أعرب أمير البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة عن أسف بلاده لعدم التوصل إلى حل ودي للخلاف الحدودي مع قطر، مؤكداً أن هذا الحل هو الذي "عملته البحرين جاهدة من أجله مع الأشقاء في قطر حتى اللحظة الأخيرة". وقال في كلمة وجهها إلى الشعب البحريني عشية المرافعات الشفوية في هذه القضية والتي تبدأ غداً أمام محكمة العدل الدولية: "نود أن يتفهم الأشقاء والأصدقاء منذ البداية ما سيحتم علينا الموقف الجديد اتخاذه في ما يتعلق بإعلان الحقائق، أو تقرير السياسات أو اعطاء الأولوية المطلقة لمتابعة قضيتنا على كل ما عداها من شؤون مشتركة كنا نأمل مواصلة الاهتمام بها لولا هذا الأمر". وزاد الشيخ حمد بن عيسى: "ننتظر الآن ما ستفعله المحكمة في شأن هذه القضية المتضمنة، إلى جانب المسائل التي رفعتها قطر، حقوق البحرين في السيادة على منطقة الزبارة، وحقوقها التاريخية والطبيعية في مصائد اللؤلؤ والأسماك، وهي الأمور التي نعلم أن قطر تدرك تمام الادراك أنها أمور أساسية معروضة أمام المحكمة". وأشار أمير البحرين إلى أنه "من موقع المسؤولية كقائد للسفينة في هذا الموقف الدقيق في ما يتعلق بمستقبل الوطن وسلامة أرضه ووحدة كيانه"، يتوجه إلى الله من أجل "تحقيق العدل وتثبيت الحق ليعود الوئام ويلتئم الشمل بين شعوبنا الشقيقة في هذا الخليج الآمن، بما يحفظ لكل ذي حق حقه، فيعيد الطمأنينة إليها ويصون أمنها واستقرارها ويديم تعاونها على الخير". وتابع ان "هذا حدث لا سابقة له في تاريخ العلاقات بين شعوبنا الشقيقة، فسوف تبدأ في التاسع والعشرين من أيار مايو الجاري، وعلى مدى شهر، المرافعات الشفوية في محكمة العدل الدولية في شأن أمور الخلاف بين البحرينوقطر، وهي الدعوى التي بادرت قطر إلى رفعها ضد البحرين، وتشمل أموراً في غاية الأهمية بالنسبة إلى بلادنا، لأنها تدخل في دائرة الخلاف والتنازع ما يساوي ثُلث مساحة دولة البحرين". وأعرب عن أمله بأن يساهم حكم المحكمة في "إقامة علاقات ودية وسليمة بين الدولتين الشقيقتين". وختم كلمته قائلاً: "تعود الجميع من البحرين نهج التهدئة الرصينة والابتعاد عن المواجهات الخلافية، وسيبقى هذا نهجها ما بقيت حقوقها مصانة، ولكن للضرورة أحكامها، ولا بد مما ليس منه بد. ولا ريب ان شعبنا الوفي في البحرين، وكذلك الشعب الشقيق العزيز في قطر، سيكونان في مقدم من يقدّر نهج المصارحة الذي تقتضيه مقومات العلاقة بيننا". وفي اطار تحرك اماراتي بين قطروالبحرين زار الدوحة امس وزير الدولة الاماراتي للشؤون الخارجية الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، ونقل رسالة شفوية الى أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني من رئيس دولة الامارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. وأفادت وكالة الانباء القطرية ان الرسالة تتناول "العلاقات الثنائية والسبل الكفيلة بدعم مسيرة مجلس التعاون" الخليجي. واجتمع وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني مع الشيخ حمدان الذي يعتقد ان محادثاته في الدوحة تطرقت الى العلاقات القطرية - البحرينية، علماً انه زار المنامة قبل ايام.