واصل مؤتمر الاتحاد البرلماني الدولي اعماله امس واستمع الى مواقف برلماني سورية واسرائيل من التسوية السلمية في المنطقة. وقال رئيس مجلس الشعب السوري عبدالقادر قدورة ان السلام في الشرق الاوسط "ما زال بعيد المنال" رغم الاتفاقات العربية-الاسرائيلية التي تم توقيعها حتى الآن والتي "لم تلب ما كان يجب ان تلبيه من متطلبات". واعتبر قدورة ان سبب عدم تحقيق السلام هو عدم الاخذ في الاعتبار "العدل والشمول والتكافؤ،" داعيا المجتمع الدولي الى "ارغام اسرائيل على الالتزام بما صدر عن الشرعية الدولية من قرارات تكفل انهاء النزاعات والتوتر واشاعة الامن والاستقرار واعطاء كل ذي حق حقه." واضاف ان الحقوق "تحددها قرارات الاممالمتحدة والشرعية الدولية والتاريخ والجغرافيا، وليست حاجات حفنة من المستوطنين او افكار شخصية جانحة او مآرب داخلية اسرائيلية او استعدادات انتخابية هنا وهناك". وتابع قائلا: "إن السلام لا يمكن ان يعني لنا الاستسلام والرضوخ والتنازل عن الحقوق والسيادة، ومن يفهم غير ذلك فهو واهم". ودعا رئيس الوفد السوري الي حل مشكلة الجزر الاماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وابو موسى "بالحوار والطرق السلمية لما فيه مصلحة الدولتين الجارتين الامارات وايران وبما يخدم الامن والاستقرار في المنطقة". كما دعا الى رفع الحصار عن العراق وانهاء معاناة شعبه مع الالتزام بتطبيق كافة قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة ورفع الحظر عن الجماهيرية الليبية والسودان انصياعا لإرادة المجتمع الدولي". من جانبه قال ممثل الكنيست الاسرائيلية رعنان كوهين ان اسرائيل "حددت موعدا لسحب قواتها من لبنان" وانه "لا مصلحة لها في الوجود على شبر واحد من الاراضي اللبنانية". وأضاف: "ليس هناك بديل من الحوار البناء بين الحكومات والشعوب حتى تتجاوز مرحلة المجابهة الى مرحلة التعايش السلمي ومن النبذ الى الاعتراف المتبادل". واعرب عن خيبة امل الاسرائىليين ازاء فشل اللقاء بين الرئيس الاميركي بيل كلينتون والرئيس السوري حافظ الاسد في جنيف، داعيا السوريين الى "انتهاز فرصة وجود حكومة عمالية في اسرائيل مستعدة لتحقيق اسلام" ودعا اعضاء البرلمانات التي لديها صلات قوية مع سورية الى الاستفادة من هذه العلاقات لإحلال السلام بين سورية واسرائيل. وقال رئيس الوفد الاسرائيلي ان الأمن هو حجر الزاوية في بناء السلام، مشيرا الى ان العملية السلمية ستسهم في نهاية المطاف في الامن المنشود، معربا عن امله في ان تشارك اسرائيل في التعاون الاقليمي وان تندمج في الشراك. واثار ممثل الكنيست الاسرائيلية استياء الوفود العربية عندما اعرب عن امله بأن تستضيف اسرائيل كل الاطراف العربية في القدس "عاصمة اسرائيل". وكان عدد من اعضاء الوفود العربية انسحب من الجلسة لدى بدء الخطاب الاسرائيلي، ياستثناء اعضاء الوفود الاردنية والفلسطينية والمصرية الذين حضر مظمهم. وتحدث ايضا رئيس وفد الشعب البرلمانية الاماراتية السيد محمد بن خليفة الحبتور عن الحاجة الى وضع آلية فاعلة قوية تكفل حل النزاعات التي تعرض الامن والسلم الدوليين للخطر، داعيا الى الاحتكام للمباديء والقوانين الدولية لحل النزاعات بإتباع الطرق والوسائل السلمية. وقال ان عملية السلام في الشرق الاوسط تراوح مكانها نظرا لتعنت اسرائيل وتصرفاتها وتشددها في المفاوضات، داعيا الى مساندة الموقف الفلسطيني ومطالبة اسرائيل بتنفيذ التزاماتها السياسية والقانونية خصوصا في مفاوضات الوضع النهائي بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة في فلسطين وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الى وطنهم. واضاف ان على المجتمع الدولي ان يعيد النظر في الحصار المفروض على شعب العراق ووصف ما يحصل هناك بأنه "مأساة انسانية"، ولا بد ان يتجاوز العراق محنته بالتوصل الى صيغ تؤدي الى تنفيذ كامل قرارات مجلس الامن من اجل رفع العقوبات الاقتصادية عنه. واستقبل العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني امس في شكل منفصل كلا من السيد جاسم الخرافي، رئيس مجلس الامة الكويتي، والسيدة نجمة هبة الله، رئيسة الاتحاد البرلماني الدولي والسيد عبدالقادر بن صالح، رئيس الاتحاد البرلماني العربي، رئيس مجلس النواب الجزائري، والسناتور الايطالي جوليو اندريوتي، رئيس وزراء ايطاليا السابق.