أشاد الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان ب "التعاون" الاسرائيلي في تنفيذ القرار الدولي الرقم 425 الخاص بلبنان، معتبراً أن الاسابيع الماضية شهدت "نقلة نوعية" في العلاقات بين المنظمة الدولية والدولة العبرية. وكشف أنان أن الجيش اللبناني سينشر قواته بعد تنتشر قوات الاممالمتحدة الإضافية على امتداد الحدود الإسرائيلية اللبنانية. وقال إن الحكومة اللبنانية أبلغته أنها أرسلت 1000 جندي "على ان يتبعهم آخرون مع توجه الاممالمتحدة" الى الجنوب. جاء ذلك في المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده أنان مع رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك في القدس بعد غداء عمل نظم على شرفه وتبادل فيها الطرفان عبارات الإشادة والمديح. ورداً على سؤال عن قرية الغجر الحدودية، وعد أنان بحل مشكلة تقسيم البلدة قسمين "من طريق الاتصالات مع الحكومة اللبنانية". أما باراك فقال إن قرية الغجر "لن تقسم"، وان كل النقاط المختلف عليها الخاصة بعملية ترسيم الحدود ستحل في الساعات القليلة المقبلة. وأضاف: "في ما يتعلق بالخلافات مع الأممالمتحدة أظن اننا سنوضحها في الساعات ال24 المقبلة أو ربما الساعات ال36 المقبلة وهذا هو أملي". وأكد تصميم حكومته على تطبيق القرار الرقم 425 "بحذافيره". واعتبر ان من "السابق لاوانه توجيه رسالة الى القيادة الجديدة في سورية". وخيمت تداعيات الازمة التي تعاني منها حكومة باراك الائتلافية بظلالها على سياق المؤتمر الصحافي، ولم يتمكن من تفادي الاسئلة الخاصة بمشكلاته المحلية. وعقب، في شكل مختصر، بالقول ان "اصراره على المضي قدماً في طريق السلام" سبب المشكلات التي يعانيها الآن، مضيفاً ان حكومته لن تسمح لهذه المشكلات بأن تثنيها عن مسارها. وكان وزير الخارجية الاسرائيلية ديفيد ليفي التقى أنان قبل ظهر أمس وبحثا في السبل الكفيلة بحماية أفراد القوة الدولية التي ستنتشر على طول الحدود اللبنانية. ونقل عن ليفي قوله إن إسرائيل "معنية بالتعاون مع الأممالمتحدة وستتصرف وفقاً للخرائط التي رسمتها المنظمة الدولية". وطالب ليفي أنان بايجاد "حل ابداعي" لقرية الغجر الحدودية التي يقسمها "الخط الازرق جزءين". ووصف قضية أهاليها بأنها "انسانية". وتوجه وفد من قرية الغجر التي يقطنها سوريون واحتلتها اسرائيل منذ العام 1967 الى القدس لتسليم رسالة احتجاج إلى المسؤول الدولي على تقسيمها. وقال مختارها ان الأهالي "يفضلون الوضع القائم الآن" اي بقاءهم تحت الاحتلال الاسرائيلي الى حين تقوم مفاوضات مع سورية على الجولان. من جهة أخرى، اعلن النائب الاسرائيلي من حزب ليكود اليميني داني نفيه عزمه تسليم رسالة الى أنان تحمل تواقيع 65 نائباً في الكنيست ليوصلها الى الرئيس السوري العتيد بشار الاسد، تطالبه بالعمل على اعادة الجنود الاسرائيليين المفقودين "كبادرة لبناء الثقة" مع الدولة العبرية. وقال نفيه انه سيصحب معه في اللقاء افراد عائلات الجنود المفقودين.