في أول زيارة له الى بريطانيا يقوم فنان الشعب الاذربيجاني عليم كاسيموف بجولة فنية كانت أبرز محطاتها مساء أمس الجمعة على مسرح الرويال فستيفال هول في العاصمة لندن. ترافق الفنان كاسيموف في هذه الجولة ابنته المغنية فيرغانة كاسيموف ومجموعة من أبرز العازفين الاذربيجانيين مثل مالك منصوروف ورؤوف اسلاموف. وقدم الفنان ومجموعته الموسيقية وصلة من التراث المحلي دمج فيها بين غناء المقامات والاغاني الفولكلورية وموسيقى الرقص في استعراض تقليدي يغلب عليه الطابع الاحتفالي وهو يعتمد اساساً على استنطاق العاطفة بعنف وضمن امكانات صوتية هائلة يتمتع بها المطرب وابنته فيرغانة. وعلى الرغم من ان محور اغاني الفنان الاذربيجاني يدور حول موضوع الحب الا ان الاساس في تجربته امكاناته الصوتية وعنصر الارتجال الغالب على غنائه ما جعل البعض مثل الشاعر الغنائي الالماني المرموق ستالين كريستوف يطلق عليه لقب مطرب القرن العشرين. أما التراث الاذربيجاني فهو نسخة مميزة من التراث العراقي بالنسبة للمستمع العربي الذي سرعان ما تتداعى في ذاكرته صورة فنانين مثل ناظم الغزالي والسوري صباح فخري عند سماع كاسيموف وابنته في تحليقهما العالي بمواويل شجية والحان فولكلورية يذكر بعضها بالتراث الغنائي الشعبي في بلاد الشام. الى ذلك فان أقرب الصور الغنائية المعاصرة لتجربة الفنان كاسيموف هي التجربة الموريتانية التي حافظت على مظهرها ومحتواها على الرغم من هبوب رياح التغيير الغربية. ويلاحظ المستمع الى اغنيات كاسيموف تكرار بعض الكلمات العربية ومنها ما ينطق باللهجة العراقية مثل كلمة "يابي". وتأتي زيارة كاسيموف هذه بعدما حققه في غير عاصمة أوروبية خلال طوافه الفني في مهرجانات موسيقى الشعوب التي تقام سنوياً في مختلف انحاء العالم. ونال الفنان عليم كاسيموف الكثير من الجوائز التقديرية أبرزها جائزة اليونسكو ليأخذ مكانه بين أبرز الفنانين الذين اسهموا في حركة موسيقى الشعوب مثل رافي شانكار ونصرت فاتح علي خان وسواهم من الفنانيين الذين تميزوا وبرزوا بعطاءاتهم وامكاناتهم الموسيقية.