حديد ب"نقيفة"، مشيرة الى ان الجندي الذي تعرض أول من أمس لرشق بالحجر، أغمي عليه ونقل الى مستشفى صفد للمعالجة من جرح طفيف. ونقلت عن جنود لواء "غولاني" استياءهم من ان حريتهم مقيدة للتعامل مع رماة الحجارة. وقالوا انهم ابلغوا "ان الرد باطلاق النار قد يعتبر حادثاً ديبلوماسياً وهو امر لا ترغب فيه اسرائيل، وعلينا ممارسة ضبط النفس في مواجهة هذه الهجمات". وأعرب جندي عن خوفه من هذه الكرات التي يرشق بها الجنود، "لأنها قد تقتل". وقال زميل له "التعليمات واضحة عندما يعبر احدهم الشريط ويدخل الأراضي الاسرائيلية يسمح لنا فقط باطلاق النار في الهواء، ومن ثم الوقوف وحراسة الثغرات في الشريط".