يشهد الملك فهد بن عبدالعزيز مساء اليوم في استاد الامير عبدالله الفيصل في جدة لقاء الجارين اللدودين الاتحاد والأهلي في المباراة النهائية لكأس دوري خادم الحرمين الشريفين لكرة القدم. وسيتشرف افراد الفريقين بالسلام على الملك فهد الذي سيقوم بتسليم الكأس والميداليات الذهبية للفائز، والميداليات الفضية للخاسر فضلاً عن المكافآت المالية الضخمة المقررة للفريقين. ويخوض الفريقان نهائي اقوى البطولات السعودية للموسم الثاني على التوالي، وكانت مباراة الموسم الماضي انتهت اتحادية 1-صفر. وصعد الاتحاد الى لقاء اليوم على حساب النصر صفر -صفر ذهاباً، و2-صفر اياباً، وتأهل الأهلي على حساب الشباب 1-1 ذهاباً، و2-1 اياباً. وأثبت الجاران أحقيتهما بالوصول الى النهائي بعد منافسة حامية مع الفرق الأخرى انتهت بتصدرهما المرحلة التمهيدية بفارق كبير عن أقرب المنافسين من خلال تقديم عروض لافتة اكدت أنهما الأفضل. ويأمل الأهلاويون في الثأر من الاتحاد الذي هزمهم في نهائي الموسم الماضي وهو يلعب بعشرة لاعبين، وحرمهم من تحقيق اللقب للمرة الأولى. بينما يسعى الاتحاديون الى الحفاظ على لقبهم ما يمنحهم تلقائياً حق امتلاك الكأس الى الأبد بعدما فازوا بها مرتين من قبل في موسمي 1996 - 1997 و1998 - 1999، وهو انجاز إن تحقق يتناسب واحتفالاتهم المنتظرة بمرور 75 عاماً على تأسيس النادي. وفرض الاتحاد سيطرته على الأهلي في مباريات الموسم الحالي، وتمكن من الفوز عليه مرتين مقابل خسارة واحدة وتعادلا في مباراتين. والامر دفع الكثيرون الى التأكيد ان الأهلي يعاني نفسياً كلما واجه الاتحاد، خصوصاً أن مباريات الفريقين في المواسم الخمسة الأخيرة سجلت تفوقاً واضحاً للاتحاديين الذين ألحقوا بالأهلي هزيمته الوحيدة في المسابقة هذا الموسم 4-2 قبل شهرين، فضلاً عن أنه خرج من كأس ولي العهد الشهر الماضي على يد الاتحاد ايضاً. لكن هذه النقطة تبدو هامشية تماماً قياساً على "العقدة" المزمنة التي يعانيها لاعبو الاهلي في المباريات النهائية. وفي المقابل لا يجد الاتحاديون في المباريات النهائية حرجاً كبيراً لأنهم اعتادوا في المواسم الثلاثة الأخيرة حسم الألقاب لمصلحتهم بعدما لعبوا 8 مباريات نهائية وتمكنوا من الفوز في 7 منها، ما يمنحهم الثقة اللازمة لتقديم العرض القوي الذي يؤمن لهم الفوز. وعلى رغم أن النواحي النفسية لا تخدم لاعبي الأهلي اطلاقاً، بل وتصب في مصلحة الاتحاديين بالذات. بيد أن النواحي الفنية ترجح كفة الأهلاويين وتمنحهم تفوقاً واضحاً، خصوصاً أن الأهلي يتفوق على كثير من الفرق السعودية ومن بينها الاتحاد في نوعية لاعبيه الذين يملكون مهارات راقية ومستوى لافتاً. غير أن الاتحاد يعتبر أفضل الفرق من حيث الأداء الجماعي، وهو لا يعتمد على مجهودات لاعبين محددين بعينهم، ما يمنحه قدرة على مجاراة المهارات العالية للاعبي الأهلي الذين يميلون الى الأداء الفردي في الغالب. لا للصحافة واجرى الفريقان مرانهما الاخير من دون جماهير ومُنع رجال الاعلام من متابعتهما، وقاد البرازيلي بيدرو مدرب الاتحاد التدريبات التي شهدت عودة المهاجم حمزة ادريس الذي غاب طوال الأسبوع الماضي بداعي الاصابة. وخضع ادريس لتدريبات خاصة، ما يؤكد عدم زوال اصابته نهائياً وبقاء أمر مشاركته في اللقاء النهائي منذ بدايته محل شك. وينتظر أن يجري المدرب تغييرات عدة على تشكيلة فريقه التي لعبت ضد النصر الأسبوع الماضي بعدما تعرض الى انتقادات كثيرة من أنصار الفريق، ويبدو بيدرو مجبراً على العودة الى تشكيلة الفريق الأساسية التي تضم الحارس حسين الصادق والمدافعين أحمد خريش ومحمد الخليوي وباسم اليامي وطارق المولد وفهد الخطيب، ولاعبي خط الوسط محمد نور وصالح الصقري والايطالي روبرتو دونادوني خميس الزهراني، والمهاجمين حمزة ادريس والحسن اليامي. ويرى بيدرو أن انسب طريقة اداء لفريقه هي 5-3-2 لانها يمكن ان تحد من خطورة الهجمات المتكررة المتوقعة من ظهيري الاهلي حسين عبدالغني ومحمد شلية. ولا يستبعد أن يفاجىء بيدرو الأهلاويين بتحريك الظهيرين خريش والخطيب لتنفيذ أدوار هجومية والاستفادة من خبرة متوسطي الدفاع باسم اليامي وطارق المولد في اللعب كظهيرين سابقين وتكليفهما مهمة تغطية الأجناب أثناء تقدم الظهيرين الأساسيين. وفي المقابل، قاد البرازيلي زاناتا تدريبات الأهلي بمشاركة لاعب الوسط خالد مسعد العائد من الاصابة، ووجه تعليمات مشددة الى مدافعي الفريق بضرورة مراقبة مهاجم الاتحاد حمزة ادريس ومنعه من الوصول الى المرمى، وطالب لاعبي الوسط بضرورة الاستحواذ على الكرة قبل لاعبي الفريق الخصم والضغط عليهم أثناء استحواذهم علىها. وعلى رغم حماسة زاناتا الكبير، الا أنه لم يجد من يسد الفراغ الذي تركه غياب المهاجم الكولومبي الكاتو الموقوف. ولا يبالغ الأهلاويون اذا اعتبروا أن غياب الكاتو ضربة موجعة لأنه فرض احترامه على الجميع بعدما أحرز 21 هدفاً وحصل على لقب افضل مهاجم أجنبي في البطولة، فضلاً عن براعته في مشاغبة المدافعين وتهيئة الفرص السهلة لزميله طلال المشعل... ويكفي أن الكاتو أحرز 3 أهداف في مرمى الاتحاد خلال الموسم الحالي. ويعتمد زاناتا على طريقة 4-4-2، والاستفادة من قدرة الظهيرين عبدالغني وشلية في مساندة خطي الوسط والهجوم، غير أنه ينتظر دوراً مهماً من المدافع عبدالله سليمان ولاعب الوسط البرازيلي رودريغو المكلفين تناوب المراقبة على مهاجم الاتحاد ادريس. ولن يجد زاناتا صعوبة في وضع تشكيلته المثالية باستثناء اختيار المهاجم البديل الذي سيلعب الى جانب المشعل، وينتظر أن يمثل الأهلي الحارس تيسير النتيف، والمدافعون حسين عبدالغني وعبدالله سليمان ونايف فلاتة ومحمد شلية، ولاعبو الوسط البرازيلي رودريغو وخالد مسعد وفهد الزهراني وابراهيم السويد، والمهاجمون طلال المشعل ومحمد دابو عبدالرحمن أبوسيفين... ويبقى خالد قهوجي ومسفر الجاسم خيارين مهمين لزاناتا في خط الوسط. تحفظ واعتبر رئيس الاتحاد أحمد مسعود أن اللقاء يمثل أهمية قصوى للفريقين كونهما يلعبان في نهائي أهم بطولات الموسم، وهما مطالبان بتقديم مباراة قوية على كل الاصعدة. ورأى أن اعتبارات الفوز أو الخسارة، لا تشغل حيزاً كبيراً عقب اللقاء لأن الفريقين سيتشرفان بمصافحة الملك فهد. ورفض التوقع بالنتيجة، لكنه اشاد بمعنويات فريقه المرتفعة وقدرة لاعبيه على تحقيق البطولات: "المباراة ضد الأهلي لن تكون سهلة، ومن الصعب التكهن بنتيجتها. الأهلي فريق قوي وهو منافسنا التقليدي، ويهمه تحقيق الفوز مثلنا تماماً. لا أبالغ اذا وصفت الفريقين بأنهما أفضل الفرق في الموسم الحالي ومن الظلم أن يخرج أحدهما من دون تحقيق اي بطولة. استعداداتنا ممتازة، وثقتي بلاعبي الاتحاد غير منقوصة لأنهم رجال مواقف ويحسنون التعامل مع المناسبات الكبيرة". تفاؤل وتوقع رئيس الأهلي الأمير نواف بن تركي أن يظهر فريقه بمستواه الحقيقي، وأن يقدم عرضاً قوياً. وأكد أن حضور الملك فهد للمباراة هو في الاساس فوزاً كبيراً للفريقين ودافعاً مهماً لتقديم مباراة راقية على صعيد المستوى الفني كما على صعيد التمسك بالروح الرياضية القويمة. وأشار الى صعوبة اللقاء بالنسبة الى الفريقين، لكنه رشح فريقه ليقدم العرض الافضل فنياً: "التوقع في مباريات الأهلي والاتحاد أمر صعب لكن ما أؤكده أن الأهلي سيقدم مستوى عالياً وسيبحث عن تحقيق الفوز. نشعر بالتفاؤل وثقتنا بفريقنا لا حدود لها لأنه يملك الامكانات المطلوبة لتحقيق النصر". واعترف مدير الفريق الأهلاوي حسام أبوداود أن لاعبيه يعانون ضغوطاً نفسية في المباريات النهائية، لكنه قلل من أهميتها في لقاء اليوم. وتوقع ابو داود أن يفوز الأهلي منهياً عقدته مع المباريات النهائية: "خسارة الأهلي في المباريات النهائية ولدت ضغوطاً على اللاعبين، لكن في اعتقادي أن لاعبي الأهلي والاتحاد يعانون الضغوط نفسها قبل هذه المباراةالمهمة لاسباب عدة.لا أعتقد أن الفريق الأفضل يمكن ان يخسر اذا ما تعامل لاعبوه مع مجريات المباراة بهدوء. أتوقع أن يكسب الأهلي وينهي مرحلة الحظ السيئ مع النهائيات، ومن خلال قربي من اللاعبين يمكنني القول انهم لا يعانون حالياً أي ضغوط نفسية، وأنهم ينتظرون اللقاء بمعنويات مرتفعة". يُذكر ان الاتحاد والأهلي حطما في الموسم الحالي الأرقام القياسية في بطولات الدوري من حيث النقاط والأهداف، بعدما أحرز الاتحاد صدارة المرحلة التمهيدية في الموسم الحالي ب51 نقطة، وهو رصيد الأهلي نفسه الذي حل ثانياً بفارق الأهداف. واحرز الاتحاد 71 هدفاً والأهلي 67 هدفاً وهما رقمان لم يسجلا من قبل. الشباب الثالث وفي مباراة تحديد المركزين الثالث والرابع، فاز الشباب على النصر بهدف سعيد العويران 83 في الرياض. وكما كان متوقعاً، قدم الفريقان عرضاً باهتاً وأداء متوسطاً من الناحية الفنية، خصوصاً من جانب النصر الذي شارك بعناصره الأساسية وفي مقدمهم الثنائي الأجنبي أحمد بهجا وموسى صايب.