الى السيد رئيس التحرير، تصر على ان المقاومة اكثر احراجاً للأنظمة العربية منها للمحتل! ونصر نحن على ان المقاومة اللبنانية للمحتل الصهيوني كانت اكثر ايلاماً على العديد من حكام الدول العربية السائرة على درب آل كوبنهاغن منها على الكيان الصهيوني نفسه. وهذه حقيقة يريد الكثير لعلَّ من باب التمني طمسها او تجاهلها. ان هذا النصر المؤزَّر شكل احراجاً لهذه الانظمة التي طالما راهنت على استراتيجية "السلم الواقعي" الاستسلامي، وتمنت دحر المقاومة في لبنان وسحقها كي لا تشكل تحدياً لمنطق الانظمة المهزومة، وكي تتخلص من ارق مقاومين اقضوا مضجعها وكشفوها امام شعوبها. وكثير منا لم يرد ان يصدق مثل هذا الطرح، ويرى فيه تجنياً، ظناً منه ان الامر فيه الكثير من المبالغة. وهم على هذا الرأي حتى جاء اول "الغيث" في تصريح للسيد عرفات على القناة الثانية الاسرائىلية. اعتبر السيد عرفات ان باراك امر بالانسحاب من جنوبلبنان لأنه أي باراك يريد السلام، وليس لأن قوات "حزب الله" اجبرت اسرائىل على الخروج. واستبعد السيد عرفات، على شاشة هذه القناة "الصديقة"، الآراء القائلة بانسحاب الدولة العبرية هرباً من قوات "حزب الله"، .... يستكثر السيد عرفات على المقاومة ان تحصل على تحرير ارضها بدفع ثمن من العرق والدم والشهداء. فلا يجد بداً من الانتقاص من شأن ذلك النصر ويذهب الى حد الغمز منه. لكن هيهات فالحقيقة تبقى ماثلة امام الاعين، ولا تكترث لمثل هذه السقطات التي ابتليت بها الامة العربية. وخير دليل على ذلك استنكار الشارع الفلسطيني ما قاله عرفات، وخروجه افواجاً، احتفاء بنصر المقاومة، ومطالبة برفع يد الامن الفلسطيني عنهم لمواصلة مقاومتهم .... وفي السياق نفسه جاءت كلمة للسيد محمود درويش في جامعة بير زيت احتفالاً بتحرير الجنوباللبناني .... والخلاصة: شتان بين مقاومة تحتضنها الأمة، وتقدم في صفوفها الاولى كافة اطياف المجتمع، وبين "مراتونيات" مدريد وأوسلو وكوبنهاغن السرية التي تجري في غياب الشعب بل على حسابه. هنا يكمن الفرق بين النهجين وهنا وحده الفرق. الرباط - عكاشة ابو لقمان