من دون أي مبرر منطقي استبعد محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر لكرة القدم كل لاعبيه الأساسيين والمحترفين - باستثناء الحارس نادر السيد - أمام كوريا الجنوبية في المباراة النهائية على كأس آل جي في دورة إيران الدولية في طهران فخسرت مصر صفر1 واكتفت بالمركز الثاني و30 ألف دولار في مقابل 50 ألفاً نالها الكوريون. كانت الترشيحات قبل المباراة تصب في مصلحة المنتخب المصري الأكثر خبرة لاسيما بعد فوزه على المضيف إيران بضربات الترجيح في نصف النهائي، ولكن الجوهري استبعد كل اللاعبين أصحاب الخبرة ودفع بتشكيلة من الشباب لاعبي المنتخب الأولمبي، وفوجئ الجميع بجلوس حسام حسن وابراهيم حسن وحازم إمام وعبد الستار صبري وسمير كمونة ومحمد يوسف وأحمد حسن وهادي خشبة على مقاعد الاحتياطيين. وبدأ المصريون المباراة بتشكيلة من نادر السيد - هاني سعيد وعبدالظاهر السقا وابراهيم سعيد - رامي سعيد ومحمد بركات وايمن عبدالعزيز ومحمد حمص وطارق السعيد - أحمد صلاح حسني ومحمد فاروق، ووضع نادر شارة كابتن مصر على ذراعة للمرة الأولى في تاريخه الطويل، وهبط متوسط أعمار لاعبي المنتخب المصري دون 23 عاماً، وهو أقل متوسط لأعمار المنتخب المصري في أي مباراة في تاريخه الطويل، ولعب محمد بركات وهاني سعيد مباراتهما الدولية الأولى. استغل الكوريون نقص الصفوف المصرية وهاجموا بقوة في البداية. ولاحت للمصريين ثلاث فرص متتالية في الدقائق الأخيرة من الشوط الاول ومرت الكرة من تحت قدم محمد فاروق أمام المرمى، وسدد محمد حمص من اليسار بجوار القائم مباشرة، وانفرد محمد بركات ولكنه تعجل وسدد من مسافة بعيدة فوق العارضة، وصادف بركات حظ عاثر في تسديدة قوية ومرت الكرة بجوار القائم مباشرة. حاول الجوهري تعديل تشكيلته بإعادة عدد من النجوم الى الفريق، واشرك أحمد حسن وهادي خشبة بدلاً من أيمن عبدالعزيز وأحمد صلاح وانتقلت شارة الكابتن الى هادي، ولكن هاني سعيد المحترف في سرفييت جنيف السويسري ارتكب خطأ ساذجاً على حدود منطقة جزائه، وبادر المدرب الكوري جورنغ موو هوه إلى إشراك الاحتياطي لي بارك المتخصص في الضربات الحرة فور احتساب اللعبة، واستفاد لي بارك من التحرك غير الواعي للاعبي مصر الواقفين في الحائط البشري، ومرت الكرة التي سددها بين اللاعبين في الحائط المشروخ واستقرت في شباك نادر السيد الذي لا يسأل عن الهدف، وتقدم المنتخب الكوري في الدقيقة 61. دفع الجوهري بمزيد من الكبار واشرك حسام حسن وعبد الستار صبري وحازم إمام، ولكن الخطورة بقيت من نصيب الكوريين ورد القائم هدفاً للمتألق لي بارك، وانفرد تشين لي بالمرمى المصري من وسط الملعب تماماً وراوغ نادر السيد، ولكن الأرض انشقت عن المدافع المصري ابراهيم سعيد الذي أبعد الكرة الى ضربة ركنية منقذاً فريقه من هدف مؤكد، واختير ابراهيم سعيد أحسن لاعب في المباراة على رغم هزيمة فريقه. ضغط المصريون في النهاية لإحراز التعادل ولكنهم عجزوا عن تحقيقه بسبب نقص التفاهم بين الكبار والصغار، وبذلك دفع الفراعنة ثمناً غالياً لخطأ غير مبرر من مدربهم محمود الجوهري. تبرير وبرر الجوهري هذا التصرف بأنه لم يكن يسعى للفوز ولكن اهتمامه الأكبر انحصر في تجربة أكبر عدد من اللاعبين في مباريات صعبة خارج الحدود للوقوف على مستواهم الفني والبدني وعلى قدرتهم على مواجهة الضغوط بعيداً من الجماهير. وأكد الجوهري أن المرحلة المقبلة ستشهد بعض التعديلات في صفوف المنتخب قبل مباراته المرتقبة ضد السنغال في داكار الأحد 9 تموز يوليو المقبل ضمن تصفيات كأس العالم 2002. وأحرزت إيران المركز الثالث و20 ألف دولار بعد تغلبها على مقدونيا 31. وحصل مهاجمها علي دائي على لقب أفضل لاعب.