طرحت شركة "النظائر الكويتية" في السوق خلال الأسابيع الماضية، مجموعة كبيرة من الاشرطة الغنائية. و"النظائر" شركة فنية عريقة ذات خبرة في مجال تصنيع وانتاج الاشرطة الفنية تسعى الى التنويع في انتاجها، مثل تعاملها مع اجيال مختلفة من الفنانين ممن عرفتهم الحركة الفنية العربية او من مبتدئين لم يعرفوا بعد، او فنانين آخرين عرفوا حديثاً. ولا تنتج الشركة للفنان بشكل فردي، بل تسعى الى التنويع في تقديم اشرطة كرنفالية تجمع بين عدد من الفنانين من اجيال مختلفة في اغان مميزة باختلاف الايقاع والكلمة. بالاضافة الى ذلك كله فإن "النظائر" ظلت تنتج حتى الآن اشرطة لعدد من الفرق الفنية الخليجية من السعودية والبحرين والكويت وغيرها، وانتجت ايضاً اشرطة تحمل تجارب متميزة في التوزيع الموسيقي بطرق فنية عدة، بادارة طاقم الموزعين الموسيقيين الذين يعملون لديها، وهذا التوزيع يكون غالباً للأغاني الخليجية التي اخذت نصيبها من الشهرة، ويحاول المنفذ الموسيقي ايجاد نوع من التآلف بين الجمل الموسيقية العربية المصرية - الشامية - المغربية والخليجية. ومن ذلك تجربة المنفذ والموزع الموسيقي حسام حمدي في شريط "خليجي على وحدة ونص" 98 التي ادخل فيها الايقاع المصري الراقص الى اغان خليجية متجاوبة مع ذلك التوزيع. وخلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتجت "النظائر" مجموعة كبيرة من الأشرطة اولت فيها اهتماماً كبيراً للمطربين الشباب والفرق الغنائية الشابة، مثل فرقة "ميامي" الكويتية، و"الأخوة" البحرينية، وغيرهما. ومن اشرطتها التي طرحتها قبل اسبوعين في الاسواق شريط للمطرب الكويتي عبدالكريم عبدالقادر يحمل عنوان "ودعتها" تميز فيه عبدالكريم عبدالقادر عن اشرطته السابقة باختلاف الالحان والكلمات عن النمط الذي اعتاده المستمع لهذا المطرب، فلم تسيطر على هذا الشريط تلك النغمة الحزينة التي اعتادها المستمع في اغانيه، مما عَّرف بالقدرات الصوتية الاخرى لتلك الحنجرة التي حبسها توجه المطرب السابق الى نمط معين من الاداء. وللقصائد التي غناها عبدالكريم دور في تبديل الصورة المعروفة لادائة مثل ادائه للحن الراقص في اغنية "اسمعي صوتي" من الحان الكويتي راشد خضر. واما اغنية "ودعتها" التي جاء الشريط باسمها فلم تكن الافضل في الشريط الذي تنوع لحناً وأداءً. وما عنونة الشريط بها الا تأثر بذلك النمط الذي طبع عليه عبدالكريم. واما اغنية "الحب لك وحدك" فكانت الابرز في برامج مسابقات افضل الاغاني المسموعة التي تعتمد على تصويت المستمعين في الإذاعة والتلفزيون. وجاء شريط المطرب البحريني احمد الجميري الذي غاب فترة غير قليلة في عنوان "يكبر علينا العشق"، مع "النظائر" ايضاً، شاهداً على اصالة يتمتع بها ذلك الصوت لم يحجبها الغياب ولم تتأثر حنجرتها. وعلاوة على حلاوة الصوت وقوته تأتي كلمات القصائد التي غناها الجميري "كلمات ليست كالكلمات" التي اختارها المطربون الحاضرون في غيابه. القصائد التي غناها الجميري اعتمدت على صور شعرية مختلفة ترسم حباً وعشقاً جديداً بجدة الصور الشعرية. ومع صوت الجميري في هذا الشريط تخجل الموسيقى احياناً كثيرة وتتوارى لتحل شفافية صوته محلها حلولاً جميلاً. ولا ينبني موضوع القصائد المغناة في شريط "يكبر علينا العشق" على العشق كوصف للحبيب انما كوصف لحال الزمان والمكان من حول العاشق. ومن كلمات الاغنية التي كتبها الشاعر البحريني علي عبدالله خليفة: "يكفيني يا عمري ألم... جرّحني صوت الناي - وكثير يأخذنا التعب في بحوره السودا ونجيد عزف اللحن... يا خسارة... لى شاخت الأوتار. والعمر مقطوف يمضي بالعجل... وردة وله... ياخذها مجرى الماي" ويبقى التأكيد على حضور الألحان الخليجية البحرية وايقاع الموال الخليجي في بعض اغاني الشريط، ويمكن ان يقال عن شريط الجميري انه ينتمي الى طرب ايام سابقة من الاصالة جاءت في وقت غياب هذا النمط الذي يظل حنين الاذن العربية إليه جارفاً. حنين لا ينتهي عند مرحلة. ومن أشرطة "النظائر" الناجحة للمطربين الشباب "عداك العيب" للمطرب الكويتي خالد المسعود الذي تنوعت الحانه، مع ان كلمات القصائد المغناة في الشريط لا تختلف عن السائد في القصائد المغناة، والمختلف هو خامة صوت هذا المطرب المميزة جداً، بالاضافة الى ذلك فخالد يمتلك طريقة خاصة في الاداء تعطي للكلمات المغناة شاعرية، بخاصة في أولى اغاني الشريط وهي: "اصعب اللحظات"، لحنها صالح يسلم الذي مزج بين العدني والخليجي. واما شريط "المسافات" للمطرب الكويتي الشاب عبدالعزيز الضويحي الذي طرح في الاسواق قبل ثلاثة اسابيع، فسيطرت على اغانيه النبرة اللحنية الهادئة الى جانب تمكن عبدالعزيز وجودة ادائه على رغم طول بعض الأغاني. وتنوع "الكوبليه" في الأغنية الواحدة التي تتطلب جهداً صوتيا يتنقل مع مستوياتها بين صعود وهبوط. ويلاحظ ان الأغاني جميعها تبعد عن النغمة الراقصة المنتشرة حالياً في الأغاني ولا يكاد ان يخلو شريط منها، ما عدا اغنية "اشتقت" التي يمكن ان تكون من ذلك النمط لولا الاداء الرزين الذي خلا من الصرخات والآهات الممدوة، او بعض العبارات التي يصدرها بعض المطربين الحاليين، اعتقاداً منهم انها تخفف دم اغانيهم. وهناك شريط شبابي بحت هو "عيش حياتك" الذي تبدو شخصية مطربه بشار واضحة فيه. وفي هذا الشريط كان المطرب جريئاً بإدخال صوته وعبارات يطلقها كطريقة من الحوار بينه وبين "الكورس"، وفيه اغان اخرى مختلفة الموسيقى والايقاعات بفضل توظيف بعض الآلات الموسيقية غير المألوفة في الأغاني الخليجية. حتى غلاف الشريط جاء بأسلوب مختلف لا يدل على أن هذا الشريط لمطرب خليجي لكنه غلاف طريف يختلف عن الهيئة المألوفة للأشرطة الخليجية إذ يعبر عن حيوية حاضرة في الشريط. ومع وجود بعض الأغاني الراقصة في الشريط الا ان بعضها يأتي بصوت المطرب وبآلة موسيقية واحدة كالقيثار، مثلاً، مما يشرع الباب للأذن ان تتأمل الصوت والكلمات والموسيقى أيضاً في أغان مثل "يا حنونة" و"خايف".