أجمع عدد من الخبراء السياسيين والكتاب فى مصر على ان سقوط نظام صدام حسين كان متوقعا بكل الحسابات بعد ممارسته طوال فترة حكمه العديد من المغامرات التى انعكست اثارها السيئة والوخيمة على كل دول المنطقة. وقال الخبراء فى لقاءات نشرتها مجلة يصدرها المركز الاعلامى الكويتىبالقاهرة ان صدام بدد ثروات شعبه وبلده وكان سببا فى مجىء القوات الأجنبية للمنطقة داعين الى ان يتجاوز الشعب العراقى هذه المحنة بسرعة ليعود العراق الى صفوف امته العربية بلدا للحرية والديمقراطية والثقافة. وفى هذا الاطار قال الامين العام السابق للجامعة العربية الدكتور عصمت عبد المجيد ان صدام حسين لم يستجب لقواعد العقل والمنطق بعد رفض مبادرات بالتنحى عن الحكم قبل اعلان قوات التحالف الحرب على العراق ليجنب شعبه كل هذه الخسائر الفادحة التى تكبدها والمآسي التى يعيشها اليوم .واوضح عبد المجيد ان ما آل اليه وضع العراق الان كان امرا طبيعيا نتيجة التراكمات المؤلمة من الاخطاء والعثرات القاتلة التى وقعت من جانب النظام العراقى منذ عام 1980 عندما خاض حربه ضد ايران والتى استمرت 8 سنوات متواصلة كانت لها تداعيات خطيرة وسيئة فى منطقة الخليج.واشار الى ان اجتياح قوات صدام لدولة الكويت عام1990 كان مفاجأة من الوزن الثقيل ولم يكن اكثر المتشائمين يتوقعها بعد ان قدمت له الكويت الجارة المسالمة المساعدات المختلفة وهى الازمة التى اضافت خنجرا جديدا فى ظهر الامة العربية ولا نزال نعانى من اثارها. ودعا الأممالمتحدة للقيام بدور فى العراق يتعلق ببناء عراق ما بعد الحرب التى تسود علاقاتها مع الجيران روح الود والصداقة وأن تعمل على توفير افضل الفرص لاستتباب الامن والاستقرار فى العراق مع ضرورة ان تكون هذه الحرب اخر حلقة من حلقات العنف فى المنطقة وكذلك الحفاظ على سيادة العراق واستقراره وضمان سلامة اراضيه. من جهته قال رئيس جمعية الصداقة المصرية / الكويتية ورئيس وزراء مصر الاسبق الدكتور على لطفى أن مغامرات النظام العراقى كانت السبب فى العديد من المساوىء والاخطاء التى قام بها طوال فترة حكمه فى العراق ومن بينها مغامرة حرب الخليج الاولى التى اشتعلت نيرانها لمدة 8 سنوات وانهكت القوة العسكرية العراقيةوالايرانية وشوهت العالم الاسلامى فى الغرب. واشار الى المغامرة الاخيرة بغزوه الكويت فى عام 1990 والتى أتاحت الفرصة للقوى الأجنبية فى الخليج وكانت السبب المباشر فى الكوارث التى حلت بالامة العربية والتى كان من نتيجتها الحرب الانجلو امريكية للتخلص من نظام صدام حسين.واوضح ان العراقيين كانوا يعانون ازمة هوية وضعف ولاء للنظام العراقى البائد طوال فترة حكمه بسبب تعسفه وغطرسته وديكتاتوريته وسيطرته على ثروات الذين يدينون له بالاخلاص دون بقية أفراد الشعب. وقال ان ما حدث لم يكن انهيار عاصمة بقدر ماكان انهيار نظام ظالم جثم على صدور العراقيين 35 عاما وأذاق شعبه كل صنوف البطش والفقر والديكتاتورية وحمل العراق والأمة العربية نكبات لم يشهد التاريخ المعاصر مثلها. اما أستاذ وخبير القانون الدولى الدكتور عبد الله الأشعل فرأى أن صدام حسين استمد بقاءه فى الحكم بالعراق من اثارة العداوات مع الغير حيث بدت شخصيته المغرورة معتدة بانتصاراتها المزعومة ومتأثرة بجنون العظمة والطموح لأن يكون بطلا قوميا. وقال أن النفس السلطوية والجبروتية والشعور بالكبرياء والاحساس بالتفوق العسكرى جعلت صدام يصدق أن بامكانه تزعم المنطقة وأن يكون شرطيها والقوة الكبرى الوحيدة التى لامنازع لها لأن بذلك وحسب تصوراته يمكن تحقيق أحلامه فى ضمان مصالحه الخاصة من خلال دخوله بصفته قوة رئيسية فى المنطقة فى حوار مباشر مع القوى العالمية الكبرى والتنسيق معها. من جانبه قال الخبير العسكرى اللواء ابراهيم شكيب أن صدام حسين يتحمل المسؤولية الكاملة عما حدث ويحدث الآن فى العراق وللعراق منذ ما يزيد على 20 عاما حيث تسلط بالقهر والديكتاتورية على الشعب وفرض بالحديد والنار حكما دمويا لا يعرف الرحمة أو الديمقراطية. اما الكاتب الصحفى سلامة أحمد سلامة فاوضح ان انهيار النظام العراقى وتفككه كان أمرا متوقعا بكل الحسابات الا حسابات المشاعر والعواطف التى سيطرت على الشارع العربى.واضاف ان هذا النظام مارس أساليب القمع والطغيان على امتداد 24عاما ليضمن بقاءه فى السلطة واستئثاره لأولاده وأنصاره ممن أخلصوا له بكل خيرات العراق حتى نجح فى تأسيس نظام ديكتاتوى قائم على الخوف والتسلط والقسوة. بدوره رأى عميد كلية التجارة بجامعة قناة السويس الدكتورعبد الله هداية أن سقوط النظام العراقى كان بسبب حالة الكره الشديد التى أبداها العراقيون لصدام بمجرد اعلان سقوط نظامه موضحا أن صدام أقام نظاما ديكتاتوريا واستبداديا وقمعيا. وحول سقوط بغداد دون مقاومة وسط دهشة الجميع قال هناك احتمالات كثيرة فى عدم استمرار المقاومة من بينها أن القصف الشديد كان مستمرا على بغداد خلال العشرين يوما وتكثف فى اليومين الأخيرين مما قد يكون أعطب معظم الآلات ودمر معظم الأسلحة وقد يكون قتل بعض القادة المؤثرين فى المقاومة ففضل صدام الهروب وعدم الدخول فى مقاومة لن تصمد كثيرا. وأضاف أنه حتى الان لم تستطع الدول العربية أن تتفق على حد أدنى من الخطط الاقتصادية أو حد أدنى فى علاقات الدول العربية بدول أجنبية كما أنهم غير متفقين على أن يكون للجامعة العربية دور أقوى من ذلك مرجعا السبب فى ذلك الى تقوقع كل دولة على نفسها.