قالت مصادر عراقية مطلعة ان الرئيس صدام حسين أقال وزير التعليم العالي عبدالجبار توفيق لعجزه عن ايجاد حل لهجرة اساتذة الجامعات العراقية، ولتأخره عن تنفيذ أمر نص على نقل عدد من اساتذة جامعة بغداد والجامعة المستنصرية الى عدد من الكليات الجديدة تحمل اسم صدام في بغداد والمحافظات. وتقدر المصادر ذاتها عدد اساتذة الجامعة والكفاءات العلمية المهاجرة خلال السنوات الخمس الماضية بأكثر من ألفي استاذ واختصاصي غادروا العراق لتدهور اوضاعهم الاقتصادية وعزلتهم عن التطورات العلمية التي يشهدها غير بلد في المنطقة والعالم. وكانت السلطات العراقية تمنع سفر اساتذة الجامعة واصحاب الاختصاصات العلمية النادرة في الطب والهندسة وعلوم الفيزياء والكيمياء حتى عام 1998. ولكون هذا الاجراء لم يوقف سفر الاساتذة والمختصين بجوازات سفر لا تحمل اسماءهم الحقيقية او دفعهم رشاوى لموظفي الجوازات تمكنهم من رفع اسمائهم من لوائح منع السفر، سمحت بغداد قبل عامين باستقالة عشرة في المئة من اساتذة الجامعات العراقية على اساس طلبات خاصة ، كما سمحت لعدد من الاساتذة الجامعيين بتوقيع عقود مع جامعات عربية في ليبيا واليمن والامارات وسلطنة عُمان. ورأت المصادر السابقة ان الوزير السابق الذي اقيل الخميس الماضي تلكأ في تنفيذ اوامر بنقل عدد من اساتذة الجامعات العراقية الى كليات صدام للطب والعلوم والهندسة التي توفر لها بغداد امكانات خاصة لا تتوافر لبقية الجامعات. وقالت إن الوزير عبدالجبار توفيق حاول ربط تنفيذه القرار بتعمق ازمة نقص الاساتذة ما يعرقل برامج الجامعات وبالذات برامج طلبة الشهادات العليا. وكانت الصحف العراقية غمزت في الشهر الماضي من قناة وزارة التعليم العالي، وأشارت الى زيادة مضطردة في رسوب طلبة دراسات الماجستير والدكتوراه واعتبرت ذلك فشلاً لنهج الوزارة العلمي. ويتقاضى اساتذة الجامعات العراقية اجوراً شهرية تتراوح بين 10 آلاف و 25 ألف دينار 5-12 دولاراً فيما يتقاضى اساتذة كليات صدام في الطب والهندسة والقانون والعلوم والدين والتاريخ اضعاف هذه الاجوراضافة الى امتيازات صحية وسكنية ، كما ترتبط كليات صدام بدائرة علمية خاصة تابعة لديوان الرئاسة ومنفصلة عن وزارة التعليم العالي.