اعتبرت أوساط ايرانية مطلعة النقاش الساخن حول رئاسة البرلمان الجديد من ابرز سمات الانتخابات النيابية التي اجريت الجمعة الماضي. ولفتت الى تنوع القوى التي دخلت البرلمان الجديد وتعدد الخيارات بين رجال الدين المرشحين للرئاسة، علماً ان معظمهم تبوأ مركزاً مهماً في ادارة البرلمان سواء في رئاسته أو في هيئتها. واكد شقيق مرشد الجمهورية الاسلامية هادي خامنئي انه سيقبل رئاسة المجلس اذا طرحت عليه كواجب. ولاحظت ان الميزة الأخرى هي وجود شخصيات حزبية شابة تسعى الى ان يكون الرئيس من غير علماء الدين، أو على الأقل ترسيخ قاعدة جديدة لا تستبعد ان يكون الرئيس من غير رجال الدين، اذ ان الدستور لا يمنع ذلك. وأوضحت ان هذا التوجه يدفع به خصوصاً حزب "جبهة المشاركة" القريب الى الرئيس محمد خاتمي. وأعرب نائب اصلاحي فاز في الانتخابات عن اعتقاده بأن الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني سيشكل "رقماً صعباً" في حال رشح نفسه لرئاسة البرلمان، وهذا مرتبط بتأكيد فوزه في الانتخابات. وقال النائب ل"الحياة" ان خلافاً قد ينشأ داخل التيار الاصلاحي في حال قرر رفسنجاني خوض معركة الرئاسة، اذ ان "جبهة المشاركة" ستعمل لمنع انتخابه، لكنها قد لا تستطيع فعل ذلك بمفردها على رغم حصولها على اكثر من مئة مقعد في البرلمان الجديد، لأن حزب "كوادر البناء" سيدعم الرئيس السابق، وكذلك التيار المحافظ الذي بات يحظى بأقلية مؤثرة، وقد ينضم اليهما النواب المستقلون. وتوقع النائب ان لا تستمر لفترة طويلة رئاسة رفسنجاني للبرلمان في حال إمساكه بزمامها، لأن معارضيه سيسعون الى الحؤول دون انتخابه مجدداً بعد سنة. في المقابل، اعتبر التيار المحافظ ان رفسنجاني لن يجد صعوبة في تبوء رئاسة البرلمان "في حال قرر قبول هذه المسؤولية". وأوضح محمد رضا باهنر الناطق باسم الائتلاف المحافظ ان تركيبة البرلمان الجديد تؤكد ذلك، اذ تتقاسمها أطراف عدة. وتصل نسبة مقاعد أنصار التيار المحافظ الى 30 فيما تتوزع هذه النسبة داخل التيار الاصلاحي على اليسار 40 في المئة و"كوادر البناء" 20 في المئة، بينما حصل المستقلون على عشرة في المئة من مقاعد البرلمان. وخلص باهنر الى ان أي حزب لم يستطع منفرداً الحصول على نصف عدد المقاعد، وهذا يفترض التعاون والتفاهم بين الاجنحة لدى بحث أي قضية داخل البرلمان. ولوحظ ان القريبين الى رفسنجاني بدأوا طرح امكانية ترشحه لرئاسة مجلس الشورى من زاوية تتسم بعدم إثارة أي طرف، اذ اعتبر نائب الأمين العام لحزب "الكوادر" حسين مرعشي ان قضية ترشيح الرئيس السابق تعود اليه، معرباً عن اعتقاده بعدم وجود مشكلة تحول دون ترؤسه البرلمان. وحمل على بعض الأطراف الاصلاحية، خصوصاً حزب الجبهة المشاركة لتصويرها رفسنجاني على انه من اليمين المحافظ، في الوقت الذي يعتبر من أبرز الشخصيات الاصلاحية. وبدا ان مرعشي كان يغمز من قناة دعم رفسنجاني خاتمي في الانتخابات الرئاسية عام 1997، ونفى اشاعات عن انسحاب الرئيس السابق من المعركة الانتخابية. الى ذلك، أكد شقيق مرشد الجمهورية، أحد رجال الدين البارزين في اليسار الاصلاحي، هادي خامنئي الأمين العام لمجمع قوى خط الامام انه سيقبل برئاسة البرلمان اذا طرحت عليه كواجب. وهكذا ينضم الى قائمة مرشحي الرئاسة، وهم حتى الآن رفسنجاني، اذا تأكد فوزه كنائب، ومهدي كروبي أمين رابطة العلماء المناضلين اليسارية ومجيد أنصاري رئيس الكتلة الاصلاحية في البرلمان وبهزاد نبوي الناطق باسم الائتلاف الاصلاحي ومحمد رضا خاتمي شقيق الرئيس.