شنغهاي - رويترز - يضغط جاو لي على أزرار في هاتفه النقال المتصل بشبكة الانترنت ويتحدث بفخر عن امكانيات الجهاز. ويقول جاو المدير العام لفرع شركة "تشاينا يونيكوم" في شنغهاي: "هل ترون ان به كل شيء... الاخبار واخبار المال والاسهم واليانصيب وعمليات البيع والشراء في الأسهم. ولكن بصراحة هناك بعض الحدود في هذه التكنولوجيا... نسعى لكي يجري الاتصال بالانترنت بشكل اسرع". ويقول مسؤولون في مجالات التكنولوجيا ومحللون ان بطء الاتصال بالانترنت والشاشات الصغيرة التي لا تسمح بظهور رسوم تبيانية الا بشكل محدود وعدم وجود ارشادات باللغة المحلية تحول دون تحقيق الهواتف النقالة التي تتصل بالانترنت تقدماً كبيراً على المدى القصير. الا انه في الدولة، التي يزيد الاقبال فيها على شراء الهواتف النقالة على اجهزة الكومبيوتر الشخصية بنسبة اربعة لواحد تقريباً، تضع شركات الاتصالات خططاً لنقل الانترنت واسواق المال الى ايدي المستهلكين الصينيين. وتوضح ارقام رسمية ان عدد مستخدمي الهواتف النقالة وصل الى 45 مليون مستخدم خلال العام الماضي بينما اقل من 13 مليون صيني من اجمالي السكان ومجموعهم 1.3 بليون نسمة يملكون جهاز كمبيوتر شخصياً. ويقول جاو ان شركة "تشاينا يونيكوم" تقدم بالفعل خدمات الاتصالات اللاسلكية التي تمكن مستخدمي الهاتف النقال من دخول الانترنت في بكينوشنغهاي وغوانغجو وشينجين وتشونغكينغ وجيجيانغ. وبات ممكناً عن طريق الهاتف النقال الاتصال عن طريق الانترنت بالبنك الصناعي والتجاري في الصين وبنك الاتصالات لمعرفة اخبار الخدمات مثل سوق الهواتف النقالة والصرف الاجنبي. ويستخدم بعض الصينيين هواتفهم النقالة المتصلة بالانترنت كاداة لتحقيق كسب سريع عن طريق تعاملات في الاسهم. ويقول جي جيان الذي يستخدم خدمات شركة "تشاينا يونيكوم" التي بدأت عملها منذ بضعة أشهر: "احتاج فقط للضغط على مجموعة من الارقام من بينها الرقم الشفري للشركة ورقم الحساب ثم اضغط على زر القائمة لاختيار اما البيع او الشراء". وشركات خدمات الاتصالات ليست الوحيدة التي تسعى للانتفاع من السوق في الصين، اذ توضح الارقام الرسمية ان عدد مستخدمي الهواتف النقالة سيرتفع الى 200 مليون مستخدم بحلول سنة 2005. وتسعى شركات كبرى مصنعة للهواتف النقالة في الصين مثل "موتورولا" الاميركية و"نوكيا" الفنلندية و"سيمنز" الالمانية و"اريكسون" السويدية لتحقيق مكاسب ايضاً من هذه التكنولوجيا الجديدة. وقال ز. ك. شر المدير العام لشركة "موتورولا" في شمال آسيا: "بنهاية السنة ستكون هناك ملايين الهواتف المزودة بامكانية الاتصال بالانترنت". واستطرد: "ولكن هل سيكون هناك الملايين من مستخدمي الانترنت... يعتمد الامر على فحوى صفحات الانترنت والتطبيقات والخدمات والبنية والتكاليف". ومضى شر يقول ان جميع الهواتف النقالة الجديدة التي ستصنعها "موتورولا" ستكون مزودة بقدرة الاتصال بالانترنت. ولكن بعض المحللين يقول ان استخدام الهواتف النقالة التي تتصل بالانترنت ادمان في المقام الاول. ويقول لين ليسكيلا مدير الابحاث في مجموعة "غارتنر آسيا باسيفيك" في هونغ كونغ: "عنصر الادمان كبير للغاية في خدمات الهواتف النقالة المتصلة بالانترنت". واضاف: "تستخدم مثل هذه التكنولوجيا كتقليعة... انها ليست قبعة ترتديها". واوضح انه سيظل يعتمد على الكومبيوتر الشخصي للاتصال بالانترنت، اذ ان هذه الخدمة الجديدة محدودة. ويتفق معه بعض المستخدمين في الرأي ويقولون ان هذه التكنولوجيا الجديدة لا تسمح الا بتصفح المعلومات البسيطة مثل معرفة نتائج المباريات الرياضية وقراءة الحظ ومعرفة اسعار الاسهم ونتائج اليانصيب. وقال جي الذي يعمل مع شركة معلومات تكنولوجية في شنغهاي: "الدخول على الانترنت عن طريق الهواتف النقالة عند وجود صورة وصوت لا يكون بنفس جودة استخدام الانترنت عن طريق الكومبيوتر". ويجري ضغط اللغة الخاصة التي تستخدم لكتابة صفحات الانترنت لكي يصبح بالامكان ظهورها على الهاتف النقال. ويقول جي "انها الهواتف النقالة ليست سريعة مثل الكومبيوتر ولكن بامكاني شراء وبيع اسهم حتى وانا اركب سيارة اجرة... وبامكاني ايضا معرفة نتائج مباريات بطولة كأس الامم الاوروبية". ويقول بعض مستخدمي التكنولوجيا الجديدة ان خيار استخدام خدمات الاتصالات اللاسلكية مكلف. ويبلغ ثمن الصحيفة في الصين نحو 0.8 يوان وهو ما يساوي ثمن الدخول على الانترنت لبضع دقائق. وقال جي: "خدمات الانترنت ما زالت مجانية الان ولكن عندما يبدأون في بيعها سأطلب المعلومات فقط التي احتاجها بسرعة مثل نتائج مباريات كرة القدم".