سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
باراك يجدد تحذيره دمشق عبر أنان... ومشروع قرار في مجلس الشيوخ يدعو إلى انسحاب "كل الجيوش الأجنبية من لبنان" . لحود في الجنوب وأميركا تطالب لبنان ببسط سلطته
اندحر الاسرائيليون... واليوم عيد وطني في لبنان، وغداً تبدأ الأجوبة عما بعد انسحابهم... هكذا يمكن اختصار اللحظة السياسية في لبنان، بعدما انكفأ الاحتلال عن نحو 850 كيلومتراً مربعاً من أراضيه، وقضّ مضاجع أهله اكثر من 22 سنة، مخلفاً وراءه كمية لا تحصى من الدمار والكثير من الآلام والشهداء من مواطنيه، و2500 عنصر من "جيش لبنانالجنوبي" استسلم زهاء 1500 منهم للدولة اللبنانية، فيما غادر الآخرون الى اسرائيل معظمهم مع عائلاتهم. راجع ص 4 و5 وفي نيويورك تلقى الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان رسالة من رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك تضمنت تحذيراً سورية من عواقب "تهيئة الأرضية لأعمال عنف ضد إسرائيل" بعد الانسحاب إلى الحدود، وقال انان ان هذه الرسالة "لا تتطلب رداً"، مركزاً على "فوائد" الاجراءات التي تتخذ لاتمام الانسحاب الإسرائيلي إلى الحدود الدولية و"استعادة لبنان المسؤولية الكاملة على ترابه، ليليها سحب قوات حفظ السلام بعد انتهائها من عملها". أما في واشنطن فتقدم 12 عضواً في مجلس الشيوخ الأميركي بمشروع قرار يحيي إسرائيل على انسحابها من جنوبلبنان، ويدعو إلى "خروج كل الجيوش الأجنبية من لبنان"، مشيراً إلى وجود 30 ألف جندي سوري في هذا البلد، وطالب بإصدار عفو عام عن عناصر "جيش لبنانالجنوبي". الانسحاب تحت جنح الظلام واجتاز آخر جندي اسرائيلي الأراضي اللبنانية ما عدا مزارع شبعا التي يصرّ لبنان على ان يشملها الانسحاب الى اسرائيل السابعة صباح أمس، من منطقة القطاع الشرقي في جنوبلبنان، بعدما عمل على تفكيك الموقعين الأخيرين اللذين بقي فيهما، قلعة الشقيف الحصينة، والدبشة الذي فجرته قوات الاحتلال بالكامل، خلال ساعات الفجر الأولى. ونقلت وكالات الأنباء العالمية صور الجنود المنسحبين تحت جنح الظلام، وهم فرحون بالمغادرة... وكما حصل في الأيام الثلاثة الماضية في القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب، اندفع عشرات الألوف من أهالي القطاع الشرقي يتقدمهم محازبو تنظيمات عدة الى القرى المحررة وأبرزها الخيام وشبعا وحاصبيا والعديسة وكفركلا يحتفلون بنثر الرز والورود وبحلقات الدبكة والرقص. وشهد مراسلو "الحياة" رحلة العودة... وعمليات مصادرة الاسلحة والذخائر التي خلفها عناصر "الجنوبي" عند انهيارهم السريع. وبرزت مفارقة لافتة: عناصر "حزب الله" وصلوا الى الشريط الفاصل على الحدود وأخذوا يلوحون بأعلامهم الحمراء والصفراء للجنود الاسرائيليين على الجانب الآخر، متحدين إياهم، في خراج بلدة كفركلا هاتفين ضدهم. سرقات في مرجعيون وحدها بلدة مرجعيون، وقريتان في محيطها شهدت تجاوزات نغصت المظاهر الاحتفالية، بحصول سرقات ونهب في المنازل، اضافة الى تجاوزات اخرى متفرقة في منطقة حاصبيا، سرعان ما تم ضبطها. وأجريت اتصالات سريعة مع التنظيمات المعنية، قام بها رئيس الجمهورية اميل لحود ورئيس المجلس النيابي نبيه بري. وقال مرجع كبير ل"الحياة" ان "هذه فورة لن نسمح بها وعلى رغم انها محدودة فلا بد من القضاء عليها وبجدية". وطرحت هذه التجاوزات، على محدوديتها، مسألة وجود الدولة في المناطق المحررة، خصوصاً ان في قضاء مرجعيون الذي يضم 7 مخافر 22 دركياً فقط. واتخذت تدابير فورية وسريعة. حادث آخر مؤسف وقع حين بُترت قدما فتى ورجل آخر من بين أربعة فتيان أصيبوا بألغام أثناء انتقالهم الى قراهم في الأحراش. وفي انتظار تعزيز الوجود الأمني الرسمي، جاء أول الغيث لطمأنة أهالي القرى المحررة، بزيارة قام بها رئيس الجمهورية اميل لحود الى عدد منها، أكد خلالها في بلدة رميش وعين إبل، للأهالي انكم عدتم الى كنف الشرعية. وكان للزيارة اثر ايجابي في نفوس المواطنين القلقين خصوصاً في المناطق المسيحية وبعض القرى الشيعية التي هرب بعض من تعاملوا مع اسرائيل فيها نتيجة خوفهم من اعمال ثأرية ضدهم. واذ أعلنت الحكومة اليوم، عيداً وطنياً، تتخلله عطلة رسمية، وذكّر رئيس الحكومة الدكتور سليم الحص بأن فرحتنا لا يمكن ان تنسينا مزارع شبعا، لقي الانسحاب الاسرائيلي ردود فعل عالمية وعربية واسعة رحبت به. واعتبر مصدر رفيع المستوى في الخارجية الاميركية انه "مرّ بطريقة جيدة بعكس معظم التوقعات، ان تصرف حزب الله كان من "أفضل أعماله". وأضاف المصدر: "ان الانسحاب كان منظماً وهادئاً كما طالبت به الولاياتالمتحدة". وتمنى على الحكومة ان "تبسط سيطرتها في المنطقة" ورأى ان "دخول قوى الأمن الداخلي الى المناطق المحررة خطوة جيدة". وبالنسبة الى لجوء عناصر "الجنوبي" وعائلاتهم الى داخل اسرائيل، عبر المصدر عن انزعاجه لهذا الأمر قائلاً انه "غير مبرر خصوصاً ان الحكومة اللبنانية اكدت للأمين العام للأمم المتحدة انها ستحمي المدنيين وتطبق القوانين اللبنانية". ودعا البابا يوحنا بولس الثاني الى تجنب القيام بأي عمل من شأنه تهديد التعايش بين الطوائف بعد الانسحاب. وقال رئيس الحكومة الفرنسية ليونيل جوسبان ان بلاده مستعدة لتحمل مسؤولياتها في اطار قوات الطوارئ في الجنوب اذا حصلت الأممالمتحدة على "التزامات ملموسة" من الاطراف. ووصل الى بيروت ليلاً مساعد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن. وقال في تصريح أعدّ له سلفاً انه سيلتقي اليوم لحود ورئيس الحكومة الدكتور سليم الحص. وهنأ الشعب والحكومة في لبنان على الطريقة التي تم بها توحيد المناطق الجنوبية مع سائر البلاد، معتبراً ان طريقة تحرير لبنان تمت بشكل مثالي من جانب جميع المعنيين. ولفت الى مشكلة الألغام المؤسفة في المناطق التي حصل منها الانسحاب. ورأى ان المؤشرات ايجابية في ما يتعلق بالاستعدادات لتطبيق التوصيات الواردة في تقرير انان الذي تبناه مجلس الأمن الدولي. أنان: الخطوة الاولى وحدد أنان الخطوة الأولى في "التحقق من أن الانسحاب تم إلى الحدود الدولية، أو الخط الذي نقرره، ثم نبدأ العمل مع الدول الأعضاء من أجل تعزيز" القوات الدولية الموقتة في جنوبلبنان يونيفيل. وقال إنه على اتصال مع الدول المساهمة في القوات "في شأن نشرها" في كامل الجنوباللبناني. واعتبر أنان في تصريحات أمس ان "العمل الذي قمنا به مع الأطراف قبل بدء الانسحاب سيكون مفيداً جداً، ولا يزال مفيداً". وأعطى مثالاً بأن الانسحاب الإسرائيلي "سيتم إلى الخط الذي أشرنا إليه، وهذا في حد ذاته مفيد، وسنعمل مع الحكومة اللبنانية لضمان سيطرتها على الأراضي والحفاظ على السلم في المنطقة. وبالطبع، فإن مهمات الحفاظ على القانون والنظام مهمات حكومة لبنان وليست مهماتنا". واوضح ان احتمال زيادة عدد قوات حفظ السلام لتهدئة الأوضاع لفترة موقتة "يصبح وارداً مع تسلمنا الضمانات التي طلبتها من الأطراف المعنية". وقدم أنان أمس إلى مجلس الأمن تقريره عن قوة الأممالمتحدة لمراقبة فض الاشتباك بين سورية وإسرائيل اندوف، وأوصى بأن يجدد المجلس ولاية القوة لفترة ستة أشهر أخرى حتى 30 تشرين الثاني نوفمبر. وقال في تقريره إنه خلال فترة ال 6 أشهر الماضية "استمر وقف اطلاق النار في القطاع الإسرائيلي - السوري من دون وقوع حوادث خطيرة، وظلت منطقة عمليات قوة اندوف هادئة". ولم يذكر التقرير العمليات الأخيرة التي وقعت في منطقة شبعا، لكن الأمين العام قال في تقريره: "على رغم الهدوء السائد حالياً في القطاع الإسرائيلي - السوري، لا تزال الحال في الشرق الأوسط تشكل خطراً محتملاً، ومن المرجح أن تظل كذلك، ما لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تغطي جميع جوانب مشكلة الشرق الأوسط". وقال إن الحكومة السورية "أبدت موافقتها على التمديد المقترح، كما أعربت إسرائيل عن موافقتها". وكان سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة سلم ليل أول من أمس إلى الأمين العام رسالة من باراك اتهمت سورية ب"بذل ما في وسعها لمنع وتعطيل الانسحاب الإسرائيلي من جنوبلبنان"، و"تحريض الفلسطينيين في لبنان على ارتكاب أعمال ارهابية ضد إسرائيل بعد الانسحاب"، وتشجيع حزب الله على "بناء بنى تحتية تقوض الاستقرار الاقليمي لدرجة انفجار النزاعات". وهدد باراك في رسالته بأن إسرائيل "لن تتحمل أي هجوم على أراضيها" بعد أن تستكمل الانسحاب من لبنان. وطلب من الأمين العام "ابلاغ سورية" بذلك "لتجنب تدهور غير ضروري للاستقرار الاقليمي في الشرق الأوسط". وأعلن الناطق باسم الأمين العام، فرد اكهارت، ان "قوات حفظ السلام بدأت القيام بدوريات في المناطق" التي اخلتها إسرائيل و"جيش لبنانالجنوبي"، وهي "تساعد الجيش اللبناني في جمع الأسلحة الثقيلة المتروكة في المناطق الخالية" من الاحتلال. وقال ان مبعوث الأمين العام، تيري رود لارسن، يتوقع ان تدوم جولته في المنطقة بين أسبوع وعشرة أيام يزور خلالها لبنان وإسرائيل وسورية. واضاف: "إن الأممالمتحدة تريد ان يقوم خبراء الخرائط بتحديد وتعريف حدود 1923 على الأرض، ليكون في الامكان تأكيد انسحاب إسرائيل إلى ما وراء جانبها من الحدود". وأضاف ان إحدى مهمات رود لارسن أن يحصل على اذن من السلطات اللبنانية والإسرائيلية والسورية لتقوم طائرات هليكوبتر بكشف الحدود لتحديد الخط الرسمي للانسحاب. وأكد الناطق ان الأممالمتحدة تعتزم العمل للتثبت من انسحاب إسرائيل الكامل "بأسرع ما يمكن"، بعد تحديد خط الانسحاب والتأكد من تلبية إسرائيل شروط الأممالمتحدة. مجلس الشيوخ الأميركي ونص المشروع الذي عرض على مجلس الشيوخ الأميركي على الآتي: "تحية إسرائيل على قرارها سحب قواتها من جنوبلبنان والمجازفة من أجل السلام في المنطقة"، و "دعوة مجلس الأمن إلى: الاعتراف بأن إسرائيل طبقت مستلزمات القرار 425 ووفرت الإمكانات الضرورية لقوات حفظ السلام في جنوبلبنان لمتابعة مهماتها وفق القرار، والإصرار على انسحاب كل القوات الأجنبية من الأراضي اللبنانية حتى يستطيع لبنان أن يمارس سيادته على أراضيه، والالحاح على القوات الدولية للتنسيق مع القوات اللبنانية للسيطرة على جنوبلبنان واتخاذ إجراءات بينها نزع سلاح حزب الله وفصائل اخرى من أجل إزالة النشاطات الإرهابية التي تنطلق من المنطقة، ودعوة الحكومة لمنح عناصر جيش لبنانالجنوبي عفواً عاماً وإعادة استيعابهم داخل المجتمع اللبناني". كذلك دعا المشروع، الذي ناقش مجلس النواب الأميركي مشروعاً مماثلاً له، الأممالمتحدة ومجلس الأمن إلى "ضمان حق إسرائيل في الدفاع عن النفس". وطالب المشروع، الذي لا يتضمن صلاحيات تشريعية تلزم الإدارة، جميع الأطراف بالعودة الى طاولة المفاوضات "لتحقيق سلام واستقرار في الشرق الأوسط". ووقع المشروع الشيوخ: ترنت لوت، داشل، هيلمز، بايدن، غراهام، بوكيس، هاركين، جونسون، دود، فاينستاين، موراي، كونراد.