} أنهى مسؤول أميركي رفيع زيارة لتونس، بتأكيد ان الرئيس زين العابدين بن علي سيزور واشنطن في منتصف الشهر المقبل. لكنه خرج، في مؤتمر صحافي، عن اللياقة الديبلوماسية، ليطالب السلطات التونسية ببذل جهود لإرساء نظام ديموقراطي سليم واحترام حقوق الإنسان. أكد مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الديموقراطية وحقوق الإنسان والعمل هارولد كوه ان الرئيس زين العابدين بن علي سيزور الولاياتالمتحدة الشهر المقبل، لكنه أوضح ان تاريخ الزيارة لم يحدد بعد "إلا أنها ستكون في أواسط الشهر". وكان كوه، الذي أنهى أمس زيارة رسمية لتونس استمرت أربعاً وعشرين ساعة، هي الأولى من نوعها منذ انشاء المنصب الذي يشغله في العام 1976، يتحدث في لقاء مع الصحافيين أول من أمس بعدما اجتمع مع وزيري الخارجية والداخلية حبيب بن يحيى وعبدالله القلال ومستشار الرئيس بن علي عبدالعزيز بن ضياء، إضافة إلى قيادة رابطة حقوق الإنسان وممثلين لجمعيات أهلية وأحزاب معارضة. وأوضح كوه ان الزيارات التي يقوم بها مسؤولون أميركيون لتونس في هذه الفترة تندرج في إطار الإعداد للزيارة. وكانت وفود من مجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، إضافة إلى مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط وشمال افريقيا ادوارد ووكر زارت تونس في الأسابيع الماضية. وشدد كوه على أن تونس "حققت انجازات مهمة على الصعيدين الاقتصادي والاجتماعي". وقال إن واشنطن "تتمنى أن تشهد التعددية والحريات وحقوق الإنسان دفعة للتطور في خط موازٍ". وسئل عن مدى الربط بين خطوات التطبيع التونسي - الإسرائيلي والموقف الأميركي من قضايا حقوق الإنسان، فنفى أي علاقة بين الجانبين، وقال إن الحكومة الأميركية تعرض وجهة نظرها من قضايا الحريات في التقرير السنوي الذي تصدره وزارة الخارجية "والذي لا يتضمن مجاملات". يذكر ان بن علي زار الولاياتالمتحدة العام 1990، واعقب ذلك برود في العلاقات بعد حرب الخليج بسبب تباعد الموقفين من العراق، مما أدى إلى تعليق الاجتماعات السنوية للجنة العسكرية المشتركة العام 1991، إلا أن العلاقات استعادت وضعها الطبيعي لاحقاً وتكثف التعاون على جميع الصعد، خصوصاً الاقتصادية والعسكرية. من جهة اخرى رويترز تخلى كوه عن اللباقة الديبلوماسية المعتادة وحث السلطات التونسية على تأمين احترام حقوق الانسان وحرية الرأي وانشاء نظام سياسي وقضائي يتمتع بالشفافية. وقال، في مؤتمره الصحافي: "التونسيون الذين تحدثت اليهم سواء كانوا من المسؤولين او المواطنين العاديين اعترفوا بأنه لا يزال يتعين عمل الكثير خصوصا في المجالات المهمة لحقوق الانسان والديموقراطية"، داعياً الى بذل المزيد من الجهود لإرساء اسس نظام سياسي ديموقراطي سليم. واكد "ان تونس تستطيع الاعتماد على مساندتنا في جهودها لتحقيق المزيد من التعددية في النظام السياسي والعملية الانتخابية وتشجيع قيام اعلام مستقل ومحترف ومنفتح، من اجل ضمان قدرة جميع التونسيين على السفر والتحدث بحرية والتجمع في تنظيمات مستقلة بما في ذلك منظمات حقوق الانسان". وشدد على الحاجة الى نظام قضائي "يتمتع بالشفافية والاستقلال". الى ذلك نقلت "رويترز" عن ناطقة باسم المجلس الوطني التونسي للحرية غير المرخص له ان هناك نحو الف سجين سياسي، جميعهم من حركة "النهضة" الاسلامية المعارضة، محتجزون في سجون عدة في انحاء البلاد، وان معظمهم بدأ اضرابا عن الطعام منذ 28 ايار مايو. واضافت ان اعضاء المجلس، وبينهم محامون وناشطون في مجال حقوق الانسان اضربوا عن الطعام ليوم واحد في تونس العاصمة اول من امس تضامنا مع السجناء. وعلق ديبلوماسي اوروبي: "على رغم العلاقات الديبلوماسية الطيبة بين واشنطنوتونس، كان كوه اول مبعوث اميركي يكسر المحرمات ويتحدث صراحة عن الحال السيئة لحقوق الانسان وحرية الرأي في تونس".