المسافة بين فالنسيا الاسبانية وباريس التي سيحتضن استادها في ضاحية سان دوني نهائي دوري ابطال اوروبا في 24 ايار مايو المقبل هي نحو 1500 كلم... وقد قطع فريق فالنسيا أف سي نصف هذه المسافة الطويلة جداً بعد فوزه الكاسح على الفريق الاسباني الآخر برشلونة 4-1 في اللقاء الاول من دور الاربعة على ملعب ميستالا أمام 50 الف متفرج. جاءت المباراة هجومية رائعة بكل معنى الكلمة بين اسلوبين مختلفين كلياً. وفي نهايتها، ذكر المدرب الارجنتيني لفالنسيا هكتور كوبر: "لم يتقرر شيء بعد، وفي كرة القدم تفرض المفاجآت نفسها دائماً". أما مدرب برشلونة الهولندي لويس فان غال، فقال: "لم أكن اتوقع فوز فالنسيا بهذه النتيجة. ولم أكن اتوقع أيضاً أن نفوز على تشلسي 5-1"! هذا يعني أن مباراة الرد بين الفريقين العملاقين الثلثاء المقبل على ملعب نوكامب في مدينة برشلونة ستكون عاصفة. وفيها يأمل برشلونة أن يحقق ما حققه في مباراة الاياب من الدور ربع النهائي عندما سحق تشلسي 5-1 وثأر لخسارته أمامه 1-3 ذهاباً في لندن... بدوره يأمل فالنسيا بأن يصمد على غرار ما فعل أمام لاتسيو الايطالي عندما خسر أمامه بهدف يتيم في روما بعدما كان هزمه 5-2 ذهاباً في ميستالا وذلك في ربع النهائي أيضاً. ويتساءل المراقبون: "ما الذي سيتغير في مدى أقل من أسبوع بالنسبة الى برشلونة اللهم باستثناء عودة مهاجمه البرتغالي الخطير لويس فيغو الذي غاب عن لقاء أول أمس لوجود اذارين في جعبته"؟ وفي احصائية سريعة، انتهت 44 مباراة في ذهاب نصف النهائي في جميع الكؤوس الاوروبية منذ الموسم 80-81 بتقدم فريق على آخر 4-1. وبلغت نسبة الذين تقدموا بهذا الفارق وبلغوا المباراة النهائية 93 في المئة. أما نسبة 7 في المئة فتمكنت من تعويض الفارق في مباراة الاياب من دور الاربعة. وحفلت المباريات ال12 الاخيرة بين الفريقين بالاهداف حيث وصل عددها الى 53... وصبت المباراة الجديدة في الاتجاه ذاته. ولعب برشلونة بطريقة 3-4-3 التي كان فان غال يعتمدها في اياكس امستردام الهولندي لتوفير توازن أكثر بين الدفاع والهجوم... وقد نجحت الخطة التي اعتمدت منذ مباراة تشلسي الثانية، ثم المباريات التي خاضها الفريق في الدوري المحلي. أما فالنسيا فلجأ الى 4-4-2 وتخلى كوبر عن طريقة 5-3-2 لأنها لم تكن مثمرة عندما التقى الفريقان في بطولة الدوري الجاري في نوكامب وانتهى اللقاء 3- صفر لبرشلونة الذهاب في فالنسيا 3-1 لأصحاب الارض. وامتلك برشلونة الكرة أكثر، وهذا هو هدفه الاول، في حين لجأ كوبر الى اسلوبه المميز وهو الضغط على الفريق الخصم في العمق وقطع الكرات منه ثم اعتماد التمريرات القصيرة والسريعة في الهجمات المرتدة خصوصاً من الاطراف. وقد نجح الاسلوب الثاني، وبجدارة. ويذكر ظهير فالنسيا الفرنسي المخضرم جوسلين انغلوما: "لم نهضم الطريقة في بداية الموسم عندما جاءنا كوبر فكانت 4 هزائم متتالية في الدوري الى أن حفظنا الطريقة تدريجياً وصرنا فريقاً يُخشى بأسه". وتعرض مهاجم فالنسيا الخطير الارجنتيني كلاوديو لوبيز القادر على التسجيل من اي زاوية والذي يتميز بكثرة الحركة والسرعة لرقابة لصيقة من المدافع الهولندي رايتسيغر فلم يسجل في الوقت الاصلي لكنه وفّر لزملائه مساحات كثيرة للتعبير عن ذواتهم. وفي الوقت بدل الضائع كان لا بد للوبيز من أن يدلو بدلوه فسجل هدفاً رائعاً ورفع غلته في شباك برشلونة الى 12 في 14 مباراة لعبها ضده. وسنحت اول فرصة حقيقية لقائد فالنسيا مندييتا إثر تمريرة من انغولو في الدقيقة الثامنة. وفي الدقيقة العاشرة اثر ركلة ركنية نفذها مندييتا سجل قلب الدفاع اليوغوسلافي ديوكيتش في الدفاع البرشلوني وارتدت الكرة الى زميله المدافع بلليغرينو الذي هيأها لأنغولو. ومن نقطة الجزاء سدد الاخير كرة قوية معلناً الهدف الاول للمضيفين في الدقيقة العاشرة. ثم كان فاصل من توقيع البرازيلي الشهير ريفالدو من الدقيقة 12 الى الدقيقة 19... كرة سددها وصدها الحارس الفالنسي كانيزاريس، وكرة زاحفة بجوار القائم الايسر، وكرة فوق العارضة. وفي الدقيقة 26 سكت الملعب عن بكرة ابيه. إذ لعب الهولندي زيندن كرة داخل المنطقة ولو يكن هناك تفاهم بين بلليغرينو والحارس كانيزاريس فتحولت من قدم الأول الى داخل الشباك. واختل توازن فالنسيا نحو 10 دقائق ثم افاق من غفلته وحاول انغلوما 37 ثم سدد الارجنتيني كيلي غونزاليس من الجهة اليسرى في القائم البرشلوني الايمن وارتدت الكرة الى زيندن فخطفها منه كلاوديو لوبيز وسدد كرة رائعة داخل الشباك لكن الحكم السويسري اورس ماير الغاه بداعي أن لوبيز خاشن زيندن 40. واستمرت هجمات فالنسيا من الجناحين بالذات وليس من الوسط إلا نادراً وخاشن الظهير بويول الجناح انغولو داخل المنطقة ليسجل مندييتا الهدف الثالث لأصحاب الارض من ركلة الجزاء في الدقيقة 45. وهبط الايقاع كثيراً في الشوط الثاني ولم تكن هناك فرص كثيرة قياساً الى الشوط الاول، واختفى أكثر من لاعب في الفريق الضيف على رأسهم الكابتن غوارديولا والهولندي كلويفرت، وانتظر فالنسيا اي هفوة من الفريق الخصم، وسنحت فرصة لمندييتا 67 وفارينوس 84 ومندييتا 85 ليسقط برشلونة بالضربة القاضية... ثم جاء دور "بو" أي البقة الارجنتينية كلاوديو لوبيز. إذ خطف الظهير الايسر الايطالي كاربوني الكرة من رايتسيغر ثم مررها عرضية الى لوبيز الذي سددها ببراعة ودقة في الزاوية اليسرى للحارس الهولندي هيسب. وسهرت فالنسيا 800 الف نسمة حتى الصباح وبدأت تبحث منذ اليوم عن تذاكر المباراة النهائية في سان دوني. فالحدث فريد من نوعه في تاريخ ناديها منذ 81 عاماً.