السواحة: السعودية في "دافوس" تعزز جهود العالم لتطوير الابتكار وتطويع الذكاء الاصطناعي لخدمة البشرية    الهيئة الملكية للجبيل وينبع: رحلة تتحدى الزمن نحو التميز المستدام في المنتدى الاقتصادي العالمي «دافوس 2025»    مصر تعلن تشكيل غرفة عمليات مشتركة لمتابعة تنفيذ «صفقة غزة»    أمريكا تخصص 117 مليون دولار للجيش اللبناني وقوى الأمن    أنشيلوتي: ألابا جاهز للعب مع ريال مدريد    سكان لوس انجلوس يبحثون عن مكان يؤويهم بعد حرائق الغابات    الرئيس الفلسطيني: جاهزون لاستلام المعابر في غزة    الهلال الأحمر بالشرقية ينفذ مشروع "معاذ" لعدد من الجهات الحكومية والخاصة    «البوم الفرعوني» يلعب دورا كبيرا بالتوازن البيئي في منطقة الحدود الشمالية    رصد طائر البوم «الفرعوني» في شرق عرعر    ضبط مواطن في عسير لترويجه (5,838) قرصًا خاضعًا لتنظيم التداول الطبي    الرياض تحتضن مؤتمر تكنولوجيا الرعاية الصحية الدولي 2025 الشهر المقبل    شرطة الرياض تقبض على (4) أشخاص لسرقتهم مركبات واستخدامها في سرقة كيابل نحاسية    أكثر من 102 ألف حالة وفاة سنويا في بنغلاديش بسبب تلوث الهواء    السعودية تتصدر عالمياً بسعة أنابيب نقل تصل إلى 19.4 مليون م3 يومياً    براً وبحراً وجواً.. ضبط 2124 حالة ممنوعة خلال أسبوع    مصادر ل«عكاظ»: الاتحاد يدرس شراء عقد العمري من النصر    مؤسسة سلطان الخيرية والإيسيسكو تطلقان مشروعًا رياديًا لتعليم اللغة العربية في موريشيوس    قرارات في النصر بشأن بيولي وتاليسكا    تكريم 85 خاتمة لكتاب الله في خميس مشيط    محمد صلاح هدف الهلال الأبرز في يناير    ضبط 21,485 مخالفاً لأنظمة الإقامة والعمل وأمن الحدود خلال أسبوع    أمير جازان يرعى حفل موسم "شتاء جازان 25"    كنو يرفض 8 ملايين في الموسم    ميدان فروسية الجبيل يقيم سباقه العاشر التصفيات التمهيدية لأبطال الميادين    اليوم.. اقتران بين كوكبي الزهرة وزحل    هل يتفوق الروبوت على البشر في جراحات الكبد المعقدة؟    الموسيقار العالمي أنتوني هوبكنز يبعث من الرياض رسائل إنسانية وفنية عميقة    انخفاض في درجات الحرارة في المناطق الشمالية للمملكة    المركزي الروسي يخفض الدولار واليورو ويرفع سعر اليوان الصيني أمام الروبل    «تيك توك» تعلن تعليق خدماتها يوم الأحد في أمريكا    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على ارتفاع    الحكومة الأمريكية تمنح «موديرنا» 590 مليون دولار لتطوير لقاح إنفلونزا الطيور    جمعية الإستشارات النفسية بجازان تشارك بركن تعريفي في معرض «دن وأكسجين»    إنسان جازان.. لوحة فنية وأصالة شعرية في حفل افتتاح موسم شتاء جازان 25    أزمة في النصر    النصر يكسب القادسية بثلاثية في دوري السيدات    الرئاسة العامة تشارك بورشة عمل بعنوان (رقمنة التوعية في أداء المناسك)    الحقيل يكرم وكالة شؤون الإسكان بأمانة القصيم لتحقيقها مستهدف التمليك    انطلاق ملتقى القمة السعودية لريادة الأعمال الاجتماعية برعاية نائب المدينة    مركز وتد الحياة يطلق مبادرة مجتمع واعي بالمدينة المنورة    بايدن يخفف أحكاما صادرة بحق 2500 شخص    أمير منطقة جازان يرعى حفل موسم "شتاء جازان 25"    محمية الملك عبد العزيز الملكية تنضم للقائمة الخضراء الدولية    مسببات خطرة للعقم تجهلها النساء    بدء استقبال المشاركات لجائزة الأمير فهد بن سلطان للتفوق العلمي والتميز    خطيب المسجد النبوي: احذروا أن تتحول قوة الشباب من نعمة إلى نقمة ومن بناء إلى هدم    «الخارجية»: نرحب باتفاق وقف إطلاق النار في غزة    أمر ملكي بتشكيل مجلس هيئة حقوق الإنسان في دورته الخامسة    اضحك على نفسك    صفقات مليونية واتفاقيات شراكات بين كبرى شركات مؤتمر ومعرض الحج بجدة    متحدث أمن الدولة: السعودية لم تكن يوماً أداة لخدمة الأهداف الخارجية    آل الشيخ : الإسلام دين راسخ لا تهزه محاولات التشويه والمملكة ستبقى صامدة ومخلصة في الدفاع عنه    شركة HONOR تُطلق Magic7 Pro في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: المستقبل هُنا مع ميزات الذكاء الاصطناعي وأحدث الابتكارات في عالم الهواتف الذكية    أمير القصيم يؤكد على السلامة المرورية    تعزيز مكانة محمية الملك عبدالعزيز البيئية والسياحية    إطلاق كائنات فطرية    هدنة مشروطة تحت الاختبار في غزة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عيون وآذان
نشر في الحياة يوم 26 - 05 - 2000

ماذا لو أن مجرم الحرب ارييل شارون مات في الدفرسوار سنة 1973، وبالتالي لم يحدث الاجتياح المجرم للبنان سنة 1982، واحتلال الشريط الحدودي بعد ذلك؟
الجريمة لم يرتكبها شارون وحده، وإنما حكومة مناحيم بيغن معه، والحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، ومع ذلك فالرد على السؤال هو أن عشرات الألوف من الضحايا الأبرياء كانوا سيظلون احياء بيننا حتى اليوم.
وكنت علقت أمس على الانسحاب الاسرائيلي المذل بسطور قليلة لشعوري أن المعركة لم تنته، وأنا أرى على التلفزيون في القرى المحررة أعلاماً غير العلم اللبناني. وأكتفي اليوم بهذه السطور وأنا أدعو أن ينعم جنوب لبنان والوطن كله بالسلام، فلا يتحول النصر الى هزيمة.
وأكمل بشيء آخر.
أمامي كتاب هو "تشرتشل والمهادنة: هل كان تشرتشل يستطيع منع الحرب العالمية الثانية" من تأليف ر. باركر، وعرض لكتاب لم أقرأه عنوانه "ماذا لو؟ مؤرخون عسكريون يتخيلون ما يمكن أن يكون"، من تحرير روبرت كاولي. والكتابان صادران عن دار ماكميلان.
بالنسبة الى الكتاب الأول يجيب باركر على سؤاله في 290 صفحة ويقول: "لا نعرف". وقد بنى المؤلف نظرية عامة هي باختصار انه في مقابل مهادنة رئيس الوزراء نيفل تشامبرلين لهتلر ومسايرته واسترضائه، كان تشرتشل سيعمل لتشكيل ما سماه "التحالف العظيم" لمحاصرة ألمانيا واقناع هتلر بعدم جدوى الحرب.
يضعف من هذه النظرية ان تشرتشل لم يكن صاحب شعبية تذكر، أو موضع ثقة الناس والسياسيين الآخرين قبل الحرب، وأهم من ذلك ان التحالف ما كان ليقوم مهما حاول تشرتشل أو غيره، فدول البلقان كانت ستعارض اتخاذ موقف مع فريق ضد فريق، والولايات المتحدة كانت تمارس سياسة انعزالية ثابتة، لم يغيرها سوى الهجوم الياباني على بيرل هاربور في هاواي سنة 1941.
الكتاب الثاني الذي لم أقرأه وجدت عرضاً له في مجلة "ذي سبكتاتور"، ومعه قصة طريفة لم أكن سمعت بها من قبل، تستحق الرواية:
زار نجم رعاة البقر الاميركي المشهور بافلو بل برلين مع فرقته سنة 1899. وكان من ضمن الفرقة أني أوكلي، التي مُثلت أفلام كثيرة عن حياتها بينها فيلم موسيقي معروف، وهي اكتسبت شهرتها كرامية لا تخطئ، فكانت تصوب مسدسها الى سيجار في فم أحد المشاهدين وتصيبه وسط تصفيق المتفرجين وهتافهم.
والواقع انه لم يحدث أن تبرع أحد من المتفرجين بالمخاطرة بحياته، وإنما كان زوجها فرانك باتلر يقوم من بين المتفرجين كل مرة زاعماً أنه أحدهم.
أني أوكلي فوجئت في برلين أن أحد المتفرجين فعلاً وقف وقدم نفسه، وهي صعقت عندما اكتشفت ان المتفرج هذا كان القيصر فيلهم الثاني، امبراطور المانيا.
تصبب جسم أني أوكلي عرقاً وهي تصوب مسدسها الى سيجار الامبراطور، إلا أنها في النهاية أصابت الهدف.
وكان ما كان ووقعت الحرب العظمى، أي العالمية الأولى، وبعثت أني أوكلي برسالة الى الامبراطور، بعد أن دخلت بلادها الحرب ضد بلاده تقترح أن يكررا العرض. إلا أنه لم يرد عليها.
هل كانت الحرب العالمية الأولى وقعت لو أن أني أوكلي أصابت الامبراطور لا سيجاره؟ وهل كانت وقعت لو لم يقتل ولي عهد النمسا الأرشيدوق فرانز فرديناند في سراييفو سنة 1914 مع زوجته؟ المؤرخون يجمعون على ان قتله في 28 حزيران يونيو من تلك السنة كان الشرارة التي أشعلت الحرب.
وهل كانت الحرب العالمية الثانية استمرت لو أن هتلر قتل في انفجار قنبلة وضعت في مقر قيادته في راستنبرغ، وكانت في بروسيا الشرقية وهي الآن في بولندا، في 20 تموز يوليو 1944؟ ملايين البشر كانوا سيظلون أحياء، والمحرقة كما نعرفها اليوم ما كانت وقعت، لأن معظم اليهود قتل في السنتين الأخيرتين من الحرب.
الرئيس صدام حسين سأل يوماً هل كانت وقعت حرب الخليج الأولى لو أن آية الله الخميني مات في حادث سيارة؟ غير أن السؤال الذي يستحق أن يسأل هو: هل كانت وقعت حرب الخليج الأولى والثانية، وهل كان دمّر العراق واستبيح شعبه، لو أن صدام حسين أصيب في رأسه بدل رجله عندما حاول اغتيال عبدالكريم قاسم سنة 1959.
الموضوع كله رياضة فكرية، وقبل الكتابين الجديدين كانت هناك كتب مماثلة، أذكر اني كتبت عن أحدها وعلقت عليه قبل نحو عشرين سنة، وكان موضوعه: ماذا لو أن هتلر ربح الحرب العالمية الثانية؟
الجواب الأكيد هذه المرة هو أن فلسطين كانت ستبقى لنا، لذلك استطرد بالسؤال: ماذا لو أن أبو عمار مات في حادث سقوط طائرته في الصحراء الليبية في الثامن من نيسان ابريل 1992؟
اتفاقات اوسلو ما كانت وقعت، وما كنا ضيعنا فلسطين مرتين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.