أصيبت جماهير فريق النصر السعودي بخيبة أمل كبرى بعدما ودع فريقها بطولات الموسم الحالي لكرة القدم من دون الحصول على ألقاب أو حتى الظهور في المباريات النهائية. وما زاد من حزن الجماهير النصراوية على حال فريقها تلك الوعود التي أطلقها المسؤولون عن الفريق قبل انطلاق مباريات المربع الذهبي، وتأكيدهم أن النصر سيفوز بكأس خادم الحرمين الشريفين، وهو ما لم يتحقق بعد الخسارة أمام الاتحاد صفر-2 في الدور نصف النهائي. ولم يكن أكثر النصراويين تشاؤماً يتوقع خروج فريقه خالي الوفاض من بطولات الموسم الأربع، خصوصاً بعد العروض اللافتة التي قدمها في بطولة العالم الاولى للاندية في كانون الثاني يناير الماضي في البرازيل. ولم تنفع ملايين الريالات التي صُرفت في التعاقد مع لاعبين مهمين امثال فهد المهلل وفؤاد أنور وفهد الغشيان والمغربي اسماعيل التريكي ومواطنه أحمد بهجا والجزائري موسى صايب، ولم تصدق الادارة النصراوية حتى الان ان الملايين الثمانية التي انفقتها في هذا المجال لم تغير حال الفريق، واشار البعض الى ان وراء الفشل أسباباً خفية وخلافات شخصية اثرت بوضوح على اداء الفريق. وكان النصر بدأ استعداداته باكراً للموسم الذي ينتهي غداً بلقاء الاتحاد والاهلي في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، وتعاقد رئيسه السابق الأمير فيصل بن عبدالرحمن مع المدرب اليوغسلافي ميلان زيفادينوفيتش الذي قاد الفريق للمرة الأولى في بطولة ودية خلال الصيف الماضي في لبنان، غير أنه فشل في اضافة اي جديد للفريق الذي لم يحقق شيئاً للبطولة على رغم تواضع المنافسين. وافتتح النصر الموسم المحلي بخسارة أخرى أبعدته عن كأس الأمير فيصل بن فهد كأس الاتحاد سابقاً، قبل أن يخرج على يد جاره الهلال من بطولة كأس الملك عبدالعزيز، ما جعل أصوات النصراويين تتعالى مطالبة برحيل زيفادينوفيتش. لكن رئيس النادي جدد الثقة في المدرب، وأعلن أنه سيقود النصر في بطولة أندية العالم وأن النادي سيتعاقد مع لاعبين مميزين قبل السفر الى البرازيل. وبالفعل تعاقدمع المهلل وأنور وصايب والتريكي وبهجا، ما مكن النصر من الظهور بمستوى جيد وراق في المونديال أمام ريال مدريد الاسباني وبوتافوغو البرازيلي والرجاء البيضاوي المغربي. وبعد العودة وقياساً على مستواه في المونديال، رشحته الاوساط الرياضية لنيل لقبي البطولتين المتبقيتين في الموسم، غير أنه سقط من جديد وخرج على يد الشباب وبخسارة ثقيلة صفر-3. وجاءت نهاية المدرب اليوغوسلافي على يد الرئيس الجديد الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي اسند المهمة الى المدرب الوطني يوسف خميس. وعلى رغم تحسن عروض الفريق وتغير حاله الى الأفضل، الا أن خميس الذي وصل متأخراً لم يستطع تحقيق الفوز في المربع الذهبي، وارتطمت أحلامه بجدار الاتحاد وخرج من أهم بطولات الموسم. ويرى بعض النصراويين أن خروج فريقهم خالي الوفاض هذا الموسم يرجع اساساً الى امور تتعلق بالادارة ومشاكل المسؤولين، خصوصاً أن هذه الخلافات طالت الكثير من امور اللاعبين وفرضت ابعادها على التدريبات ما جعلها مسرحاً للخلافات الادارية التي أثرت على معنويات اللاعبين والجهاز الفني، وساهمت في خلق أجواء غير صحية داخل الفريق فضلاً عن الضغوط التي مارسها أعضاء الشرف الداعمين للنادي على الادارة السابقة والتدخل في عملها. ورفض الأمير فيصل بن عبدالرحمن الاستمرار، وجاء والده الامير عبدالرحمن بن سعود واجرى تعديلات عدة اعتبر البعض أنها أضرت بالفريق. ويرى هؤلاء أن استمرار الادارة السابقة والمدرب اليوغسلافي حتى نهاية الموسم كان سيؤدي الى نتيجة أفضل على رغم كل السلبيات لأنهما الأقرب من الفريق والأقدر على تصحيح أوضاعه. ويبدو أن انصار النصر اعتادوا الصدمات والخروج من "الموالد بلا حمص" في المواسم الخمس الأخيرة التي لم يحرزوا خلالها سوى كأس الاتحاد في موسم 1997-1998، تاركين مسرح البطولات للهلال والاتحاد والشباب والأهلي الذين سيطروا على الألقاب في المواسم الأخيرة. وباتت جماهير النصر تشدو قصيدة "الأطلال" على عصر نجمها المعتزل ماجد عبدالله، وتتحسر على واقعها الحزين.