لندن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - عطل فيروس كومبيوتر اطلق عليه اسم "فيروس الحب" الملايين من شبكات واجهزة الكومبيوتر في انحاء مختلفة من العالم خلال اليومين الماضيين وأغلق البريد الالكتروني واخترق نظم وزارة الدفاع الاميركية البنتاغون والبرلمان البريطاني. وبدأ "فيروس الحب"، الذي وصفه خبراء الكومبيوتر بأنه أخطر فيروس تشهده اجهزة الكومبيوتر حتى الآن، انتشاره في عنوانين للبريد الالكتروني من الفيليبين يوم الاول من أمس واصاب شركات في تايوان وهونغ كونغ وثم اجتاح أوروبا والولاياتالمتحدة. ووضعت قطاعات الاعمال في آسيا واوروبا والولاياتالمتحدة في حالة تأهب أمس لمواجهة خطر الفيروس الذي يتوقع ان تبلغ خسائره بلايين الدولارات، علماً انه من السابق لاوانه احصاء الخسائر. ويشار الى ان فيروس "مليسا"، الذي اجتاح انظمة الكومبيوتر العام الماضي، كان آخر فيروس كومبيوتر اثار اهتماماً واسعاً في أنحاء العالم، اذ انتشر بسرعة والحق اضراراً بلغت قيمتها نحو 80 مليون دولار. ويقدر مكتب الابحاث "كومبيوتر ايكونوميكس"، الذي يتخذ من مدينة كارلسباد الاميركية ولاية كاليفورنيا كلفة اضرار هجمات فيروسات الكومبيوتر في العام الماضي بنحو 12.1 بليون دولار. ويظهر الفيروس في رسائل البريد الالكتروني بعبارة "آي لف يو" احبك باللغة الانكليزية، ما يشجع المستخدم على فتح الرسالة التي تتضمن رسالة ملحقة. وعند فتح الرسالة الملحقة يبدأ الفروس عمله بارسال رسائل مماثلة تحمل الفيروس الى كل العناوين المدرجة في برنامج "مايكروسوفت اوتلوك" على الكومبيوتر الذي تلقى الرسالة، والذي يمكن ان يحتوي على الاف الرسائل. وظهر من الفيروس في ساعات متأخرة أول من أمس نوعان على الاقل احدهما يتضمن كلمة "دعابة" في خانة الموضوع في البريد الالكتروني والثاني "انباء مضحكة". وقال خوسيه كارلوتا مدير العمليات في شركة "اكسس نت"، وهي شركة انترنت في مانيلا، ان مصدر الفيروس كان رسالتين بالبريد الالكتروني من عنوانين من شركة "سوبرنت"التي تملكها شركة "اكسس نت"، مشيراً الى انه ليس اكيداً ان مصدر الفيروس الرئيسي هو الفيليبين نظراً الى ان مرسل الرسالتين يمكن ان يكون من خارج الفيليبين واستخدم العنوانين عن طريق البريد الالكتروني من الفيليبين. واضاف ان الشركة اوقفت الخدمة للعنوانين فور اكتشاف انتشار الفيروس. وعلى رغم ان الفيروس اصاب وزارة الدفاع الاميركية ونظم كومبيوتر حكومية اخرى، الا انه لم يصل الى أي نظم تحمل بيانات سرية. وبعد الولاياتالمتحدة كانت اوروبا الاكثر تضرراً بالفيروس الذي وصل كذلك الى استراليا حيث اصاب اكثر من 18 الف جهاز كومبيوتر. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الاميركية لرويترز: "لم نجد اي دليل على ان هذا الفيروس اصاب اي برامج سرية". واعلن مكتب التحقيقات الفيديرالي اف. بي. اي فتح تحقيق لتحديد مصدر الفيروس الفيروس. واغلق مجلس العموم البريطاني نظم البريد الالكتروني لمدة ساعتين تحسباً للفيروس. وفي اسيا كان تأثير الفيروس محدوداً بسبب اغلاق الشركات والاسواق في اليابان وكوريا الجنوبية والصين وتايلاند في عطلات رسمية. ولكن الخبراء حذروا من احتمال ظهور تأثيره بعد العطلة.