تحدث وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية بيتر هين عشية زيارته الرسمية الى ثلاث دول خليجية، عن رحيل الرئيس حافظ الأسد، واستمرار خطر النظام العراقي على المنطقة، والخلاف الحدودي بين البحرين وقطر. واعتبر هين ان الرئيس العراقي صدام حسين "لا يزال مصدر خطر". واعرب عن أمله في حل الخلاف الحدودي البحريني - القطري. وفي ما يأتي نص الحديث: ما هدف جولتك على عمانوالبحرين وقطر؟ - زيارتي هي الأولى منذ توليت منصبي وسيكون الهدف الرئيسي من زيارتي تبادل وجهات النظر مع حكومات هذه الدول في شأن القضايا التي تهم المنطقة، وسنبحث في العلاقات الثنائية، خصوصاً اننا نعطي أهمية كبرى لآراء أصدقائنا في المنطقة ونقدرها، وفي الدوحة سأفتتح مؤتمراً للسفراء البريطانيين في الخليج. كيف تصف العلاقات البريطانية - البحرينية؟ - علاقاتنا مع البحرين جيدة، ولنا مع هذا البلد علاقات متشعبة تاريخية وقديمة. نحن نتعاون مع البحرين في حقول عدة منها السياسي، والتجاري والثقافي وكذلك في مجالات الدفاع والتربية والتعليم، نحن نتطلع دوماً الى فرص جديدة من أجل تطوير علاقاتنا لخدمة مصالح بلدينا. هل تستخدم بريطانيا علاقاتها الجيدة وتاريخها الطويل في المنطقة من أجل التوسط لحل الخلاف القطري - البحريني؟ - حكومة صاحبة الجلالة تدعم كل الجهود من أجل التوصل الى حل ودي للخلاف على الجزر المتنازع عليها. قلت منذ اسبوعين ان صدام حسين لا يزال يشكل خطراً حقيقياً على أمن منطقة الخليج، فهل لديك أي أدلة حقيقية على ذلك، وهل لا يزال لديك أمل في تنفيذ قرار مجلس الأمن 1284؟ - كما أوضح رئيس "أونسكوم" السابق ريتشار بتلر أخيراً، فإنه لا تزال هناك أسئلة جديدة من دون جواب في شأن ترسانة العراق من أسلحة الدمار الشامل. هذا مثير للقلق كثيراً، ويجعلني أتذكر سياسات صدام حسين وعرقلته عمل المراقبين الدوليين وأتذكر ايضاً الاكاذيب التي أطلقها عن برنامجه لبناء وإبقاء ما لديه من هذه الاسلحة، والتي حالت دون التوصل الى الحقائق في شأن برنامجه وعن كميات الأسلحة المدمرة التي يملكها. وأتذكر ايضاً الهجمات التي شنها بالأسلحة الكيماوية ضد شعبه وكذلك غزوه الوحشي للكويت. وكل هذه الذكريات تعمق مخاوفي وقلقي. ومن أجل هذا فإن بريطانيا وبمشاركة دول مجلس الأمن الأخرى ومنها دولة البحرين كرست الكثير من الوقت والجهد في العام الماضي من اجل ايجاد وسيلة للتقدم بالعمل نحو معرفة حقيقة برامج تسلحه والتقدم بالعمل لرفع معاناة الشعب العراقي. هذا ما قدمه القرار 1284 الذي ينص على تشكيل لجنة جديدة من أجل مراقبة برنامج التسليح، وهي التي يرأسها الدكتور هانز بليكس، وهو شخص أكن له كل الاحترام، ولا بد من السماح له بدخول العراق لاستكمال عمل لجنة نزع أسلحة الدمار الشامل التي يملكها العراق. والواقع انني سعيد جداً بأن جميع اعضاء مجلس الأمن وافقوا على الخطط التنظيمية والعملية للجنة الجديدة في نيسان ابريل الماضي. كما انني سعيد بأننا نرى تقدماً مطرداً في تنفيذ أجزاء أخرى من القرار 1284، والواقع أنني ويولي فورنتسوف على اتصال دائم. وهو قام بعمل جيد في بداية العمل لحل مشكلة الكويتيين المفقودين وغيرهم منذ حرب الخليج. ولا بد من الإشادة بجهودنا فإن برنامج الاممالمتحدة الانساني كبر وأصبح أكثر فاعلية وإفادة. وكما تعلمين فإن مجلس الأمن صوت بكامل أعضائه وبموافقتهم جميعاً من أجل تمديد هذا البرنامج ستة اشهر أخرى. والواقع انه أصبح من الواضح لي ان قرار مجلس الأمن 1284 هو افضل برنامج من أجل التعاطي مع العراق، والاممالمتحدة ملتزمة كلياً بتنفيذه. بدا التقدم في علاقاتكم مع ايران بطيئاً الى حد ما، لماذا أرجأ وزير الخارجية البريطاني روبن كوك رحلته الى طهران، وهل يزور ايران هذا العام؟ - على العكس، التقدم في علاقاتنا مع ايران مستمر. اضطر وزير الخارجية روبن كوك لتأجيل زيارته التي كانت مقررة في 8 و9 ايار مايو بسبب ضغط الاحداث في زيمبابوي على برنامج عمله. وحسب برنامجه فإنه من المقرر ان يقوم بهذه الزيارة خلال هذا الصيف. نقل عنكم شعوركم بالتفاؤل نحو تحقيق السلام بين اسرائيل وسورية. هل لا زلتم تشعرون بالتفاؤل بعد وفاة الرئيس الأسد؟ نرجو التوضيح في كلتا الحالتين اذا كانت الإجابة نعم أو لا. - بعد وفاة الرئيس الأسد الذي أتوجه بالعزاء في وفاته الى اسرته والشعب السوري، فإن القيادة الجديدة ستحتاج الى فترة من الوقت حتى تستقر الأمور قبل مواصلة عملية السلام. وعلى رغم ذلك فإنني متفائل بإمكان التوصل الى اتفاق بين سورية واسرائيل. وقد عبر الجانبان بوضوح سواء لنا أو على الملأ أنهما على استعداد للعودة للتفاوض. ومن الواضح ان كليهما يرغب في التوصل الى اتفاق. وعلى رغم ان المسائل المتبقية حساسة والأمر يستدعي اتخاذ قرارات صعبة الا انني اعتقد ان كلا الجانبين يتسمان بالرؤية والشجاعة التي تمكن من تحقيق السلام العادل والدائم والشامل.