تقدم حسام حسن كابتن مصر لكرة القدم لتسديد ركلة الجزاء الترجيحية الخامسة والفاصلة لفريقه يلاحقه التردد والخوف والقلق وانعكس ذلك بوضوح على تسديدته الضعيفة التي ابعدها الحارس الكوري الجنوبي بسهولة. وخسرت مصر امام كوريا الجنوبية 4/5 بركلات الترجيح في نهائي كأس الملك في العاصمة التايلاندية اول من امس. واحرز الكوريون جائزة المركز الاول 15 الف دولار بالاضافة الى الكأس وجاءت مصر الثانية وتبعتها تايلاند بينما قبع منتخب الدنمارك في المركز الرابع والاخير. كان "الفراعنة" اصحاب المبادرة في المباراة وهاجموا من البداية وسجل حسام حسن برأسه هدفاً جميلا في الدقيقة الثانية من كرة عرضية دقيقة للمحترف حازم إمام. ولم يستفد المصريون من الصدمة التي ألحقوها بمنافسهم الكوري وتراجعوا من دون مبرر للدفاع عن هدفهم رغم ان المباراة لا تزال في بدايتها ما اعطى الفرصة للمنتخب الكوري للضغط والسيطرة والوصول الى مرمى مصر. وتفاقمت الامور سوءاً ل "الفراعنة" بارتداد المهاجمين حسام حسن وحازم إمام دائماً الى وسط الملعب. توالت الفرص الكورية السهلة في منطقة جزاء مصر ووضح فارق القوة والسرعة والتفوق في العاب الهواء لمصلحة الآسيويين. وتدخل نادر السيد حارس مصر لإبعاد هدفين اكيدين من كو جونغ سو وتشوي يونغ سو. واهدر هداف الفريق تشونغ سو هدفاً عندما قفز وحده في منطقة مرمى مصر وحول الكرة برأسه فوق العارضة وهو المتخصص في ضربات الرأس واحرز خمسة اهداف برأسه في تصفيات كأس العالم! وحملت الدقيقة الاخيرة من الشوط الاول فرصة نادرة لمصر لتعزيز الهدف اثر تمريرة من عبد الستار صبري للمدافع المتقدم هاني رمزي المنفرد تماماً بالمرمى لكن رمزي المحترف في فيردر بريمن الالماني لا يملك حسّ التهديف واهدى الكرة برأسه للحارس الكوري. وافتتح المصريون الشوط الثاني بهجمة يتيمة لحسام حسن قبل ان يتراجعوا مجدداً للتكتل والدفاع ووقف الحظ معهم من كرة هائلة لهيونغ هونغ كابتن كوريا لمست القائم الايمن في طريقها الى خارج الملعب. واخيراً اهتزت الشباك المصرية برأس الكوري المتخصص تشونغ سو في الدقيقة ال49 وهو الهدف الثاني له في مرمى مصر بالدورة وكلاهما بالرأس كما انه الهدف الثالث له في الدورة واستحق لقب هداف المسابقة. واصل الكوريون الضغط سعياً الى الفوز وحال نادر السيد بفدائية وشجاعة دون اهتزاز مرمى مصر عندما القى بجسمه في مواجهة المهاجم الكوري كو وهو يسدد من ثلاثة امتار فقط واصطدمت به الكرة وتحولت الى ركنية. ولم يعترف الحكم الماليزي بانك محمد ومساعده بتسلل صارخ لسونغ لي المنفرد وتوقع الجميع هدفاً كورياً ثانياً ولكن سونغ سدد متعجلا بين يدي نادر المتألق. اضطر محمود الجوهري المدير الفني لمنتخب مصر الى اجراء تغييرين لاصلاح الاوضاع المتردية في فريقه خاصة بعدما حل الارهاق على معظم اللاعبين فاشترك احمد حسن بدلا من حازم امام ومدحت عبدالهادي بدلا من سمير كمونة وصدرت التعليمات من الجوهري للاعبيه بالتقدم الى الامام. واثمر التغيير والتعليمات ايجاباً وعاد التكافؤ الى المباراة في الدقائق العشرين الاخيرة واصبح المصريون الطرف الاخطر والاكثر ايجابية وتوالت تسديدات عبدالستار صبري وياسر رضوان ومحمد يوسف وهاني رمزي تحت العارضة الكورية ولكن الحارس كان متألقاً. وطمع الجوهري في الفوز في الوقت الاصلي واشرك المهاجم ياسر ريان بدلا من المدافع طارق مصطفى في الدقيقة ال85 ولكن الوقت لم يسعفه وانطلقت صفارة الحكم لتعلن نهاية المباراة والاحتكام الى ركلات الجزاء الترجيحية لاعلان الفائز بالكأس والجائزة المالية. وهنا فقط اكتشف الجوهري الخطأ الفادح الذي ارتكبه بعدم اشراك لاعبه هادي خشبة المتخصص الاول في مصر في تسديد ركلات الجزاء واحرز 14 هدفاً من 14 ركلة جزاء احتسبت له مع الاهلي والمنتخب في العام 1997 وكذلك خطأ اخراج طارق مصطفى المتخصص في تسديد ركلات الجزاء مع الزمالك. وتراجع معظم لاعبي مصر باستثناء هاني رمزي وياسر رضوان المحترفين في المانيا عن تسديد الركلات مما دفع الجوهري لاجبار لاعبيه محمد يوسف وعبد الستار صبري وحسام حسن على تسديد الضربات الثلاث الاخيرة بينما رفض محمد عمارة الامتثال لتعليمات الجوهري بالتسديد. ونفذ اللاعبون الثمانية الاوائل ضرباتهم بنجاح: هاني رمزي وياسر رضوان ومحمد يوسف وعبد الستار صبري من مصر وتشونغ سو وجين يو واي تشوي وسونغ لي من كوريا. واهدر حسام حسن الركلة الخامسة لمصر وسجل يانغ لو الركلة الاخيرة وحسم المباراة. وغادر الفريق المصري بانغوك بعد المباراة مباشرة عائداً الى القاهرة ووصلها في ساعة مبكرة من صباح امس الاحد. ويتدرب الفريق يومين في القاهرة قبل ان يغادرها الى واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو للمشاركة في نهائيات كأس الامم الافريقية الحادية والعشرين التي تقام من 7 الى 28 شباط فبراير الجاري.