واشنطن - أ ف ب - يجرى حالياً الاعداد لرفع دعوى قضائية جماعية باسم احفاد العبيد السود الاوائل في الولاياتالمتحدة تطالب بتصحيح ما يعتبر اليوم واحداً من افدح حالات الظلم في تاريخ البشرية. وتقول ادجوا اييتورو، وهي قانونية تعمل مع منظمة "التحالف الوطني للسود من اجل التعويضات في اميركا": "نحن ما زلنا في مرحلة الاعداد" لهذه الدعوى الرامية الى تعويض ورثة الافارقة الذين استقدمهم المستعمرون الاميركيون لاستخدامهم كعبيد منذ حوالى أربعة قرون. وترجع جهود احفاد العبيد الافارقة الى نهاية حرب الانفصال عندما قطعت قوات الشمال المنتصرة وعداً، لم تف به ابداً، باعطائهم "بغلة واربعين فداناً" من الاراضي 16 هكتاراً على سبيل التعويض. ولا تتوافر حتى الآن أي تقديرات لقيمة التعويضات المحتملة. واستناداً الى بعض القانونيين فإنها قد تصل الى بلايين الدولارات نظراً لفداحة ما تعرض له هؤلاء العبيد من معاناة واستغلال. وقالت اييتورو "كما فعل اجدادنا الذين ناضلوا من اجل القضاء على الرق فان من واجبنا نحن ان نطالب بهذه التعويضات، حيث انه من غير المحتمل ان تمنحها الحكومة لنا". واضافت ان "إعداد هذه الدعوى القضائية الجماعية التي تشمل عشرات آلاف الاشخاص بل الملايين سيكتمل خلال الشهرين المقبلين". وبالنسبة لاعضاء الجمعية التي تعقد مؤتمرها السنوي في واشنطن حتى 20 حزيران يونيو الجاري، فان الامر يتعلق باصلاح ما يعتبرون انه ينطبق عليه كلياً تعريف "جريمة ضد الانسانية". ويستند كثيرون منهم ايضاً في المطالبة بهذه التعويضات على ما حصل عليه اليهود الناجون من معسكرات الاعتقال النازية او عائلاتهم. وقالت اييتورو إن "عدم رفع دعوى قضائية وقت حدوث الوقائع لا يعنى انها ليست جريمة ضد البشرية". وخلال الأسابيع الأخيرة ارتفعت كثيراً الاصوات المطالبة بإقامة العدالة. ودعت عدة مدن اميركية مثل شيكاغو وديترويت ودالاس او واشنطن، الكونغرس، في عرائض مرفوعة من رؤساء بلدياتها الى التصويت على قرار يؤيد تقديم التعويضات. وساعد في إلقاء الضوء على هذه المسألة واعادتها مجدداً الى واجهة الاحداث كتاب بعنوان "ما تدين به اميركا للسود"، للكاتب راندل روبنسون الناشط في مجال الدفاع عن حقوق الاميركيين السود، حيث كان هذا الكتاب محوراً للعديد من البرامج التلفزيونية وصفحات الجرائد والمجلات. ويقف روبنسون، الذي عمل طويلاً من اجل انهاء سياسة التفرقة العنصرية في جنوب افريقيا او الديموقراطية في هايتي، وراء انشاء جمعية تعني بتشجيع الثقافة الافريقية في الولاياتالمتحدة. كما يسعى العديد من البرلمانيين منذ سنوات الى توعية الرأي العام بهذه القضية. وفي هذا الاطار طالب نائب ميشيغان الديموقراطي جون كونييرز منذ 1989 بلا جدوى بتشكيل لجنة وطنية لتقويم عواقب العبودية. يشار الى انه خلال الفترة من 1619 الى 1808، قام تجار العبيد باحضار نحو 620 الف افريقي اسود الى الولاياتالمتحدة. ولم يتحرر هؤلاء السود من نير العبودية سوى عام 1826 عندما قرر الرئيس ابراهام لنكولن إلغاء الرق.