فريتاون، واشنطن، لندن - رويترز، أ ف ب - أطلق المتمردون في سييراليون أمس سراح أول مجموعة من بين 139 محتجزاً من قوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة، "من دون شروط" بوساطة من رئيس ليبيريا تشارلز تايلور. وقال الناطق باسم القوات الدولية ديفيد ويمهيرست ان 15 من الذين أطلق سراحهم ارسلوا الى منروفيا، والباقون في بلدة فويا الحدودية. واشار الى ان الاممالمتحدة تأمل في أن تنقل جواً الباقين ومجموعهم 15 جنديا الى فريتاون. وأوضح: "نتمنى في الوقت الراهن ان نعيد اول مجموعة مكونة من 15 جندياً"، مضيفا ان قوات الاممالمتحدة تعتزم ايضا تنظيم رحلات الى فويا لإمداد قوات حفظ السلام المفرج عنها بالغذاء والملابس ولتقديم الرعاية اللازمة. وكان المتمردون الذين لم يلتزموا باتفاقية سلام ابرمت عام 1999 احتجزوا مئات من قوات حفظ السلام مطلع أيار مايو بعد نشوب خلاف على نزع الاسلحة قرب بلدة ماكيني. وهاجم المتمردون قوات حفظ السلام التي كانت غير مستعدة لمثل هذا الموقف. وساعدت قوة بريطانية أرسلت لإجلاء الاجانب من فريتاون بدعم القوات الدولية. وقال ويمهيرست: "من الواضح ان هذا التطور ايجابي للغاية ويظهر ان الازمة التي أحاطت بجنودنا المحتجزين بدأت تنتهي". من جهة أخرى، أعلن زعيم الحقوق المدنية القس الاميركي جيسي جاكسون انه سيزور دولاً افريقية عدة خلال مهمته الرئاسية في غرب افريقيا هذا الاسبوع، في اطار مساعيه لتعزيز الجهود الاقليمية لوقف اعمال العنف في سييراليون. وأضاف جاكسون في بيان: "لا يمكن حل هذه الأزمة إلا من خلال الجهود الاقليمية". وسيتوجه جاكسون الى غرب افريقيا اليوم بناء على طلب الرئيس بيل كلينتون الذي يريد منه ان يساعد في انهاء القتال بين ثوار "الجبهة الثورية المتحدة" بزعامة فوداي سنكوح، وقوات حفظ السلام الدولية. وقال جاكسون انه بالاضافة الى سييراليون سيزور ايضاً ليبيريا وغينيا ومالي ونيجيريا للاعراب عن "القلق العميق والتزام الادارة الاميركية بدعم الجهود الاقليمية". وانحت الولاياتالمتحدة باللائمة على سنكوح في مهاجمة قوات حفظ السلام، قائلة انه انتهك اتفاقية لومي للسلام. وفي لندن ذكرت صحيفة "تايمز" أمس ان بريطانيا نشرت سراً في سييراليون حوالى اربعين جندياً من قواتها الخاصة لتحديد مواقع المتمردين في "الجبهة الثورية المتحدة" بدقة. وأضافت الصحيفة ان افراد وحدة "الجهاز الخاص لسلاح الجو" اس اي اس مهمتهم التسلل داخل اراضي سييراليون فيما يعمل المظليون البريطانيون ال800 الموجودون في فريتاون داخل المدينة والمناطق المحيطة بها مباشرة. ويمكن لافراد القوة الخاصة التحرك ليلا بمروحيات لا تصدر ضجيجا، وهم مزودون اجهزة دقيقة للاتصال عبر الاقمار الاصطناعية ومعدات مراقبة متطورة جداً. ونشرت بريطانيا ايضاً ثماني سفن قبالة سواحل مستعمرتها السابقة من بينها حاملة طائرات وحاملة مروحيات، مهمتها رسمياً المساعدة على اجلاء الرعايا الاجانب ومحاولة احلال الامن في المنطقة بانتظار وصول تعزيزات من الاممالمتحدة. وأثارت هذه الأنباء حزب المحافظين المعارض الذي اتهم حكومة توني بلير بتعريض حياة الجنود البريطانيين للخطر وعدم الاعلان عن المهمة المكلفين بها في سييراليون.