في اليوم (28) من ربيع الأول 1279ه الموافق 22 من سبتمبر 1862م أعلن الرئيس الأمريكي إبراهام لنكولن أن جميع العبيد أحرار ابتداء من أول يناير 1863م دون دفع تعويض لملاكهم. والمعروف أن إبراهام لنكولن هو الرئيس السادس عشر للولايات المتحدةالأمريكية، وتولي الرئاسة سنة 1860م وتوفى سنة 1865م، ففي عام 1858 حصل لينكون على ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات مجلس الشيوخ لتمثيل ولاية إيلينوي، واشتهر لينكون في تلك الأثناء بالخطب النارية ضد مؤسسة الرقيق، وندد بما أسماه "بقوة العبودية" التي كان يعني بها سطوة الطبقة المالكة للعبيد في البلاد وتهديدها للوحدة الوطنية من وجهة نظره، واتّهم لينكون من قبل خصومه على إثر ذلك بمحاباة "الزنوج" والإيمان بالمساواة بين السود والبيض، وبسبب إخماده ثورة الجنوب، وما نتج عن ذلك من القضاء على العبودية، يعد لينكون في أمريكا المعاصرة أحد أعظم الذين تولوا رئاسة البلاد، إن لم يكن أعظمهم على الإطلاق، حيث يعتبر بمثابة المؤسس الثاني للولايات المتحدة، ويكاد يجمع على ذلك كل من الديمقراطيين والجمهوريين، ويوجد له في واشنطن نصب ضخم بتمثال كبير له منقوش في أسفله كلمات من خطاباته وقراراته، ويقع بمواجهة مقر الكونغرس.