دعا عضو بارز في الأسرة الحاكمة في الكويت هو نجل وزير الخارجية الشيخ ناصر صباح الأحمد الى دور اقتصادي متميز تلعبه الكويت بالمشاركة مع العراق، وتكون فيه مركزاً للتجارة وعقدة للمواصلات بين الخليج والعراق وايران وآسيا، مؤكداً ان هذا الأمر سيتحقق فقط "في حال قيام نظام عراقي ديموقراطي مسالم". في الوقت ذاته، اعلنت الداخلية الكويتية اعتقال عنصرين "يعملان للمخابرات العراقية" تسللا عبر الحدود ومعهما "منشورات ومواد ممنوعة، وكلفا تنفيذ مهمات داخل الكويت". وتزامن ذلك مع استضافة هذا البلد عشرات من المعارضين العراقيين الذين يشاركون في ندوة "مستقبل العلاقات الكويتية - العراقية". وقال الشيخ ناصر صباح الأحمد في كلمة ألقاها في الندوة أمس: "ان تأسيس ثقة متبادلة بين البلدين - بعد قيام العراق الديموقراطي الملتزم بالمواثيق الدولية - سيفتح المجال لاحتمالات اقتصادية كبيرة تتجاوز الثروة النفطية، وتستفيد من العمق الحضاري التاريخي الانساني للعراق وامكاناته الزراعية ومن التاريخ الملاحي والتجاري والموقع الاستراتيجي للكويت على رأس الخليج". وزاد ان هذه "امكانات مهمة يمكن استثمارها تنموياً لمصلحة البلدين". وأوضح ان هذه الآمال تتجاوز "التاريخ الحديث المعاصر للعلاقات الكويتية - العراقية المليء بالتعقيدات والتوترات والحافل بالتهديدات، مما يتطلب أولاً تأسيس ثقة متبادلة تنهي الادعاءات الباطلة بالضم والإلحاق، وترفض تكرارها وهو الأمر الذي لا يمكن أن يحققه نظام مستبد وعدواني كالنظام القائم" في بغداد. وأضاف ان "الاستقرار السياسي في العراق بمقدار ما هو متطلب عراقي فإنه متطلب كويتي، ذلك ان استقرار العراق هو استقرار الكويت". ولفت الى أن من مصلحة الكويتيينوالعراقيين "أن نوجه جزءاً من اهتمامنا الى خيار تنموي مشترك تكون فيه الكويت ميناء ومركزاً تجارياً ومالياً وخدمياً لمنطقة شمال الخليج، بما فيه العراق، وكذلك لأن تكون هذه المنطقة محطة مخزون تجارة وسط آسيا عندما ترتبط بخطوط السكك الحديد مع العراق وايران". ورأى الشيخ ناصر امكان استعادة الكويت دورها التاريخي كأهم ميناء في الخليج واستعادتها "دوراً واعداً يمكنها ان تقوم به كميناء رئيسي ومركز مالي لدعم متطلبات الاقتصاد العراقي بعد زوال حكم صدام، وذلك بسبب محدودية واجهة العراق البحرية على الخليج، وقرب الكويت الجغرافي من التجمعات السكانية الكثيفة جنوبالعراق، وضخامة حجم الاقتصاد العراقي وقلة خبرته باقتصادات السوق والسياسات الاستثمارية". ورأى دوراً للكويت كي تكون مركز التقاء خطوط السكك الحديد لكل من العراق وايران وسورية والسعودية. وأنهت الندوة التي يقيمها مجلس الأمة البرلمان أعمالها في الكويت أمس بجلسة أخيرة ركزت على آفاق المستقبل في علاقات الكويتوالعراق.