قهوة سادة لو سمحت. ويوم آخر. ما الذي يحدث لي؟!! وهل سأقضي حياتي كلها بتساؤلات كهذه. ماذا؟ ولماذا؟ وكيف؟!! سئمت علامات الاستفهام والتعجب، وتعبت من تمزيق صفحات حياتي ورميها في سلة المهملات، وكم من المهملات ستستوعب تلك السلة؟!!! يزعجني إحساسي المستمر به!! ليتني أفقد هذه الميزة. لماذا أشعر به قبل أن أراه؟ لماذا أعرف ما سيفعله قبل أن يعرف هو نفسه؟!!، لماذا هذا الارتباط؟ أكرهه... أكره ارتباطي به الى هذه الدرجة!... يقيّدني ويقيد حياتي كلها! - القهوة يا آنسة. شكراً... القهوة!! لم أتعود شربها وحدي. كنا دائماً نشربها معاً. علمتني أن أشربها كما تحبها أنت سادة، حتى القهوة لم تترك لي اختيار طعمها. أنت الذي يقرر كل شيء. الحب. اللاحب. كل شيء. أحببتني لوحدك. وتركتني لوحدك. لم تسألني. ولم تجب عن أسئلتي إلى أن أصبحت أسأل نفسي! لم تترك لي مجال الاختيار... كعادتك! لم تدع لي شيئاً في حياتي أستطيع أن أفصله عنك! ثم ذهبت وتركت كل تفاصيل حياتي ناقصة!! كنت بالنسبة إليك جزءاً منك! لكنك كنت بالنسبة إليّ كلّي... كنت أشعر بك في دمي... في الهواء الذي أتنفسه... لم أفكر يوماً لوحدي... كنت دائماً معي... أشعر بروحك تحتويني. لو سمحت... قدح ماء! أصبحت قهوتك تضيف مرارة الى مرارتي... لماذا أشرب الماء لأذهب بطعمها من فمي ولا أغيرها؟!!!!... أم تراني لا أريد تغييرك!!... أم أنني لا أعرف التغيير إلا من خلالك؟!! - الماء آنستي، - شكراً، ولكن قبل أن تذهب، أرجوك، غير لي القهوة! - لماذا؟!! ألم تعجبك؟!! - لا أبداً ولكني أريدها حلوة هذه المرة فقد قررت التغيير! غبية أنا... وفرحة لأنني استطعت تغيير طعم قهوتك!!... كم هو مزعج... ينظر إلي منذ ساعة... ماذا يريد؟!! وماذا ينتظر مني؟!! آه كم أشتهيها...نعم أشتهيها... السيجارة... كنت تكرهها... على رغم أنك تدخن بنهم غريب... هل كنت أنا بالنسبة لك كالسيجارة؟!! أشعلتها ودخنتها ثم رميت بأعقابها؟!! لم تدعني يوماً أدخن... فالسيجارة عندك.. للرجل! لأن السيجارة بالنسبة لك امرأة لا يحرقها إلا الرجال!... أوف... أين تلك القداحة اللعينة؟!! - عفواً آنسة... هل تسمحين لي بإشعالها لك؟ - شكراً. غبي آخر... ولكني الآن أحتاجه... ها أنا عدت لأفكر مثلك... متى ستخرج من عقلي؟!! - هل تسمحين لي بالجلوس؟ - تفضل! لا أظنك ستنتظر الموافقة على كل حال! - أعرفك بنفسي... منير مرتضى... رجل أعمال! - تشرفنا. ترى أين ذهبت بأحلامك أيها الغبي الفارغ... أين وصلت بها؟!! - أرجوك دعيني أدعوك لشرب شيء. - لا شكراً فقد طلبت لتوي! - لا يهم... سأطلب لك كأساً من عصير البرتقال... فأنا أحب البرتقال، أرجو أن تحبيه أيضاً! - نعم، مؤكد... على الأقل سألني إن كنت أحبه أم لا، ولم يضطرني لسؤال نفسي! - هل تسمحين لي بملاحظة؟! - تفضل بدأ بملاحظاته من المرة الأولى! وهو طفيلي من الدرجة الأولى! - هذا الصنف من السجائر لا يناسب فتاة مثلك فهو ثقيل جداً لماذا لا تجرّبين صنفاً أخف؟!! - اسمح لي. عليَّ أن أذهب! - هكذا، بسرعة... وعصير البرتقال؟!! - آسفة فقد قررت ألاّ أشرب القهوة ولا عصير البرتقال بعد الآن... ولكني سأستمر بالتدخين... ومن هذا الصنف بالذات! - آسف ولكن هل أزعجتك؟!! - لا أبداً... ولكن لدي الكثير من التفاصيل الناقصة والصفحات الممزقة ولا أحتاج المزيد منها. فسلة المهملات عندي صغيرة... وداعاً.