ادى المنتخب اللبناني جملة كروية مفيدة خلال مباراته الدولية الودية التي استضاف فيها نظيره السعودي بطل آسيا على ملعب جمال عبدالناصر في بلدة الخيارة البقاعية امام نحو 8 آلاف متفرج واسفرت عن تعادلهما من دون اهداف، علماً انها المرة الاولى التي يزور فيها المنتخب السعودي لبنان منذ 1957. واستبق فيها "الاخضر" جولة يبدأها اليوم، تقوده الى سلوفاكيا وسلوفينا ويخوض خلالها اربع مباريات، بينما لعب اللبنانيون المباراة الاولى بعد عودتهم من معسكرهم القبرصي وقبيل توجههم الى الاردن للمشاركة في دورة الحسين. واعتبرت النتيجة جيدة للمنتخب اللبناني الذي ادّى عرضاً مقبولاً امام بطل آسيا، اظهر فيه تحسناً عن عروضه السابقة، وبدا اللاعبون ذو الاصل اللبناني الذين ضمهم المدير الفني للمنتخب الكرواتي جوزيب سكوبلار في مستوى مميز وخصوصاً الثنائي جاري مورغنسون في خط الدفاع ومحمد رضا في خط الوسط. وكاد جادير يسجل هدفاً حاسماً عندما تقدم الى الامام في الدقيقة 58 وتطاول برأسه لكرة عرضية متوسطة الارتفاع "اطلقها" فارتان غازاريان، الا ان الحارس السعودي تيسير النتيف صدها في اللحظة الاخيرة. وجاءت المباراة حماسية خصوصاً في شوطها الثاني الذي طغت عليه البصمة اللبنانية، واعتمد السعوديون على الهجمات المرتدة، عن طريق سامي الجابر خصوصاً، لكن جادير "قطع عنه الماء والهواء". كما برز في صفوف اصحاب الارض الاخوان رضا وفيصل عنتر والظهير يوسف محمد، وبدا الارتياح واضحاً على وجوه افراد الفريق اللبناني وجهازه الفني والاداري، واوضح سكوبلار ان "تماسك اللاعبين في الشوط الاول اعطى جرعة من الثقة والمعنويات فتخلوا عن الرهبة وازعجوا خصومهم". واضاف سكوبلار: "ما تحقق يعكس صور جدية لما نصبوا اليها، والطريق طويلة امامنا"، وتمنى "ان ينسج اللاعبون على المنوال ذاته في دورة الحسين". ولفت سامي الجابر الى ان فريقه تأثر بالطقس والارتفاع عن سطح البحر "المهم بالنسبة الينا الوصول الى الانسجام المطلوب بين مجموعة الواعدين والمخضرمين متى يحين موعد النهائيات". واعتبر المدير الفني ل"الاخضر" التشيخي ميلان ماتشالا ان المباراة لم تكن سهلة مع لبنان، واستدرك مضيفاً، "انها المباراة التجريبية الاولى لنا وستكون الافضل في المباريات المقبلة". دورة الحسين على صعيد آخر، شكّل الاتحاد اللبناني بعثته الى دورة الملك حسين الدولية الاولى من 29 شخصاً برئاسة عضو اللجنة العليا سليم ابو شبكة، وضمت 20 لاعباً هم وحيد فتال وعلي فقيه وزياد الصمد وهاغوب دونابيديان ورضا وفيصل عنتر وهيثم زين ونصرات الجمل وحسين ضاهر وعباس شحرور واحمد النعماني ومحمد رضا ومالك حسون وربيع عثمان وفارتان غازاريان ومحمد حلاوي ويوسف محمد وكوركين نيكيبيريان وفؤاد حجازي وخضر سلامي 17 عاماً. وابدى سكوبلار اسفه لعدم تكمن البرازيليين جادير وفاييكو من خوض مباريات الدورة لعدم استكمال اوراقهما القانونية... ويلعب لبنان اليوم مع العراق ضمن المجموعة الثانية ويواجه قيرغرستان الخميس المقبل، والاردن السبت، وتجرى المباريات على ملعب الملك عبدالله في القويسمة في ضاحية عمّان. وستكون الدورة ا ف ب التي تستمر حتى 2 حزيران يونيو مناسبة طيبة وامتحاناً رسمياً لثلاثة من المنتخبات المتأهلة الى نهائيات كأس الامم الاسيوية في لبنان من 12 الى 29 تشرين الاول اكتوبر المقبل. وتضم المجموعة الاولى سورية وفلسطين وايران وكازاخستان. واذا كان الهدف الرئيسي من فكرة اقامة الدورة هو تخليد اسم الملك الراحل حسين بن طلال، الذي لم يبخل خلال حياته في رعاية الرياضة وبشكل خاص كرة القدم، فإن النسخة الاولى من كأس الحسين تشكل في موعدها الحالي اختباراً جدياً لمنتخبات العراقوايرانولبنان قبل الاستحقاق الاسيوي. ومن غرائب الصدف ان قرعة المسابقة الآسيوية اوقعت المنتخبات الثلاثة ضمن المجموعة الاولى الى جانب تايلاند، ويسبق مباراة لبنانوالعراق لقاء بين الاردن وقيرغيزستان ضمن المجموعة الثانية، في حين ستتجدد المواجهة بين ايران وسورية في المجموعة الاولى. وكانت ايران بلغت نهائيات امم آسيا على حساب سورية بالذات التي حلت ثانية بفارق الاهداف. وستكون الدورة ايضاً تمهيداً لكأس آسيا واقوى الاختبارات بالنسبة الى جميع المنتخبات المشاركة فيها ضمن استعداداتها لتصفيات مونديال 2002 في اليابان وكوريا الجنوبية. واقتصرت النسخة الاولى على منتخبات من غرب آسيا وتتجه النية لجعلها دائمة تقام مرة كل عامين وحظيت باشراف الاتحادين الآسيوي والدولي، ونظراً للاهتمام الكبير الذي يوليه الاردن لها تقديراً للراحل الحسين بن طلال، سيرعى العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني، الذي رأس اتحاد اللعبة لمدة 5 سنوات قبل اعتلائه العرش في شباط فبراير 1999، هذه البطولة وسيحضر حفل الافتتاح والمباراة الافتتاحية بين الاردن وقيرغيزستان. وتتفق الاراء على اطلاق تسمية "بطولة غرب آسيا لكرة القدم على كأس الحسين" على المسابقة، وقد اكد الامير علي بن الحسين، رئيس الاتحاد الاردني للعبة ان البطولة ستكون دائمة بحيث تقام مرة كل عامين، وقد لا تنظم بالضرورة في الاردن وانما في اي دولة ترغب بذلك، مشيراً الى استعداد بلاده الدائم لاستضافتها. وقال الامير علي، رئيس اللجنة المنظمة العليا للبطولة، "ان العاهل الاردني مهتم شخصياً بتوفير كل اسباب النجاح للبطولة". واكد مجدداً ان المنتخب الاردني يريد في النسخة الاولى "ان يثبت للجميع ان حصوله على ذهبية كرة القدم في الدورتين العربيتين الثامنة والتاسعة في بيروتوعمان عامي 1997 و1999 على التوالي، لم يكن صدفة وانما انعكاس حقيقي للقفزة النوعية التي حققتها الكرة الاردنية في الآونة الاخيرة". ورأى ان المؤازرة الجماهيرية ستكون كبيرة للمنتخب الاردني والمنتخبات الاخرى في اطار التشجيع النظيف والروح الرياضية، مؤكداً ان الاتحاد الذي يرأسه قدم للمنتخب كل ما في وسعه وهو يأمل في ان تتوج هذه الجهود بالنجاح. واعتبر الامير علي ان كأس الحسين محطة من محطات اعداد المنتخب للاستحقاق الاكبر المتمثل في تصفيات كأس العالم، وامل في التمكن من تلبية دعوات لخوض مباريات ودية مع منتخبات الكويتواليابان وكوريا الجنوبية واوزبكستان التي تستعد جميعها لكأس الامم الاسيوية، مشيراً الى تواصل مساعي الاتحاد من اجل ترتيب مباريات مع منتخبات اوروبية مرموقة. وعلى صعيد التنظيم، لم يدخر الامير علي اي جهد في متابعة ادق التفاصيل لانجاح البطولة وانشأ مكتب تنفيذي للبطولة اضافة الى 9 لجان فرعية يضم بعضها اكثر من 20 عضواً. واعتبر ان حمى كرة القدم تجتاح الاردن وامل ان تترجم الحماسة غير العادية الى نتائج ملموسة في المستقبل، مشيراً الى ان ريع المباريات سيعود الى الايتام، وستحصل الفرق الفائزة على جوائز مالية كبيرة. من جهته، اكد امين سر الاتحاد الاردني مدير البطولة فادي زريقات ان الاردن بأسره معني بدورة الحسين. واشار الى "ان حرص الملك عبدالله الثاني على رعاية البطولة يعكس مدى الاهتمام المتزايد فضلاً عن ان جميع افراد العائلة الملكية يرون ان كرة القدم تعد في المرحلة الراهنة صورة مشرقة للرياضة الاردنية ومظهراً حضارياً ينبغي تعزيزه ودعمه". ونوه ايضاً بالجهود التي يبذلها الامير علي لتطوير اللعبة ومتابعة كل التفاصيل على صعيد المنتخب والاندية، وفي هذا الاطار كان القرار الرسمي بعودة اللاعب الاجنبي الى الاندية الاردنية بمعدل ثلاثة لاعبين مع كل فريق، واقرار مشروع الاحتراف، واعادة توزيع ريع مباريات الموسم مناصفة بين الفريقين المتباريين دعماً للاندية على حساب الاتحاد الذي سيتضرر مادياً. وعن حظوظ الاردن في البطولة، قال زريقات "المنتخب الاردني في احسن حالاته وهو مؤهل للمنافسة بوجود المؤازرة الجماهيرية، والمستوى الفني سيكون رفيعاً خصوصاً ان المنتخبات كلها تشارك بالصف الاول وبنجومها كافة. واوضح زريقات ان شركة التسويق التابعة للاتحاد الاسيوي حصلت على حقوق التسويق بعد ان دفعت نحو 400 الف دولار، ونالت شركة اردنية حق بيع بطاقات الدخول لقاء 85 الف دولار. واشار الى ان استاد عمان، الذي كلف تجديد ارضيته 100 الف دولار، سيكون مسرحاً لست مباريات ابرزها مباراتي الدور نصف النهائي، ومباراة المركز الثالث والمباراة النهائية في اختتام البطولة.